Beirut weather 16.32 ° C
تاريخ النشر February 13, 2018
A A A
اوكسفام… فضيحة جنسيّة تهدّد تمويل المنظمة
الكاتب: النهار

مسؤولة في “اوكسفام” تستقيل… الفضيحة الجنسيّة تهدّد بتمويل المنظمة
*

قدمت نائبة المديرة التنفيذية لـ”اوكسفام” الدولية بيني لورانس، على خلفية فضيحة جنسية تعصف بالمنظمة وتهدد تمويلها. وقالت انها تشعر “بالخجل”، و”تتحمل كامل المسؤولية”.

و”أوكسفام” تجّمع من المنظمات الإنسانية، مقرها أكسفورد في بريطانيا. ووفقا لمعلومات نشرتها صحيفة “ذي تايمز” البريطانية، فإن موظفين في المنظمة دفعوا أموالا لمومسات شابات العام 2011 خلال مهمة أعقبت الزلزال الذي دمر هايتي العام 2010، وأوقع نحو 300 الف قتيل.

وذكرت الصحيفة الجمعة أن مومسات شابات، منهن قاصرات، دُعين الى المشاركة في حفلات جنس جماعية في منازل وفنادق كانت تدفع المنظمة إيجارها. واستندت الصحيفة إلى مصدر قال إنه يملك صورا لهذه الحفلات تظهر فيها المومسات يرتدين قمصانا عليها إشارة “أوكسفام”.

ولفتت إلى أن “أوكسفام” لم تبلغ عن سلوك موظفيها الضالعين في هذه الأنشطة، مما سمح لهم بالمشاركة في مهمات لاحقة مع أشخاص في وضع هش في مناطق أخرى شهدت كوارث طبيعية.

وقالت “أوكسفام” إنها أطلقت العام 2011 تحقيقا داخليا خلص إلى وجود “ثقافة إفلات من العقاب” لدى جزء من موظفيها. ونفت أن تكون سعت إلى إخفاء وقائع لحماية سمعتها. وأشارت إلى أن 4 موظفين طردوا، بينما استقال ثلاثة آخرون قبل انتهاء التحقيق.

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لـ”أوكسفام” الدولية ويني بيانيما إن قلبها انفطر لفضيحة ارتكاب عمال إغاثة في هايتي سلوكا جنسيا مشينا، مما دفع بريطانيا الى التهديد بقطع التمويل عن الجمعيات الخيرية.

وفي بيان صادر الأحد، قالت كارولين تومسون، الرئيسة الجديدة للمنظمة، إنها تشعر “بالخجل مما جرى”. واضافت: “نقدّم اعتذارنا من دون أي تحفّظ”، متعهدة باتخاذ تدابير من شأنها الوقاية من حوادث مماثلة.

كذلك، اعلنت وزيرة المساعدات البريطانية إن الحكومة ستقطع التمويل عن أي منظمة لا تنصاع لمراجعة جديدة لعمليات الجمعيات الخيرية في الخارج. ووصفت تقارير السلوك الجنسي المشين في القطاع بأنها “مزرية للغاية”.

وذكرت بيانيما التي أصبحت مديرة تنفيذية لـ”أوكسفام” الدولية العام 2013 أنها شعرت بالحزن لما وقع العام 2010، مؤكدة أنه لا يمكن أن يحدث في ظل الأنظمة والقواعد المعمول بها منذ ذلك الحين.

وقالت في مقابلة مع تلفزيون “رويترز” في نيويورك الأحد: “يؤلمني بشدة… ما حصل في هايتي هو أن بعض الرجال ذوي الامتيازات استغلوا الشعب نفسه الذي كان من المفترض أن يوفروا له الحماية، مستخدمين السلطة التي منحتهم إياها أوكسفام لاستغلال نساء لا حول لهن ولا قوة. انفطر قلبي لذلك”.
وأضافت: “نريد استعادة الثقة. ونريد بناء هذه الثقة. نحن ملتزمون الصدق والشفافية والمحاسبة لمواجهة مسألة السلوك الجنسي المشين. الأمور مختلفة الآن”.
وشدّدت على أنه يتعين على الجمعيات الخيرية أن ترفض انضمام من لا يشاطرونها القيم نفسها إلى طاقمها. وقالت: “نحتاج إلى عمل المزيد في ما يتعلق بالتحقيقات وإعلان نتائج هذه التحقيقات كي لا يرتكب المخالفون انتهاكات في منظمات أخرى”. وأشارت إلى أن أوكسفام ستطلع السلطات المعنية على كل المعلومات التي لديها بشأن الواقعة التي حدثت في هايتي العام 2010. وقالت: “تعلمون أن إعادة من هم خارج فريق عملنا إلى هايتي للمحاكمة ليست في نطاق سلطتنا. لكننا سنكشف كل ما نعرفه من التحقيق أمام أي سلطة تريد الحصول على هذا”.

من جهته، قال متحدث بإسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن على الحكومة البريطانية أن تفعل المزيد لالزام الجمعيات الخيرية تعزيز إجراءات الحماية، لضمان ألا يتكرر “السلوك المروع” لبعض العاملين في منظمة “أوكسفام” الدولية.

كذلك، دعت المفوضية الأوروبية المسؤولين في “أوكسفام” الى إعطاء كل التوضيحات اللازمة حول ضلوع عاملين فيها في فضيحة جنسية في هايتي، مهدّدة بوقف التمويل عنها.

وقالت متحدثة باسم المجلس الأوروبي المسؤول عن المساعدات الممنوحة للأعمال الإنسانية: “نحن مستعدون لقطع التمويل عن أي منظمة لا تحترم القواعد الأخلاقية”.

وبلغت قيمة الأموال الممنوحة من الاتحاد الأوروبي للمنظمة مليونا و700 ألف دولار العام 2011، السنة التي جرت فيها وقائع هذه الفضيحة. وقالت المتحدثة: “ننتظر من المنظمة أن تعطي كل الإيضاحات بكل نزاهة” حول هذه القضية. وأضافت: “تتوقّع المفوضية الأوروبية من كل شركائها احترام القواعد الأخلاقية، وهي لا تتساهل البتة في مسائل الاستغلال التي تمارسها المنظمات المستفيدة من تمويلها”.
*

المسؤولان في “اوكسفام” كارولين تومسون ومارك غولدرينغ (أ ف ب).

المصدر: أ ف ب، رويترز