Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر March 1, 2024
A A A
الى كم آرون بوشنيل نحتاج؟
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

من اي بلد كنت، ولاي دولة او طائفة او حزب تنتمي، اكنت مع القضية الفلسطينية او ضدها لا يعنيني الامر، فهذا خيارك وانت حر به، ومن واجبي احترام رأيك واختلافك.

ولكن بعيداً عن هذا كله الا تشعر بوجع غيرك، الا تحس بظلم تجويع الاطفال وابادة شعب باكمله، الا تحركك مشاهد الدمار والضحايا من الاطفال الابرياء؟. ألست بانسان، الا ينفعل ضميرك، الا تهتز نخوتك ويرتبك عقلك ويئن قلبك من هذا الكم الهائل من الحقد المتساقط ناراً وقنابل حارقة واسلحة ممنوع استعمالها والرافض ادخال مساعدات وادوية وحليب اطفال؟.
اسرائيل عدو بالنسبة لنا لكنها لم تكن بالعدو بالنسبة للطيار الاميركي آرون بوشنيل الا انه احرق نفسه امام سفارتها في بلاده احتجاجاً على ما تقوم به، فالى كم بوشنيل يحتاج الحكام لتستيقظ ضمائرهم ويعوا ان هناك شعباً يُباد وارضاً تغتصب من اهلها واجراماً غير مسبوق في التاريخ المعاصر يُطوق رفح وغزة وخان يونس بكل ما فيهم بوقاحة وعلى مرأى من الامم والدول والمنظمات الصحية والحقوقية والانسانية؟.
طوفان الاقصى اعاد احياء القضية الفلسطينية عالمياً والبطل آرون بوشنيل صحح بوصلة الشارع الاميركي نحو الظلم الذي يطال فلسطين ولكن اين بوصلة العرب حكاماً وشعوباً…اين قراراتهم؟ اين تظاهراتهم وتحركاتهم واصواتهم وصراخهم؟
يبدو ان لا حياء ولا خجل ولا ضمير وكذلك لا حياة لمن ننادي…فبئس هذا الزمن وبئس الضمائر النائمة والخوف ان تستيقظ لتقول فقط ” اكلت يوم اكل الثور الابيض”.