Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 22, 2017
A A A
امين حطيط لموقع “المرده”: كيف صار “الثوار”… ارهابيين!
الكاتب: حسنا سعادة

مع الانتصارات التي يسطرها الجيش اللبناني في معركة “فجر الجرود” والتي تقابلها انتصارات للمقاومة والجيش السوري في معركة “وان عدتم عدنا”، كان لا بد من القاء الضوء على هاتين المعركتين وعلى مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى داعش في اتصال لموقع “المرده” مع الخبير والمحلل العسكري العميد الركن امين حطيط الذي أكد أنه كان هناك قرار سياسي في لبنان رسمي وغير رسمي يحتضن الارهابيين ويسميهم ثواراً، هذا القرار ونظراً للمتغيرات الداخلية والخارجية لم يعد ذي فعالية وفتح الطريق أمام تغيير سلوك الجيش وانتقل الجيش اللبناني من جيش مقيد بالقرار السياسي يمنعه من تحرير الارض بحجة النأي بالنفس والمحافظة على “الثوار” الى جيش مظلل بقرار سياسي قوي من رأس الدولة الى كل المسؤولين يدفعه الى تحرير الارض وتطهيرها من الارهابيين، ومن حضن الارهابيين بالامس تراجع اليوم وفقاً للمعايير الداخلية خاصة عندما وضع امام خيارين: اما أن تتابع المقاومة عملها للتطهير وهذا يغيظهم لانهم يرفضون بان يعترفوا للمقاومة باي فضل او اي انجازات، أو أن يسمحوا للجيش اللبناني بالقيام بالعملية فاختاروا الحل الثاني. وبالتالي هم يؤيدون الجيش بالمناورة في عملية التطهير مكرهين “مرغم اخاك لا بطلا”، وفي اعماقهم كاذبون في تأييدهم للجيش ولكن نكتفي منهم بالمواقف العلنية التي تؤيد الجيش ونتمنى ان يستمروا بهذا الاتجاه.
وردا على سؤال بالنسبة للتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، لفت الى أنه رغم كل ما قيل ويقال فهذا التنسيق واقعي ومنطقي وأدى الى تسريع المهمة وتأمين ظروف نجاحها بكلفة أقل وبوقت اقصر، وهذا الامر ادى الى انقلاب في العلاقة بين الدولتين اللبنانية والسورية على الاقل رسميا واستراتيجيا لان لبنان انتقل من دولة قرارها سياسي يحتضن الارهابيين وما يسمى “ثوارا” الى دولة ترسل جيشها لمقاتلتهم وهذا يعتبر كسبا كبيرا لمحور المقاومة.
واضاف: بالنسبة للعسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش ليس هناك اي طرف خيط يدل عليهم من نيسان 2015 وحتى اليوم  ولا معلومة من مصدر موثوق تقود اليهم وكل ما قيل هو فقط تكهنات وليست موثوقة. لهذا السبب علينا انتظار مسألة نهاية المعركة، فاذا قرر المسلحون التفاوض ورضخوا لشروط الجيش بالافصاح عن مصير العسكريين يكون الجيش قد كسب الارض وكسب استعادة العسكريين. واذا اصر المسلحون على الانكار والرفض وعدم الافصاح عن مكانهم فلن يكون هناك مفاوضات وستستمر العملية العسكرية حتى النهاية بدون تفاوض. وعند ذلك تحرر الارض ولكن يبقى مصير العسكريين مجهولا وهذا الامر لا يمكن ان نسقطه من الحساب طالما ان هناك احتمالا ان يحدث.