Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 1, 2016
A A A
الورقة البيضاء تتجاوز المتوقع.. 36 صوتاً
الكاتب: غسان ريفي - السفير

تمددت «الورقة البيضاء» المعارضة لوصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية في مجلس النواب أمس وصولا الى الرقم 36، فقلّصت الى جانب الأوراق السبع الملغاة الأصوات التي نالها «الجنرال» في الدورة الانتخابية الأولى الى أقل من ثلثي الأصوات بصوت واحد (84 صوتا) وفرضت دورة ثانية حملت إليه الفوز بـ(83 صوتا) بينما حافظت «الورقة البيضاء» على الرقم الذي حصدته في الدورة الأولى.

وشكلت «الورقة البيضاء» تقاطعا بين المؤيدين لترشيح زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الذي طلب استخدامها دعما له، وبين المعارضين لانتخاب عون تحديدا، وبين المعارضين لانتخاب عون وفرنجية على حد سواء، لكن في الوقت نفسه فإن الرقم الذي حصدته ترك مؤشرات واضحة عن حصول تسرّب في الأصوات من الكتل التي أعلنت دعمها لعون، وخصوصا من كتلة «تيار المستقبل».

ويمكن القول إن المعارضين لانتخاب عون نجحوا في «حبك شباكهم» فتجاوزوا كل الضغوط التي مورست عليهم، وسجلوا موقفا اعتراضيا، وهم وإن كان عددهم قليلا قياسا مع إجمالي عدد النواب المؤيدين، لكنهم تمكنوا مع حزب الكتائب الذي ألغيت أوراق نوابه الذين كتبوا «ثورة الأرز مستمرة في خدمة لبنان» من توجيه رسالة سياسية واضحة لـ «الجنرال»، بأن حاجته الى دورة ثانية لانتخابه، تعني أنه لا يحظى بالاجماع الوطني المطلوب.

من هنا، فإن ما حصل في الدورة الانتخابية الأولى خالف كل التوقعات والبوانتاجات التي كانت أكدت فوز عون من الدورة الأولى (أكثر من 86 صوتا)، وذلك بناء على مواقف وتصريحات رؤساء بعض الكتل وخصوصا الرئيس سعد الحريري الذي أكد في إطلالته التلفزيونية الأخيرة عبر «كلام الناس» أن بيان كتلته المؤيد لترشيح «الجنرال» يؤكد التزام أعضائها بتوجهاته.

وفي الاحصاءات التي أجراها بعض المتابعين، فإن كثيرا من «الأوراق البيضاء»، جاءت نتيجة طبيعية لمواقف من أعلنوا صراحة معارضتهم لانتخاب عون وفي مقدمتهم كتلة الرئيس نبيه بري (13 نائبا) وكتلة الرئيس نجيب ميقاتي(2) وكتلة النائب سليمان فرنجية (3) إضافة الى 6 نواب من المستقلين وهم: ميشال المر، بطرس حرب، روبير غانم، نايلة تويني، دوري شمعون، ونائب «الجماعة الاسلامية» عماد الحوت، ليستقر العدد على 24 نائبا.

لكن ارتفاع عدد المصوّتين بـ «الورقة البيضاء» الى 36 أي بزيادة 12 نائبا، يشير بوضوح الى تسرب شهدته بعض الكتل النيابية حيث يرجح المتابعون أن يكون هناك نائب واحد أو نائبان من «اللقاء الديمقراطي» كان النائب وليد جنبلاط يتوقع خروجهما عن قرار «اللقاء»، فيما تسرب حوالي 10 أصوات على الاقل من «كتلة المستقبل النيابية» التي تضم ثلاثة وثلاثين نائبا (غير الحوت).

ويعني ذلك أن الرئيس الحريري لم ينجح في إقناع النواب المعترضين في كتلته على السير بتوجهاته، وبالتالي تقليص عددهم الذي يبدو أنه ارتفع بشكل لم يكن الحريري نفسه يتوقعه، الأمر الذي من المفترض أن ينعكس سلبا على التضامن النيابي ضمن «الكتلة الزرقاء».

ويطرح هذا الواقع تساؤلات حول كيفية تعامل الحريري مع النواب الذين ساهموا في إحراجه سياسيا؟ وهل سيتم تهميش بعضهم وزاريا؟ أم أن الحساب سيكون في الانتخابات النيابية المقبلة؟

من جهته، أكد الرئيس نجيب ميقاتي أننا نحترم الارادة النيابية التي أفضت الى انتخاب عون رئيسًا للجمهورية، مثمنا تشديده في خطاب القسم على الثوابت الوطنية، وقال: «سنكون، كما كنا دائمًا، الى جانب أهلنا، ونجد أنفسنا اليوم معهم في المعارضة البنّاءة التي تبني مواقفها بحسب أداء العهد والحكومة التي ستتشكل».

كما أكد الرئيس فؤاد السنيورة التعاون مع عون لمصلحة لبنان، فيما اعتبر النائب سليمان فرنجية أن فوز عون هو فوز لخطنا السياسي، مؤكدا أن خيار الورقة البيضاء كان لعدم إحراج الحلفاء.