Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر April 12, 2018
A A A
امين حطيط لموقع المرده: لا تغيير سياسياً او استراتيجياً اذا حصلت الضربة الأميركية
الكاتب: حسناء سعاده - موقع المرده

هل ستكون هناك ضربة عسكرية اميركية لسوريا؟ سؤال يتردد بقوة بعدما هددت اميركا بشن ضربات على سوريا ردا على مزاعم بان القوات السورية شنت هجوما كيماويا على مدينة دوما في الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق، فماذا يقول الخبير العسكري اللواء المتقاعد امين حطيط في هذا الاطار؟

 

موقع “المرده” اجرى دردشة مع العميد حطيط الذي اوضح انه “قبل يومين، وتحديدا يوم الثلاثاء، واثر جلسة مجلس الامن مباشرة، وصلت احتمالات الضربة الى حدها الاقصى، وكان الترجيح ان تحصل الضربة خلال ساعات، لان المنطق يقول انه حيث تقفل الابواب الديبلوماسية تفتح ابواب الميدان، الا ان المواقف الاميركية المتجددة والمترددة شوشت على هذا الموضوع وتراجعت معها احتمالات الضربة. بينما كانت الاحتمالات يوم الثلاثاء 90% فيما اصبحت الاحتمالات تتساوى اليوم مع عدم اجرائها، والسبب في ذلك ظهور عوائق هامة في وجه الاميركيين حيث لم يتمكنوا خلال الـ 24 ساعة الماضية وحتى الان من ان يذللوها، كما ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب لم يحدد موعدا للضربة، فقد تكون قريبة جدا جدا او قد تكون بعيدة جدا على حد ما قال، وبالتالي هناك تغيير بالقرار. لذا اعتقد ان الاميركيين وقعوا في حالة ارتباك. اذ كان لديهم قرار وتصور معين لاجراء الضربة العسكرية ولكنهم واجهوا عوائق تتعلق بأمن اسرائيل وبأمن القواعد العسكرية الاميركية وبأمن النفط، فارتدوا لمعالجة هذه العوائق، من دون الغاء القرار ومن دون تحديد موعد تنفيذه”.

 

وعن التداعيات السياسية لهكذا ضربة اعتبر العميد حطيط ان “التداعيات السياسية ستكون مرتبطة بحجم الضربة ومدتها، فإذا كانت الضربة محدودة بالاهداف والزمان، مثلاً من 4 الى 5 اهداف ومن ساعة الى ساعتين وتنتهي، فلن يكون هناك اي تداعيات سياسية، اما اذا كان القرار الاميركي هو اجراء تغيير استراتيجي يستوجب عملاً عسكرياً يطول لعدة ايام فهنا علينا ترقب الردين الايراني والروسي لان الضربة ستكون على الارض السورية بالفعل، لكنها موجهة للايراني والروسي وسننتظر ردة الفعل الايرانية والروسية، وردة الفعل هذه يبدو وفقا للمعطيات بأنها لن تكون مقيدة لا بزمان ولا بمكان، واذا كانت الضربة الاميركية ستؤثر في الموضوع الاستراتيجي فالرد الروسي والايراني سيكون مؤثرا ايضا في الموضوع الاستراتيجي، لذلك نترقب نتائج الفعل وردة الفعل ليبنى على الشيء مقتضاه. اما اذا خرج الاميركيون منتصرين بالضربة فسيكون هناك تداعيات استراتيجية هامة، لكنني اشكك حتى لدرجة شبه النفي بقدرة الاميركيين باجراء تغيير استراتيجي، لان التغيير الاستراتيجي الذي يمكن ان يحصل ينبغي ان يقترن بعمل بري والاميركيون لن يتمكنوا من ذلك في ظل الظروف القائمة. لهذا السبب اعتقد ان الضربة المحدودة لن تغيّر استراتيجيا اما الضربة الابعد فستستدعي ردا يمنع التغيير الاستراتيجي. بالنتيجة الذي يعول عليه الاميركي من تغيير سياسي واستراتيجي بعد الضربة لن يحصل”.

 

وعن تأثيرات ذلك على الوضع اللبناني اعتبر العميد حطيط انه “علينا النظر الى الامر من زاويتين: الاولى ان لبنان جزء من المنطقة كما ان ارضه وسماءه تتخذان منصات اطلاق لتهديد سوريا، اما الزاوية الثانية فهي ان “حزب الله” الذي هو فريق لبناني وازن هو جزء من تحالف الدفاع عن سوريا والمنطقة، لذلك ورغم كل ما يقال من خزعبلات سياسة تتصل بالنأي بالنفس، فإن لبنان سيتأثر سلبا او ايجابا وفقا لتطور الاحداث في المنطقة”.