Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر July 21, 2017
A A A
امين حطيط لموقع “المرده”: خطر انعكاس احداث عرسال على الداخل اللبناني سقفه متدنٍ جداً
الكاتب: حسنا سعاده - موقع المرده

أكد الكاتب والمحلل الاستراتيجي اللبناني العميد أمين حطيط في حديث لـموقع “المرده” ان الوضع القائم في جرود عرسال هو وضع شاذ يخلّ بالامن والاستقرار وكان بؤرة تهديد ارهابي لكامل لبنان بشكل عام ولمنطقة البقاع بشكل خاص، وان هذا الوضع نشأ نتيجة عوامل منعت معالجته في السابق خاصة في العام 2014 ومنعت تطهير المنطقة في العام 2016 أما الآن فيبدو ان العوامل التي سمحت بنشوء هذا الوضع الشاذ قد تغير الكثير منها وبات بالامكان معالجته واجتثاثه من منطقة عرسال الى حكم الدولة وسيادة الدولة، لافتاً الى أن “ما حصل هو ان المقاومة التي قامت بعملية تطهير ال 45 كيلومترا من الحدود اللبنانية من منطقة المصنع الى منطقة رأس بعلبك وجرود عرسال توقفت عند الجزء الاخير من الحدود بمسافة 15 كيلومترا في هذه المنطقة والسبب عائد الى حساسيات مذهبية واعتبارات سياسية كانت قائمة في العام 2016 لكن مع هذا التوقف استفاد الارهابيون والمسلحون وبدأوا بسياسة توسيع نطاق نفوذهم الى مخيمات النازحين ولكن لو ترك الامر لهم ليستفيدوا منهم كما يشاؤون لكان هناك خطر كبير في ان تنقلب مخيمات النازحين السوريين التي يتواجد فيها 100000 نازح الى معسكرات تأوي الارهابيين وتشكل بؤر تهديد أمني كبير في لبنان، لذلك كان لا بدّ من معالجة هذا الوضع وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ أسبوعين قد أطلق صرخته محذراً من استمرار هذا الوضع وما كان واضحاً أن الخيارات قد حُسمت بثلاثة:
الخيار الاول هو الخيار السلمي وانهاء المسألة في التفاوض على اساس ان يخرج المسلحون من المنطقة ويُضمن لهم أمنهم الشخصي في المكان الذي يرغبون في التوجه اليه، وان هذه المفاوضات كانت لاكثر من شهر تقريباً وانتهت البارحة مساءً بعد أن وُضع المسلحون أمام مطالب تعجيزية لا يمكن لأحد أن يقبل بها.
الخيار الثاني كان بأن يُقدم الجيش اللبناني على العملية العسكرية بمفرده لتطهير الجرود، أما الخيار الثالث فيتمثل بأن تقوم المقاومة بهذه العملية”.
وزاد على ذلك قائلاً: “يبدو ان هناك اعتبارات معينة تحول دون قيام الجيش اللبناني بالمهمة وتنفيذ العملية وعندما فهمت المقاومة هذا الامر قامت بهذه المبادرة بنفسها وبدأت العملية التطهيرية صباح هذا اليوم وحققت انجازات عملية ولكن هذا لا يعني ان الجيش اللبناني محايد أو غير مكترث بما يحدث هذا غير صحيح فالجيش يقوم بمهمّة بالغة الدقة وهي تتلخّص بمسائل ثلاث وهي:
المسألة الأولى: استمرار الطوق على المسلحين من الغرب ومن الشمال الغربي لمنعهم من الدخول الى الاراضي اللبنانية
المسألة الثانية: قطع طرق الامداد للمسلحين ما بين جرود عرسال ومخيمات النازحين
المسألة الثالثة: الجيش يقوم بعمليات التتبّع والمراقبة لتهيئة الظروف للقيام بعمليته النوعية التي سبق وقام بها، فالجيش يقوم بهذه المهام الى جانب المقاومة في عمليتها التطهيرية”.
وعن التنسيق بين المقاومة والجيش، قال حطيط: “قد يكون هناك قدر من التنسيق الميداني الكافي لتنفيذ المهام التي التزم بها كل من الطرفين في هذه القضية”.
واضاف حطيط: “ان الظروف التي تتمّ بها هذه العملية تحتّم انتصار المقاومة وفريقها لأن المسلحين بوضعٍ لا يستطيعون فيه الاستمرار في القتال فالنصر معقود حتماً على المقاومة، والمسلحون في وضعٍ لا يشبه وضعهم في السابق فهم فقدوا المظلة الداخلية التي منحتهم المناعة في عامي 2014 و2016 وهم اليوم في حال المحاصر يفقدون القدرات والامدادات اللوجستية وهم مشتتون بشكل تناحري لا يثق احدهم بالآخر وبالتالي وضعهم القتالي والمعنوي سيّء وهذا لا يمكّنهم من القتال وفي المقابل قدرات ومعنويات المقاومة عالية؛، مشيراً الى أن “المعركة اذاً محسومة لصالح المقاومة ولصالح لبنان فهذه المسألة تتم باحتراف عالٍ وتسير بسرعة أكثر مما هو متوقع وهذا الامر يدركه المسلحون لهذا لاحظنا عمليات انسحاب سريع للمسلحين من مواقع كثيرة وهنا يكمن دور الجيش لمنع عمليات التسلل”.
ورداً على سؤال حول ما اذا كان هناك خشية من أن تنعكس أحداث عرسال تفجيرات على لبنان وارسال انتحاريين، قال حطيط: “لا أعتقد أن ذلك ممكناً لأن التدابير الامنية المشددة التي تتّخذها الاجهزة الرسمية وغير الرسمية وعجز المسلحين عن القيام بهذا الامر بعد الضربات النوعية التي تلقوها من الجيش اللبناني أو من المقاومة لذلك اعتبر ان هذا الخطر سقفه متدنٍ جداً”.