Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر March 23, 2018
A A A
النسبية تُجبر الحلفاء على التباعد وتطيح التحالفات
الكاتب: البناء

النسبية تُجبر الحلفاء على التباعد وتطيح التحالفات المصلحية لصالح اللوائح المنفردةفي لبنان، وحيث المشهد الانتخابي في الواجهة مع الفك والتركيب للوائح الانتخابية، سجلت مصادر متابعة لتشكيل اللوائح، خلاصات أساسية يتقدّمها، أنّ النظام الانتخابي القائم على النسبية والصوت التفضيلي، غيّر المشهد السياسي جذرياً، فالقوى التي ترتضي التنازل لتحالفاتها وتتمسّك بالطابع السياسي لهذه التحالفات خطت خطواتها الواثقة مبكراً نحو إنجاز لوائحها كحال تحالف حركة أمل وحزب الله، أما حيث تحلّ قراءة الأحجام أولاً ولو على حساب التحالفات، فما تسبّب بالفشل في تشكيل لوائح مشتركة مع الحلفاء الأقرب سياسياً، تسبّب بالفشل مع الخصم السياسي كحليف انتخابي محتمل، إلا حيث لا يملك الفريقان الحليفان أو الخصمان حاصلاً انتخابياً كافياً فيسند أحدهما الآخر لنيل فرصة مقعد يقرّر الصوت التفضيلي لكليهما الجهة التي تستفيد منه، ولذلك تبدو لوائح تيار المستقبل والقوات اللبنانية شبيهة بلوائح التيار الوطني الحر وحزب الله، لتظهر اللوائح المنفردة بعيداً عن التحالف خياراً أرسخ حيث الأحجام غير متفق عليها، وحيث التحالف السياسي غير كافٍ لتخطّي غموضها بالتنازلات المتبادلة، فكيف تكون التنازلات حيث لا تحالف سياسي، لتكون اللوائح المنفردة أهون من سحب مرشحين يستجلبون أزمات داخلية، وفرصة لاكتشاف الأحجام الحقيقية. وهذا هو حال تيار المستقبل والتيار الوطني الحر في جزين صيدا وحال المستقبل والقوات اللبنانية في زحلة، وحال التيار الوطني الحر وحزب الله في بعبدا، وحال التيار الوطني الحر وكلٍّ من تحالفي الثامن من آذار والرابع عشر من آذار في الشوف وعاليه.

لوائح «التيار» و«القوات» غداً والمفاوضات مستمرّة
مع إقفال باب العودة عن الترشيحات للانتخابات النيابية، تتّجه الأنظار الى يوم غدٍ، حيث يعلن كل من التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية» لوائحهما في مختلف الدوائر، ما سيزيد مشهد التحالفات وضوحاً لا سيما بين تيار المستقبل و«القوات»، في ما تكثفت المفاوضات على الخطوط كافة، خصوصاً على جبهة معراب – بيت الوسط لحسم خيارات التحالف في الدوائر محلّ الخلاف، وذلك قبيل ثلاثة أيام من نهاية مهلة تسليم القوائم الانتخابية الى وزارة الداخلية.

وقد رست المفاوضات النهائية بينهما على التحالف في دوائر بعلبك الهرمل وعكار والشوف عاليه، علماً أن المفاوضات لم تتوقّف، بحسب ما قالت أوساط مستقبلية لـ «البناء» في محاولة أخيرة للتفاهم في دوائر أخرى، غير أن الأوساط لفتت الى أن «المستقبل لن يتحالف مع أحد في دائرة طرابلس المنية الضنية وفي دائرة صيدا جزين ودائرة بيروت الثانية، ولديه لوائح مكتملة ويملك حاصلاً انتخابياً كبيراً، أما في الكورة فلم يتم التوصل الى تفاهم حيث ترى «القوات» بأنها تملك حاصلاً انتخابياً يمكنها من حصد 4 مقاعد من دون «جميلة» المستقبل وأي طرف آخر وبالتالي تمّ التفاهم على ترك حرية الاختيار للمستقبليين في هذه الدائرة، لكن التيار الأزرق سيسعى إلى إرضاء القوات والمردة معاً من خلال توزيع أصواته بين مرشّحي الحزبين، غير أن مصادر التيار الوطني الحر أكدت لـ «البناء» أن «المستقبل يدعم المرشح عن المقعد الأرثوذكسي نقولا غصن»، أما في البترون فعلمت «البناء» أن المستقبليين سيصوّتون لوزير الخارجية جبران باسيل، في المقابل يُعقد اليوم في معراب اجتماع حاسم بين «القوات» وحزب «الكتائب» لبتّ التحالف في دائرة الشمال الثالثة، الأمر الذي استبعدته مصادر «البناء» في ظل اشتراط الكتائب لعقد هذا التحالف مع القوات ترشيح النائب الحالي سامر سعادة عن المقعد الماروني على اللائحة.

أما في دائرة عكار، فأشارت مصادر «البناء» الى أن مفاوضات بين المستقبل والتيار الوطني الحر للتحالف، لكنها فشلت ما سيدفع التيار الوطني الى تشكيل لائحة مع النائب السابق وجيه البعريني في ما حسم المستقبل أمره بالتحالف مع القوات وضمّ مستشار رئيس القوات وهبي قاطيشا الى لائحته.

