Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 18, 2018
A A A
بعلبك – الهرمل.. إنقسام والغلبة تبقى لحزب الله وأمل
الكاتب: علي عواضة - النهار

انقسام في عشائر بعلبك – الهرمل والغلبة تبقى لحزب الله وأمل
*

من المتوقع ان تشهد دائرة بعلبك – الهرمل معركة انتخابية قاسية بين القوى السياسية، وصلت الى حد التهديدات المتبادلة، واطلاق النار. فالمعركة بالنسبة الى حزب الله وحركة أمل مصيرية تأتي كأستفتاء على شعبية “الثنائي”، بينما تعتبرها القوى الأخرى مثل القوات اللبنانية وبعض المستقلين فرصة لكسر الاحتكار السياسي في المنطقة، ولمحاسبة نواب المنطقة.

المعركة المحتدمة تلعب فيها العشائر دوراً اساسياً لتحديد مصير نواب المنطقة، فالبيانات المتبادلة من بعض العشائر تأييداً للائحة “الأمل والوفاء” تقابلها بيانات اخرى من العائلات نفسها رفضاً لـ “الثنائي”. هذا ما حصل بعد إصدار وجهاء عشائر الهرمل من آل علوه ، جعفر، عواد ، دندش وناصر الدين بياناً اكد خلاله المجتمعون دعمهم للحزب والحركة. واتهموا بعض الاسماء في اللوائح المنافسة بأن “من يدعمهم ايديهم ملطخة بالدماء”.

لم يمر البيان مرور الكرام فرد أبناء العشائر ببيان اخر اكدوا فيه أن “من تحدث بأسم العشائر يعبر عن رأيه فقط ولغايات خاصة، فالمعركة اليوم انمائية وليست موجهة ضد المقاومة كما يحاول البعض القول.”

وفي ظل التجاذبات السياسية والانقسامات الواضحة ضمن العائلة الواحدة لا بل البيت الواحد، تعتمد لائحة “القوات” على المرشح النائب السابق يحيى شمص، لما لديه من حيثية شعبية تجعله الاقوى في مواجهة لائحة “الأمل والوفاء”، حيث يؤكد مقربون من شمص أنه “الأقوى والأوفر حظاً وحظوظه مرتفعة في الوصول الى البرلمان، وإعادة تسميته جعلت البعلبكيين يشعرون بالملل والإحباط من نواب لا يحملون متطلبات منطقتهم وهموم أبنائها مضاف إليهم ترشيح اللواء جميل السيد عن دائرتهم وهو من دائرة زحلة، أثار حفيظة واستنكار العشائر البقاعية..

الانتماء للعشيرة يراها المهندس حسن شمص ضرورية، فمرشح العائلة هو يحيى شمص “لما له من حيثية شعبية وتاريخ خدماتي طويل مع البقاع، يجعل حظوظه قوية… الصوت التفضيلي لمعظم عائلة شمص سيكون لمصلحة ابن العائلة “. ورفض شمص “الاتهامات التي وجهت للوائح المنافسة للحزب بأنها تؤيد النصرة وداعش”، مؤكداً أن” أهل البقاع قاتلوا الاحتلال العثماني والفرنسي وقدموا الدماء في تحرير الجنوب ودحر التنظيمات المسلحة، فنحن أيضاً أهل المقاومة.”

كلام حسن يرفضه المدرس علي شمص، معتبراً أنه رغم احترامه لمرشح عائلته، إلا انه لا يمكنه التصويت للائحة” تضم القوات اللبنانية ونكران التضحيات التي قدمها حزب الله في محاربته للارهاب”.، وبضحكة ساخرة يجزم شمص فوز حزب الله وأمل بالمقاعد كافة..

بدروه رأى محمد شمص وهو احد وجهاء العائلة أن عائلته مقسومة ما بين الثنائي الشيعي ويحي شمص، فمصالح الناس هي مع الحزب والحركة، كذلك عائلات شهداء الحزب ستصب اصواتهم لمصلحة الحزب الحزب.

عتب على نواب المنطقة
اما على خط عائلة زعيتر فالأمر نفسه ولكن بوتيرة أخف، فمعظم من تواصلت “النهار” معهم من العشيرة سواء كان من الجامعيين او المزارعين يؤيدون لائحة “الأمل والوفاء”، مشددين أن” الصوت التفضيلي سيكون للوزير غازي زعيتر “فهو أبن العشيرة وأبن المنطقة”.

