Beirut weather 16.88 ° C
تاريخ النشر January 16, 2021
A A A
الياس فرحات لموقع “المرده”: هذا ما يردع اسرائيل عن شن عدوان على لبنان
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

تزايدت خلال الأسبوعين المنصرمين وتيرة تحليق الطائرات الحربية المعادية فوق العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق لبنانية عدة، وهذه التصرفات وان كانت ليست بغريبة اذ لطالما اتخذ العدو الاسرائيلي نهجاً معادياً وانتهك سيادة لبنان عبر التعدي عليه بحراً وجواً وبراً الا انها دفعت الى التساؤل هل يُحضر الكيان الاسرائيلي لاعتداء جديد على لبنان؟
في السياق، أكد الخبير والباحث الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس فرحات في حديث خاص لموقع “المرده” تعليقاً على التحركات الاسرائيلية في المنطقة أن “في التحركات السياسية الامنية برز اجتماع مدير الموساد مع وزير الخارجية الاميركي في واشنطن، ولم يمض وقت طويل حتى هاجمت القوات الجوية الاسرائيلية اهدافاً في البوكمال في سوريا وتسربت اخبار ان الغارة نسقت بين الجانبين الاميركي والاسرائيلي. لافتاً الى أن الطيران الاسرائيلي لم يهدأ بالتحليق في الأجواء اللبنانية ما دفع وزارة الخارجية اللبنانية الى تقديم شكوى الى مجلس الامن والامانة العامة للامم المتحدة، مشيراً الى أنه لا يمكننا التقليل من خطر هذه التحركات”.
وحول قراءته لحركة الطيران الاسرائيلي المعادي المتكرر في الاجواء اللبنانية وفي البرّ بطريقة محدودة وايضاً في البحر، قال العميد فرحات: “من الطبيعي ان حركة الطيران الاسرائيلي تهدف الى استطلاع اهداف داخل لبنان وخصوصاً للمقاومة. من الناحية العسكرية يجري تقاطع المعلومات التقنية الواردة من طائرات الاستطلاع مع معلومات المصادر البشرية من الخلايا الموجودة على الاراضي اللبنانية، موضحاً أن النوايا العدوانية الاسرائيلية حاضرة لكن قرار شن هجوم على المقاومة في لبنان هو قرار استراتيجي يتطلب ظروفاً دولية واقليمية وتوازنات عسكرية لصالح اسرائيل بشكل كامل”.
وعما اذا كان هناك توجه لدى القيادة الاسرائيلية لافتعال حرب في هذا الاتجاه، أجاب فرحات بالقول: “من ناحية التسليح هناك تفوق واضح لاسرائيل على لبنان، فاسرائيل قادرة على شن ضربة لكن المشكلة تكمن بعد الضربة وخصوصاً رد فعل المقاومة الذي يحسب له العدو الاسرائيلي ألف حساب كما انه لم يعد سراً ان المقاومة تمتلك ترسانة صواريخ قادرة على بلوغ اهداف في العمق الاسرائيلي وفي هذه الحالة سوف يتعرض الداخل الاسرائيلي اي مدن تل ابيب والقدس الغربية والخضيرة ونتانيا وغيرها في قلب اسرائيل لدمار هو الاول منذ انشاء الكيان الاسرائيلي”.
وأضاف فرحات: “صحيح ان اسرائيل تمتلك شبكة القبة الحديدية للدفاع الجوي وهي متطورة لكنها في احسن احوالها تعترض نحو ٧٠ ٪؜ من الصواريخ ويسقط ٣٠٪؜ منها وهذا يعني انه اذا اطلقت المقاومة ١٠٠ صاروخ فان سقوط ٣٠ منها على اهداف في الداخل يحدث دماراً ورعباً داخل الكيان الاسرائيلي، واذا اخذنا بعين الاعتبار عدم وجود عمق استراتيجي لاسرائيل فان المشكلة تكون كبيرة. لا يمكن لسكان قلب اسرائيل النزوح الى شمالها ولا الى جنوبها وبالطبع لا الى الضفة او غزة او الاردن. وهذه تسمى مشكلة وجودية”.
واعتقد فرحات انه “لذلك وبما ان اسرائيل تدرك خطورة وضعها الاستراتيجي فانها تتأنى وتتمهل كثيراً قبل الاقدام على اي ضربة”.
ورداً على سؤال حول اذا كانت الطلعات الجوية الاسرائيلية هي لاستفزاز المقاومة في لبنان ولتحريك أنظمة دفاعها الجوي لمعرفة امكاناتها، رجح فرحات أن ذلك يمكن ان يكون استفزازاً للمقاومة وتحريك انظمة الدفاع الجوي المفترضة سبباً اضافياً للسبب الاساسي وهو استطلاع مواقع الجيش والمقاومة، وقد اجاب السيد نصرالله عن امتلاك اسلحة دفاع جوي انه لا يؤكد ولا ينفي وجود اسلحة لدفاع جوي لدى المقاومة وهذا يطرح احتمالات عديدة ومقلقة امام اسرائيل في اي حرب مقبلة”.