أما في البقاع الغربي فلم يتوصل المستقبل والتيار الحر الى تفاهم، إذ لا مصلحة للتيار الحر بالتحالف مع المستقبل في هذه الدائرة، وفي الوقت نفسه لم يحسم أمر التحالف مع 8 آذار، لكن مصادر مستقبلية نفت أي تفاهم مع القوات في هذه الدائرة بعد أن شكلت القوات لائحتها.

في دائرة بيروت الأولى سيتحالف التيار الوطني الحر والمستقبل وحزب الطاشناق في مواجهة القوات والكتائب ولائحة أخرى تضمّ النائب سيرج طورسركيسيان وميشال تويني وشخصيات بالاضافة الى لائحة حزب 7 ومن المرجّح أن يفوز المستقبل في هذه اللائحة بمقعد أرمني، في المقابل ستصب أصوات التيار الحر في طرابلس الى لائحة المستقبل، أما في دائرة صيدا – جزين فلم يتمّ التوصل الى تفاهم مع التيار الحر الذي يتمسك بالمقاعد المسيحية ولا يريد التنازل للمستقبل عن أي منها، كما أن المستقبل لا يملك حاصلاً انتخابياً يؤهله الفوز بالمقعد السني الثاني ولا بمقعد مسيحي، إذ إن فوز النائب السابق أسامة سعد بات مؤكداً. وقد تفاوتت المعلومات في ما خص مرشح التيار العوني عن المقعد الكاثوليكي في جزين وفي وقت أكدت مصادر «التيار» لـ «البناء» اعتماد المرشح جاد صوايا قالت مصادر أخرى إن «رئيس التيار جبران باسيل حسم الأمر أمس باعتماد المرشح سليم خوري».

ولفتت مصادر المستقبل لـ «البناء» الى أن «الانسحابات بالجملة من لوائح الوزير السابق أشرف ريفي تؤشر الى ضعف شعبية ريفي وخياراته السياسية وأنّه ليس سوى ظاهرة وهمية تمّ تضخيمها في الإعلام، كما تدل على ضعف المناوئين للرئيس سعد الحريري»، مشيرة الى أن «حركة ريفي تخدم حزب الله وليس كما يدّعي بأن المستقبل تنازل لحزب الله بل تنازل لمصلحة لبنان».

وشدّدت المصادر على أن «المستقبل لا يخاف من ريفي الذي لن يستطيع خرق مقاعد التيار في طرابلس، فكيف به في باقي الدوائر؟ وتوقعت أن يحصد المستقبل كتلة نيابية بين 20 و25 نائباً». ولم تؤكد المصادر وقوف السعودية خلف انسحابات بعض المرشحين لمصلحة المستقبل وتخليها عن ريفي، لكنها أكدت أن «السعودية تدعم الحريري والعلاقة جيدة»، لكن مصادر طرابلسية تشير لــ «البناء» الى أن المنافس الذي يشكّل خطراً على المستقبل هو الرئيس نجيب ميقاتي الذي أعلن لائحته في طرابلس منذ أيام.

وبعد النائب خالد الضاهر، أعلن المحامي نبيل الحلبي من بيت الوسط أمس، انسحابه من السباق الانتخابي لمصلحة تيار المستقبل، علماً أنه لم يقدم ترشيحه رسمياً في وزارة الداخلية، بحسب ما أكدت المعلومات.

وقد توالت بعض القوى السياسية على تسجيل لوائحها في الداخلية، وعلمت «البناء» أنه يجري وضع اللمسات الأخيرة على لوائح التيار الحر على أن تنتهي اليوم بشكل نهائي»، لكن لا يعني ذلك حسم التحالفات التي قد تتغيّر بين لحظة وأخرى وتبقى محطّ أخذ ورد خلال الشهر المقبل الذي يسبق موعد الاستحقاق»، كما علمت «البناء» أن لائحة التيار الوطني في بعبدا حسمت بعد انضمام مرشح الحزب الديموقراطي عن المقعد الدرزي سهيل الأعور الى جانب النواب الحاليين آلان عون وناجي غاريوس وحكمت ديب، في مواجهة لائحة القوات، وأكد نائب رئيس التيار المرشح عن مقعد الروم الكاثوليك في دائرة بيروت الأولى نقولا صحناوي أن «أسماء أعضاء اللائحة في الدائرة قد حسمت والإعلان عنها سيتم يوم السبت في الاحتفال الرسمي للتيار الوطني الحر في الفوروم، بالإضافة الى اللوائح التي تضم مرشحي التيار الوطني الحر والموزّعة على كل الاراضي اللبنانية».

وكان باب العودة عن الترشيحات قد أُقفل أمس الأول على 917 مرشحاً بعد أن انسحب 58 وتمّ إبطال أحد الترشيحات لمخالفته المادة 8 من قانون الانتخابات النيابية 44/2017، بحسب ما أشارت المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية، والتي ذكرت بأنّ المهلة النهائية لتسجيل اللوائح تنتهي منتصف ليل الاثنين 26 آذار الحالي.