Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر October 16, 2016
A A A
انتصار تاريخي للعرب والمسلمين وحلفائهم في “اليونسكو”
الكاتب: رأي اليوم

انتصار تاريخي للعرب والمسلمين وحلفائهم في “اليونسكو” ينهي أي علاقة لليهود في المسجد الأقصى وحائط البراق ويدين الاحتلال والاستيطان ويعزز مقاومة “اهل الرباط” للاقتحامات والحفريات في هذا الزمن العربي الصعب.
*

قرار لجنة الخارجية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الذي ينكر حق اليهود، وينفي أي علاقة لهم بالمقدسات في مدينة القدس، وعلى رأسها المسجد الأقصى يأتي انتصارا للتعاون العربي الإسلامي المشترك في المحافل الدولية، وتأكيدا على الهوية العربية الإسلامية للاماكن المقدسة، وزيف كل ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي في هذا المضمار.

ما أجمل هذا القرار الذي يثلج الصدر، ويعيد الكثير من الامل بتصويب بوصلة الكرامة العربية الإسلامية نحو القضية المركزية الأولى، والتصدي للعدوان الإسرائيلي ثقافيا على الأقل، في وقت تحقق فيه دولة الاحتلال اختراقات سياسية ودبلوماسية عديدة في آسيا وافريقيا، بل وفي الوطن العربي نفسه.

لقد حاولت دولة الاحتلال، وطوال الستين عاما الماضية من خلال حفرياتها في القدس المحتلة العثور على أي دليل واحد يؤكد ادعاءاتها في المدينة، وباقي الأراضي الفلسطينية، ولكنها فشلت فشلا ذريعا.

انه، اي القرار، الذي يأتي في ظرف شرق اوسطي صعب للغاية تعيش فيه المنطقة حروبا دموية بفعل تدخلات خارجية عسكرية، ترمي الى تفتيت الدول القطرية، وتمزيق وحدتيها الجغرافية والديمقراطية، واستنزاف ثراوتها، واضعاف قدراتها العسكرية لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي.

جميل ان نرى الدول العربية تقف وقفة رجل واحد خلف هذا القرار، وفي مواجهة التحالف الأمريكي الإسرائيلي الذي عارضه بقوة، وتنتصر عليه بدعم من الدول الإسلامية الشقيقة والعالمثالثية الصديقة، الامر الذي يذكرنا بالزمن الجميل قبل اتفاقات العار في أوسلو وكامب ديفيد، عندما كانت إسرائيل دولة منبوذة بسبب احتلالها وجرائمها في حق الشعب الفلسطيني.

انه قرار تاريخي اكد على الحق ورفض التزوير الإسرائيلي بأشكاله كافة، وشكل ادانة لكل اعمال الحفر والاقتحامات للمسجد الأقصى والاستيطان الإسرائيلي في كل مكان من الأراضي المحتلة.

حائط المبكى كان وسيظل حائط البراق الإسلامي، وكل الادعاءات الإسرائيلية بطابعه اليهودي باتت لاغية، ومن قبل “فتوى” رسمية تصدر عن المنظمة الأممية الأهم والأكثر اهتماما وحماية للتراث والهوية الثقافية للمعالم التاريخية في العالم بأسره.

قانونيا ينزع هذا القرار المدعم بالوثائق والحجج الشرعية، أي ولاية إسرائيلية على هذه المعالم الدينية والثقافية في القدس المحتلة، ويطالب بعودتها الى الوضع الذي كانت عليه قبل عام 2000، حيث كانت دائرة الأوقاف الأردنية الإسلامية هي السلطة الوحيدة المشرفة على المسجد الأقصى.

نقول في هذه الصحيفة “راي اليوم” شكرا لمنظمة اليونسكو التي تمثل الضمير العالمي في حماية التراث الثقافي الانساني بما تحمله من رسالة انسانية وثقافية وسياسية.. شكرا لها أيضا لانها لم تركع امام الضغوط الامريكية والإسرائيلية وصمدت صمود الجبال في وجه التهديدات واعمال الابتزاز.

ولا ننسى أيضا ان نحيي المندوبين العرب والمسلمين والافارقة والاسيويين والامريكيين الجنوبيين الذين حملوا هذه الأمانة بشرف وصدق، واعادوا الحق الى أصحابه بتحقيق هذا الانتصار الإنساني والثقافي والديني التاريخي.

فلتقاطع دولة الاحتلال الإسرائيلي منظمة “اليونسكو”، فوجودها في هذه المنظمة، وهي دولة ترتكب جرائم حرب في فلسطين المحتلة غير شرعي بالاساس، ولا يجب ان تكون موجودة أصلا حتى توقف كل جرائمها، وترضخ لقرارات الشرعية الدولية في السلام وانهاء الاحتلال وتنفيذها بالكامل.

نتمنى على الحكومات العربية التي تصرف المليارات في الحروب التي تحرق المنطقة، ان تعوض أي ضرر مادي يمكن ان يلحق بهذه المنظمة، نتيجة الإجراءات الامريكية والإسرائيلية بوقف اشتراكاتها المالية في ميزانية المنظمة السنوية.

مرة أخرى نقول شكرا للجنود المجهولين في منظمة “اليونسكو”، الذين عملوا بصمت مستندين الى قوة الحق لتحقيق هذا الانتصار التاريخي الكبير، الذي نأمل ان يكون درسا، وبداية تحول، ومقدمة لانتصارات أخرى لأصحاب الحقوق المشروعة في الأرض والمقدسات.