التأييد لزعيتر لا يلغي العتب على “الثنائي”، فالانماء بحسب المزارع حسين زعيتر “معدوم في المنطقة ولكن الكرامة التي قدمها حزب الله للمنطقة لا يمكن نسيانها، وأقل واجب نقوم به هو رد الجميل لحزب الله”..

العتب على نواب المنطقة دفع ببعض الشباب من آل زعيتر للخروج عن قرار العشيرة فيرى الشاب خضر زعيتر أن صوته سيذهب لأي مرشح بعيداً من الأحزاب التقليدية وقرار العشائر “فلو مصلحة منطقتي ستكون مع الجن الأزرق سأنتخبه بعد سنوات الحرمان الطويل”..

بدوره يرى طارق دندش مدير احد المدارس في الهرمل، أن” العشائر الاساسية في الدائرة ستنتخب حزب الله وأمل بعد الخطاب التصعيدي حسب تعبيره للقوات اللبنانية والتركيز من قب بعض الجهات الحزبية على المنطقة ما دفع البعض للتمسك بلائحة المقاومة”.

آل حماده
أما عشيرة آل حماده فالانقسامات هي نفسها كما باقي العائلات، فالمرشح ايهاب حماده وعلي صبري حماده، وسعد حماده يتنافسون فيما بينهم لكسب اكبر قدر ممكن من الاصوات لمصلحة .
ورأى احد وجهاء آل حماده فضل عدم الكشف عن اسمه، ان “المصلحة العامة والمحازبين ضمن العائلة بالطبع سيختارون المقاومة، رغم امتعاضهم الكبير من الاداء الداخلي وغياب نوابهم عن هموم بعلبك قد يدفع ثمنه حزب الله وأمل بخسارة بعض المقاعد”.
واعتبر الشيخ فيصل حبشي أن عشيرة حبشي منقسمة بين “القوات اللبنانية والدكتور طارق حبشي، والعائلة بعضها سيصوت للنائب اميل رحمة، والبعض الاخر للقوات”. فيما عائلة قزح تؤيد بقسم كبير منها “القوات”، أما عائلة خوري فهي منقسمة ما بين “القوات “ورحمة.

بدوره أكد رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، والمتحدث باسم اللقاء التشاوري للعائلات والعشائر البقاعية، أنه برز في هذه الانتخابات في بعلبك الهرمل مسألة العشائر بشكل واضح خلافاً لما كانت عليه الأمور في الانتخابات السابقة، وذلك لأسباب عديدة منها “أن فكرة الهوية الوطنية على صعيد عام تراجعت لصالح الهويات الطائفية والمناطقية والعشائرية، خصوصاً أن القانون الحالي قد فتح المجال أمام اصحاب المال واللهجة الطائفية، على عكس الانتخابات السابقة التي كانت اللوائح فيها محسومة.

وأعتبر محفوظ أنه برزت إشكالية عند حزب الله وحركة أمل عند تشكيل اللوائح حيث احتج العديد من العشائر على عدم تسمية بعض ابنائها، لتتراجع فيما بعد لصالح خيار المقاومة. مؤكداً أن الخطابات المتكررة لحزب الله امتصت النقمة والاحتجاجات والطرح الذي تناوله السيد نصرالله امتص الاعتراضات وقد طرح البرنامج الانتخابي وتناول الشق الانمائي ومواجهة الفساد والانماء المتوازن.

إنصاف بعلبك في وظائف الفئات الأولى
وطالب محفوظ من أي لائحة إعطاء الإنماء أهمية كبرى لبعلبك – الهرمل، بالاضافة الى انجاز البنى التحتية في المنطقة، والاستفادة من المنتوج الزراعي، كذلك الاستفادة من زراعة الحشيش للقضايا الطبية، والعمل على عفو عام عن المطلوبين، فالعدد زاد عن 50 ألف مطلوب في المنطقة معظمهم لجنح بسيطة، كذلك تكثيف الأمن وغيرها الكثير من المطالب التي تحتاج إليها المنطقة أقلها انشاء فروع للجامعة اللبنانية.

يدرك احزاب بعلبك الهرمل التقصير الحاصل باتجاه منطقتهم والصرخة بوجه النواب والمرشحين على حد سواء، ما يفسر الهجمة من معظم نواب اللوائح للضغط قدر الامكان على العشائر لكسب اعلى نسبة اقتراع، وتقديم الوعود بالانماء لمنطقة قدمت الدماء في الدفاع عن لبنان، فيما الدولة بادلتها بالاهمال.