Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر January 8, 2017
A A A
النصرة وداعش والمناطق المسيحية
الكاتب: إسكندر شاهين - الديار

لا يختلف اثنان على ان المخيمات الفلسطينية التي تحولت الى معسكرات ابان «الثورة الفلسطينية»، ومخيمات النزوح السوري يشكلان خطراً وجودياً على لبنان كياناً وكينونة لا سيما وان «الثوار» لعبوا دوراً ابان الحروب الاهلية على الساحة المحلية ادى الى فرز المجتمع اللبناني ديمغرافياً وطائفياً الى حد ان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان يفاخر في حلقته الضيقة بأن مقاتليه هم جيش اهل السنة في البلد الصغير، وحاول بناء جيش لبناني رديف اعتمد فيه على محاولة تكريس نفوذه في المناطق التي اجتاحتها الجحافل الفلسطينية التي برعت في تطهير البلدات المسيحية المعزولة من سكانها في محاولة لجعلها وطناً بديلاً من فلسطين والمعروف ان عرفات عندما سئل من احد الاعلاميين الاجانب عن سبب تموضعه عسكرياً وامنياً في بيروت ولماذا لا ينسحب منها اجاب ببرودة: «اذا انسحبت الثورة من العاصمة اللبنانية من يعيد لنا القدس وفلسطين» وفق الاوساط المواكبة للمجريات.

ومع انقلاب المعطيات الدولية والاقليمية التي ادت الى رحيل الثورة الى تونس ومنها الى الضفة الغربية وقطاع غزة اثر «اتفاق اوسلو» تاركة خلفها جيشاً من المقاتلين العاطلين عن العمل بعد انقطاع رواتبهم دفعت هؤلاء للارتزاق عبر خبراتهم العسكرية فيمم الكثير منهم شطر افغانستان حيث لمع اسم عبدالله عزام الذي شكل ثنائياً مع مؤسس «تنظيم الجهاد العالمي» اسامة بن لادن قبل ان يقتل في بيشاور الباكستانية بتفجير سيارة مفخخة، ومن هذه الزاوية لا عجب اذا لعب فلسطينيو الشتات دور وقود الحركات الاسلامية التكفيرية لدى اندلاع «الفوضى الخلاقة» التي اطلقها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش وسوّقت لها وزيرة خارجيته كونداليزا رايس في موقفها الشهير التي اطلقته من على منبر السراي الكبير ايام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وبرز الدور العسكري للمقاتلين الفلسطينيين في مخيم اليرموك السوري، بدعم مقاتلي «داعش» والسيطرة عليه ومن استطاع مغادرة الميخم يمّم شطر المخيمات الفلسطينية في لبنان وفي طليعتها مخيم «عين الحلوة» معقل معظم الفصائل التكفيرية من «فتح الاسلام» و«جند الشام» و«كتائب عبدالله عزام» اضافة الى «جبهة النصرة» التي تعتبر فرعاً من فروع «القاعدة» وابرز وجوهها شادي المولوي الذي لجأ الى «عين الحلوة» ليدير «الخلايا النائمة» عن بعد، اثر الافراج عنه في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ونقله الى طرابلس بسيارة احد نواب المجلس، وقد افشلت الضغوط السياسية تعب جهاز الامن العام الذي جهد لتوقيفه.

وتضيف الاوساط انه وفق المعلومات فان المولوي غالباً ما يخرج من معقله في «عين الحلوة» بهويات مزوّرة وقيل انه انتقل عدة مرات الى طرابلس وما يشير الى ذلك انكشاف امر الخلايا التكفيرية التابعة «للنصرة» والتي كانت مكلفة بتصفية ضباط من الجيش اللبناني لا يزالون في الخدمة وآخرين احيلوا الى التقاعد كونهم شاركوا في ضرب التكفيريين في بحنين وصيدا وعرسال، اضافة الى تنفيذ هجمات انتحارية تستهدف الكنائس والمطاعم المكتظة في فترة اعياد الميلاد ورأس السنة ولكن الحرب الاستباقية للاجهزة اللبنانية اوقعت الخلايا المذكورة في قبضتها وعدد افرادها 13 عنصراً من التبانة والزاهرية والعيرونية منهم 6 افراد من عائلة الصهيوني و3 من آل مطر وشخص من عائلة عبد النبي وآخر من آل زعبية وجميعهم من «النصرة» اضافة الى ع. ا. سعادة من المتهمين بانتمائهم الى «داعش».

وتشير الاوساط ان آخر تعليمات عممت على «الخلايا النائمة» تقضي باقامة افرادها في مناطق مسيحية في بيروت وضواحيها كونها بعيدة عن الشبهات ولا تثير انتباه العين الامنية على خلفية انها بيئة معادية للتكفيريين ما يسهل عملها ويقربها اكثر من الاهداف المحتملة.