Beirut weather 16.75 ° C
تاريخ النشر December 10, 2025
A A A
انفتاح بأي ثمن… رسائل القوات تجاه إيران ما هدفها؟
الكاتب: بشرى سعد موقع المرده

تتزايد في الآونة الأخيرة المؤشرات التي توحي بأن حزب القوات اللبنانية يسعى إلى فتح قنوات تواصل مباشرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في محاولة لاعادة التموضع ضمن مشهد سياسي جديد استباقاً للاستحقاق الرئاسي المقبل.
وهذا الانفتاح – سواء كان معلنًا أو في إطار اتصالات غير رسمية – يطرح أسئلة جوهرية حول الهدف الحقيقي منه، والرسائل التي يحاول الحزب إرسالها إلى الداخل والخارج.
في هذا السياق، يبرز أداء وزير الخارجية يوسف رجي الذي من المفروض أن يمثّل الدولة اللبنانية وحدها، لا أي حزب أو محور.
فالانفتاح الدبلوماسي أو إعادة وصل العلاقات مع أي دولة، ومنها إيران، يجب أن يمرّ عبر المؤسسات الدستورية، لا عبر مبادرات حزبية أو اتصالات جانبية، خصوصًا عندما تكون ذات طابع سياسي — انتخابي.
ووفق المعلومات المتداولة في الأوساط السياسية، حصلت في الأشهر الماضية لقاءات جمعت الوزير السابق ملحم رياشي بالسفير الإيراني في بيروت، في إطار محاولات جسّ النبض ورسم خيوط تواصل غير مباشر بين معراب وطهران.
وتشير هذه المعلومات إلى أن الهدف الأساسي من هذه اللقاءات هو فتح صفحة جديدة أو على الأقل عدم ترك القنوات مقطوعة في مرحلة مفصلية حسّاسة.
وبحسب ما يُنقل عن مصادر متابعة فان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، يعتبر أن أي تسوية رئاسية مقبلة ستكون مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالقرار الإيراني، نتيجة التوازنات الحالية.
هذا الفهم يدفعه – وفق المصادر – إلى الاعتقاد بأن العلاقة المباشرة مع طهران قد تكون أكثر جدوى من الاعتماد على وساطة قوى شيعية لبنانية، وهو ما يفسّر تفضيله التواصل الدبلوماسي – السياسي الخارجي على بناء جسور داخلية.
في الخلاصة، يبدو أن القوات اللبنانية تتعامل مع المرحلة المقبلة وكأن رئيسها هو المرشح الاوفر حظاً لخلافة الرئيس جوزاف عون وبالتالي فان فتح خطوط مع محور كانت تعتبره خصما سياسيا واستراتيجيا وباي ثمن هو لمصلحتها ولو على حساب ثوابت قديمة؟

بين مصالح الأحزاب، وأدوار القوى الإقليمية، وحاجة الدولة لسياسة خارجية موحّدة، يبقى الواضح أنّ لبنان يدخل مرحلة جديدة لا مكان فيها للجمود، وأنّ حسابات الرئاسة تُعيد خلط الأوراق من جديد.