Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر October 20, 2021
A A A
«الهيبة 5» يقلب القاعدة و«جبل على جبل بيلتقي»
الكاتب: الشرق الأوسط

«جبل على جبل ما بيلتقي» هو قول مأثور ومشهور، إلا أن مسلسل «الهيبة» في جزئه الخامس قلبه رأساً على عقب. فأبطال العمل من تيم حسن ومنى واصف وسعيد سرحان وروزانا لاذقاني وعبد المنعم العمايري وغيرهم، شكلوا بأدائهم ومنذ الحلقة الأولى للمسلسل جبالاً من نوع آخر. يكفي أن نسترجع المشهد الذي يجمع الممثل تيم حسن (جبل شيخ الجبل) بوالدته منى واصف (أم جبل) لينقل لها خبر موت شقيقه صخر (أويس مخللاتي)، حتى نستنتج أن مخرج المسلسل سامر البرقاوي، علم أن إمكانية التقاء القمم واردة بتوجيهاته وكاميرته. وأن هذا الكم من الممثلين المحترفين الذين نفتقد بينهم في الحلقتين الأولى والثانية إطلالة بطلته إيميه صياح تستأهل وضعها تحت المجهر.
انطلاق الحلقة الأولى من «الهيبة – جبل» كان مساء الأحد 17 من الشهر الحالي على منصة «شاهد»، ومن بعدها بيوم على «إم بي سي 4»، شكل حدثاً بحد ذاته. فتصدر اسم المسلسل «الترندات» على وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان والسعودية والعراق، وبين لحظة وأخرى أصبح حديث الناس. كيف لا وهذا الجزء من العمل هو الأخير له، ونُفذ بأعلى المستويات، كي يأتي وداع فريق العمل على المستوى المطلوب. ولكن في المقابل، فإن متابعي الأجزاء الخمسة لـ«الهيبة» يمنون النفس بفيلم سينمائي، سيكون بمثابة الخاتمة الحقيقية له. فالحالة التي تسبب بها «الهيبة»، والهالة الدرامية التي أحاطت بجميع مواسمه، كان لا بد من ترجمتها بفيلم طويل يرى النور، حسب صادق الصباح صاحب شركة إنتاجه (الصباح أخوان) في نهاية عام 2022.
تنطبع الحلقة الأولى بمشاهد مؤثرة وبإيقاع حزين منذ دقائقها الأولى. فيقلب صفحاتها المشاهد الواحدة تلو الأخرى ملتقطاً أنفاسه. هي لا تقتصر على اللقطة التي نرى فيها جبل يتعرف إلى جثة أخيه صخر المحروقة في المشرحة، فيبكي بصمت، ولا بتلك التي تجمعه بوالدته ليبلغها بالأمر، ولا بصرخة شقيقته النابعة من قلب محروق تأثراً بخسارة شقيقها الأقرب إليها، بل هي اجتاحت غالبية مشاهد الحلقة (50 دقيقة) لتشمل مساندة جبل لقريبه علي (سعيد سرحان)، الذي يخسر إضافة إلى صديق عمره صخر، زوجته مروى في انفجار سيارة أودى بحياة الاثنين.
يبلغ أداء سعيد سرحان في هذا المشهد ذروته عندما يطلب منه جبل أن يخرج حزنه الدفين، فيجهش بالبكاء كالأطفال، هو الذي سبق وتلقى أكثر من صدمة مشابهة في حلقات لمواسم سابقة.
يستنبط المشاهد منذ الحلقة الأولى للعمل أن حرباً شرسة تنتظره في الحلقات المقبلة. فجبل يأخذ مباركة والدته، ليبدأ في التخطيط للانتقام من قتلة أخيه. حبكات متتالية، قال مخرج العمل سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»، إن فريق العمل اجتهد لتكون الأفضل، وتحمل مفاجآت كثيرة. ويتابع: «إن الرهان يحضر دائماً في هذا المسلسل، إذ إن كل جزء جديد يتحدى الذي سبقه على جميع المستويات. فأنا وتيم حسن وشركة الإنتاج (الصباح إخوان) قبلنا التحدي».
في الحلقة الثانية يبدأ جبل في الانتقام فيحدث بلبلة عارمة عند أعدائه وتبدأ مرحلة التشويق الحقيقية للمسلسل.
أما الأجواء التي ستسوده، فيقول البرقاوي بأنها «تدور ضمن فرضية لصراع جديد يتناوله العمل لأول مرة. وهذا الصراع سيشكل الفرق بينه وبين ما سبق. من الممكن أن يصب في الإطار السياسي، ولكنه يميل نحو الإطار الثقافي والمنطقي».
منتج العمل صادق الصباح، كانت له تغريدة تزامنت مع انطلاق عرض العمل، قال فيها «النجم تيم حسن يختتم الهيبة، كما لم ترونه من قبل… والله ولي التوفيق».
أما الإعلان الترويجي للعمل، فيركز على شخصية «جبل» الذي يخاطب البطلة النسائية سارة إبراهيم، التي تؤدي دورها الفنانة اللبنانية إيميه صياح، بالقول: «عشنا هون حروب، وضروب بالطول وبالعرض، من أيام سلطان، بس بلا سياسة ما فيكي تكسبي حرب». ويتابع بلهجة حاسمة: «وأنا هون قائد، والقائد بالمعركة ما بيصير يقلل من قيمة خصمه… دولة إسلامية… عراق… شام… وهاد الخصم لازم نواجهه، ونسميه باسمه». وهو ما يشير إلى أن المسلسل قد يتطرق إلى مواجهات مع متطرفين وإرهابيين سيحددهم بالاسم.