Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر June 5, 2016
A A A
اميل رحمة أولم على شرف السفير البابوي

زار السفير البابوي المطران غابريل كاتشيا بلدة رأس بعلبك، تلبية لدعوة عضو كتلة ” لبنان الحر الموحد ” النائب اميل رحمة حيث استقبل في ساحة البلدة، وأقيم قداس احتفالي في كنيسة مار الياس ترأسه راعي ابرشية بعلبك الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال وعاونه لفيف من الكهنة.

وألقى السفير كاتشيا كلمة عبر فيها عن شكره وامتنانه لهذا الإستقبال الذي استقبل به وعن فرحه لوجوده في هذه المنطقة، ناقلا صلوات ودعوات البابا ومحبته للبنان ولشعب لبنان ولمنطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة، كما بالتعددية التي تعيش بلبنان فهي نموذج للعيش المشترك. وقدم التحية لشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا على هذه الأرض وقال: “نحن نحتاج الى جبلين الأول هو محبة الله والثاني الإحترام والتعاطف مع الآخر، بهذا يكون مجتمعنا مجتمعا ناجحا وقادرين على العيش مع بعضنا” متمنيا للبنان “بأن يبقى وطنا مميزا”.

ثم ألقى رحمة كلمة جاء فيها: “هنا على تخوم الفداء يكتب للبنان تاريخ جديد، حبره من مداد الشهادة، يستسقي تربة هذه الأرض، فتينع ثمار الكرامة وتمتد أفياء السيادة، تظلل ابناءها، ويتشاكل الارنان بالآذان، وتتمازج البسملة بالصلاة الربانية، وتتحد القلوب والسواعد لتحوك عباءة الثبات على إيقاع العزم البعلبكي: يا لعزة لبنان وشلت الأيدي التي تمسسه بسوء، ودقت الأعناق المشرئبة على عظمة ملكوته، فحذار الدوس على تراب الوطن فهو فتيت مسك من رفات رجاله، وكيف لنا أن نخشى ونرتعد وعلى إمتداد هذي التلال والاكام أسد غاب يتربصون النوائب بمن يخطر على باله أنه يدنس حرمة بلداتنا ليزرع فيها الدمار، وينشر مفردات الرعب بأشكال شتى”.

واردف: “كلنا مقاومون على ميمنة الجيش وميسرته وخلفه لا نضن عليه بتضحية، ولا نسمح برشقه إلا بالورد والياسمين وكل عطور الأرض، فهو عندنا الأغلى والأشرف والأكثر ضياء ومضاء. شهداؤنا هم شهود المرحلة، وجسر العبور إلى الوطن الذي به نحلم، من كل لبنان جاؤوا، وبإسم كل لبنان عصب دمهم جبين هذه الأرض وجدد صباغها بالأحمر القاني وكأني بهم يصرخون من قبورهم: وطن دعائمه الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا يتحطم، هنا تمازج الدم وبات يستحيل على الفاحص المدقق أن يعرف إلى أي فئة ينتمي، دم الشهادة ذوب الطائفية والمذهبية في الحالة اللبنانية الجامعة المعبر عنها بالثالوث الماسي: شعب، جيش ومقاومة، هذه هي الحقيقة شاء من شاء، وأبى من أبى”.

وتابع:”أجل يا صاحب السعادة، السفير البابوي في لبنان، المونسنيور كابرييللي كاتشيا: هنا على تخوم الفداء يكتب للبنان تاريخ جديد سيكون ايذانا بفجر جديد، هنا تنسج ثقافة الحياة والعيش الواحد، هنا تقاسم المسيحي والمسلم حلو الحياة ومرها، من هنا مرت الفتوحات والغزوات وعبرت وبقي بقاعنا الأبي المثقل بقمح الكرامة التي أغرق بها بيادر الوجود

وقال: “هنا نقف اليوم صفا واحدا وإرادة واحدة ورأيا موحدا في وجه الإرهاب أيا تكن مسمياته، قليل عليه أن يوسم بالتكفيري وكيف لا يكون تكفيريا من يحلل ذبح الآخر، وبتر أعضاء جسمه، وسبي النساء، وخطف الأطفال، وترويج النخاسة والإستيلاء على مقتنيات الغير، لمجرد أن يكون مختلفا عنه دينا ومذهبا وفكرا. اننا في هذه المنطقة من لبنان نقدم نقيضا للمجتمعات الأحادية لغنى التنوع الذي يطبع هويتها. ونمضي بعيدا في الحفاظ على الوحدة في التنوع والتنوع في الوحدة لنؤكد عظمة لبنان الرسالة التي كرز بها القديس يوحنا بولس الثاني. صورة تعيدني لكلام قاله عظيم من عندنا: شارل قرم لم أر بلدا بهذا الحجم، ولا قدرا بهذا الإتساع ولكي نكون كذلك فعلا لا مفر امامنا من صوغ فعل التجذر حضورا دائما على هذه الأرض، وهي مسؤولية مشتركة يتقاسمها المواطنون والدولة والكنيسة العالمية والمحلية والمرجعيات الإسلامية، لأنه إن تشوه وجه لبنان – لا قدر الله – بجنوحه نحو أحادية ما، يفقد روحه ونكهته، ويغدو بلا لون ولا طعم”.

وختم رحمة: “أهلا بكم وسهلا يا صاحب السعادة، وأصحاب السيادة والسماحة، والمعالي والسعادة، ويا أيها العسكريون، ويا ذوي الشهداء، تشاركوننا إحياء هذه المناسبة، ترفعون كأس الوطن عاليا، وتجددون الولاء له وتؤكدون الإتحاد حول قيمه الإنسانية وثوابته الميثاقية تحتضنون مقاومته وتلتفتون حول جيشه، وهو صمام الأمان في زمن تهاوت فيه كل الضوابط، وتبدلت القناعات، وتعددت الرهانات العبثية والعابثة، وفيما نضرع لكي يلهمنا الله حسن الهداية، فنملأ الشغور الرئاسي بالشخص المقتدر الذي يجمع الرأي إلى الشجاعة، ويسمو بنفسه الحرة إلى ما تشتهي آمال اللبنانيين، نكل وطننا إلى عناية العلي القدير، وإلى ارادتنا الراسخة في إعادة بنائه أحلى مما كان وأفضل، لنرتقي به ومعه إلى ما يحقق طموحاتنا، وهي مثيلة لطموحات لبنان – الرحاب على مدى شرود الضمير”.