عشرة ايام مرت على فراغ رئاسي مرشح للاستمرار طالما بقيت الامور على ما هي عليه من مراوحة وتبعاد في الرؤية بين الكتل النيابية، فيما يعيش الشعب هاجس ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي واصل صعوده متخطياً عتبة الاربعين الف ليرة لبنانية ومعه حلقت اسعار السلع عالياً وسط اقفال لباب الحوار قبل ان يُفتح تماماً ووسط جلسة نيابية خامسة تعقد اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية من المرجح ان يكون مصيرها كسابقاتها، ما يعني مكانك راوح وما يعني ان افق بداية حل ازمات هذا الوطن المتراكمة لا يزال مسدوداً.
جمود انتخابي رئاسي في لبنان يقابله انتخابات ونتائج غير متوقعة في اميركا واسرائيل فالانتخابات النصفية في اميركا سرقت الاضواء الا انها لم تحصد النتائج المتوقعة لها بحسب استطلاعات الرأي بحيث اتت متأرجحة مع تقدم للديمقراطيين في مجلس الشيوخ يقابله اغلبية للجمهوريين في مجلس النواب ما يعني ايضاً مكانك راوح مكانك وسط انقسام عامودي للمجتمع الاميركي فيما في انتخابات العدو الاسرائيلي فقد سجل قبل ايام معدودة فوز لمعسكر اليمين ما يعني المزيد من التطرف مع تشكيل حكومة جديدة قد تقوم بخطوات تؤدي الى حريق على صعيد المنطقة.
ان فاز الديمقراطيون او الجمهوريون في اميركا فالحال واحد بالنسبة الى السياسة الخارجية اقله حيال لبنان وان تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة في دولة العدو او لم يتمكن فالحال ايضاً واحد لان المقاومة بالمرصاد، ولكن ان نواجه بوجود رئيس قادر وقدير وحكومة كاملة الصلاحيات وفاعلة افضل من المواجهة بفراغ رئاسي وحكومة تصريف اعمال ما يعني ضرورة المسارعة الى رأب الصدع والتلاقي والحوار لأن البلد لم يعد بوارد الاحتمال اكثر والشعب كذلك.