Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر March 19, 2018
A A A
انتخابات الجنوب الثالثة… تشرذم المعارضة
الكاتب: علي عواضة - النهار

انتخابات الجنوب الثالثة… تشرذم المعارضة يخدم لائحة حركة أمل وحزب الله
*

أخذ ورد، ونقاشات بين المستقلين والاحزاب في دائرة الجنوب الثالثة، (مرجعيون – حاصبيا – بنت جبيل والنبطية) ذات الحاصل الانتخابي المرتفع (أكثر من 21 ألف صوت) أدت حتى الساعة الى كثرة ناخبين ولوائح متعددة لم تتضح صورتها حتى الساعة، باستثناء لائحة حركة أمل وحزب الله التي حسمت أسماء مرشحيها قبل فتح باب الترشيحات (بالتحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي ممثلاً برئيسه أسعد حردان، وأنور الخليل وقاسم هاشم).

انتقادات كثيرة وجهت إلى قوى المعارضة في الدائرة، وسط “ضياع” واضح في التحالفات، جميعهم يريد الوصول إلى المجلس النيابي، ومعظم القوى تريد تشكيل لوائح مستقلة في وجه حركة أمل وحزب الله، بينما الثنائي الشيعي أصبح في مراحل متقدمة من المعركة الانتخابية. وبحسب وصف أحد المرشحين المستقلين في الدائرة (حزب الله وأمل مرتاحين على وضعن، ويتأملون براحة تامة التجاذبات الحاصلة في اللوائح الاخرى، لا بل ذهبوا ابعد من ذلك عبر وضع فيتوات على بعض الاسماء المنافسة لهم ومنعوا بعض الاطراف من التحالف مع اسماء وازنة في الجنوب، وكأن بعض اطراف المعارضة اصبحت الناطق الرسمي باسم حزب الله وأمل).

ضغوطات وفيتوات
اتهامات ترفضها مصادر حركة أمل وحزب الله، معتبرين أن لكل فريق الحق بالترشح في وجه اللائحة المشتركة، وما يحكى عن ضغوطات وفيتوات على بعض الأسماء تدخل في لعبة المعركة الانتخابية، وهناك مراقبون يتابعون بشكل شبه يومي مجريات الأمور في الدوائر الانتخابية. واذا كان هناك ضغوطات فلتعرض على العلن، ولكن كلام بعض المرشحين ما هو إلا تبرير لخسارتهم ولعدم تمكنهم من تشكيل لائحة، فنحن غير مسؤولين عن فشل بعض الاطراف بتشكيل لائحة مكتملة.
ويتوزع الناخبون الذين يبلغ عددهم 460 ألفاً في الدائرة الثالثة على الشكل الآتي:

369407 شيعي
29200 سنة
16758 دروز
11086 روم أورثودكس
80186 روم كاثوليك
ما يقارب 1500 ناخب أقليات.

وتشرح مصادر متابعة ان اللوائح التي تتشكل في الوقت الحالي تعمل على خرق مقعد واحد من مقاعد السنة أو الدروز أو المسيحيين في الدائرة، بينما يجزم معظم المرشحين الشيعة صعوبة خرق اللائحة في ظل المعارك الدائرة بين قوى المعارضة نفسها، واتهامات بعض الاسماء بالترشح عن المقعد الشيعي لخرق صفوف المعارضة المخروقة اصلاً، متهمين الحزب الشيوعي بالتعنت والتشبث برفض بعض الاسماء، ومحاولة تشكيل لائحة مكتملة خصوصاً بعد انسحاب بعض الاسماء من لائحة الحزب الشيوعي ومحاولتهم تشكيل لائحة اخرى مستقلة وسط مساعٍ جدية واتصالات للتواصل مع المستقبل والتيار الوطني الحر لتشكيل لائحة مكتملة.

وترى مصادر أن تيار المستقبل يعمل مع التيار الوطني الحر على جذب الشيوعي لتشكيل لائحة مستقلة. لكن حتى الساعة لا نتائج واضحة لهذه الاتصالات، خصوصاً أن المستقبل يدعم المرشح عماد الخطيب، بينما التيار الوطني الحر ما زال يجري العديد من الاتصالات لتشكيل لائحة مكتملة ستظهر ملامحها خلال الاسبوع الحالي، بحسب ما اكد منسق مجالس أقضية الجنوب في التيار ماهر باسيل في حديثه لـ”النهار”.

باسيل اكد أن الاتصالات ما زالت جارية مع جميع الاطراف وما هو ثابت حتى اللحظة التحالف مع الحزب الديمقراطي، ولكن ما يشاع عن تحالفات اخرى ما زالت غير دقيقة حتى الساعة، خصوصاً ما انتشر عن اكتمال اللائحة بين المستقبل والتيار حيث قيل إنها تنتظر اللمسات الأخيرة.

بدوره يرى عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني جمال بدران، أن الشيوعي يقوم بالاتصالات لتشكيل لائحة تضم قوى المعارضة غير الاقطاعية وغير المحسوبة على السلطة، وهو رشح 3 اشخاص في الدائرة هم ” الدكتور احمد مراد، وهلا بو كسم، وعلي الحاج علي” فيما يتحالف مع اسماء اخرى لتشكيل لائحة مكتملة ولكن الصورة ما زالت غير واضحة حتى الساعة وهي تنتظر “جوجلة” بعض الاسماء لتستقر على لائحة موحدة لخوض المعركة الانتخابية.

ويحاول كل من الاعلامي علي الامين وعماد قميحة والمحامي رامي عليق، تشكيل لائحة مستقلة أيضاً لمواجهة “مصادرة القرار الشيعي”.

واعتبر الامين “أن الهدف الاساسي من الترشح هو تشكيل لائحة اعتراضية بعد السنوات الطويلة من التمثيل في المجلس النيابي للأسماء نفسها. وعبّر الامين عن استعداده للانسحاب من المعركة الانتخابية في حال خدم انسحابه وصول لوائح معارضة للمجلس النيابي، ولكن هناك بعض الضغوطات التي تمارس على بعض الاسماء لإفشالها في الاستحقاق الانتخابي”.

ومن الأسماء المرشحة أيضاً في هذه الدائرة، فادي ابو جمرا، عن المقعد الارثوذوكسي، والذي اكد في حديثه لـ”النهار” ان ترشحه كمستقل لا يعني انه بوجه أحد، بل هو دليل عافية. وكثرة اللوائح ليست مشكلة. ففي نهاية المطاف ستختار الناس اللائحة التي تراها ستصل بصوتها الى المجلس النيابي، مؤكداً أن الاتصالات ما زالت قائمة حتى الساعة مع جميع الاطراف لتشكيل لائحة مكتملة وستتبلور الاسماء خلال الايام المقبلة. كذلك اكد المرشح الشاب فارس الحلبي ضرورة توحيد قوى المعارضة لتشكيل لائحة مشتركة تستطيع الخرق، وليس فقط المشاركة من باب تسجيل الاعتراض.

إذاً أسماء كثيرة تبحث، ولوائح غير مكتملة حتى الساعة. وعلى ما يبدو، فإن اللوائح ستفوق الخمس في الدائرة الثالثة للمنافسة على 11 مقعداً، بينما حزب الله وحركة امل يعتبران أن المعركة الحالية هي استفتاء شعبي لخيارات الثنائي الشيعي.
*

لافتة انتخابية مؤيّدة لحركة أمل في الجنوب (أ ف ب).