Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر November 16, 2024
A A A
الميدان سيجبر العدو على الخضوع للمقاومة
الكاتب: أبو نضال الأشقر - البناء

معركة طوفان الأقصى شكلت مرحلة تاريخية للنضال الوطني الفلسطيني في مسار الصراع مع العدو الصهيوني مؤكدة إمكانية هزيمته وشقّ طريق التحرير، وتميّزت باقتدار المقاومة وتصدّي أبطالها الأسطوريّ لجحافل العدو، وبإرادة الشعب الحاضن للمقاومة وثباته وتبنّيه أهدافها رغم توحش العدوان بالقتل والإبادة الجماعية والتدمير لكل مناحي الحياة.
ثبات المقاومة وتصدّيها للعدو المدجج بآلة القتل والدمار فضح حقيقة الدول الاستعمارية وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت شراكتها مع الكيان الصهيوني في حرب الإبادة من خلال تزويده بأحدث وسائل القتل والإجرام، ما فضح زيف الإدعاءات الأميركية بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وكذلك أنظمة التخاذل والتطبيع التي تساند العدوان.
وعلى الرغم من جرائم العدو الصهيوني عبر سياسة القتل الممنهج والتجويع والحصار والتدمير وضرب المنشآت الصحيّة، فإن ثبات الشعب وصموده جعل المقاومة تتصدى للعدو باقتدار أسطوريّ، وتوجّه ضربات موجعة لجنوده وآلياته منذ 7 تشرين الأول 2023 إلى يومنا. وبرز في هذا السياق دور جبهات الإسناد في اليمن والعراق وسورية، وجبهة لبنان التي تستنزف العدو منذ 8 تشرين الأول 2023، ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما عزّز عناصر القوة في التصدي للعدوان.
أمّا في الميدان فقد ظهر جيش العدو عاجزاً، وبأنه لا يملك سوى القدرة على القتل والتدمير والتوحّش ضد المدنيين الآمنين، فهو يمتلك أدوات التدمير والقتل وبها يقتل الأطفال والنساء والشيوخ بهدف الضغط على المقاومة. إلا أن صمود الشعب واقتدار المقاومة على التصدّي للعدو وإيقاع المزيد من الخسائر بجنوده وضباطه تجعله يتخبّط في الميدان ويوغل في الإبادة والتدمير وارتكاب الجرائم الموصوفة.
لقد أثبتت المقاومة في لبنان أنّها قوية وقادرة، فصواريخها وصلت إلى ديمونا وهي تهدّد مطار بن غوريون وتستهدف المنشآت الحيوية ومنشآت التصنيع العسكريّ في حيفا وتل أبيب، مع استمرار استهداف مستوطنات الشمال والوسط بالصواريخ والمسيّرات النوعية التي تجعل من أهداف العملية العسكرية ضد لبنان لإعادة المستوطنين إلى الشمال مجرد أوهام. ناهيك عن ازدياد عمليات المقاومة في غزة واستهداف المواقع الحيوية الصهيونية من العراق واليمن.
يرفض العدو وقفاً لإطلاق النار وإنهاء عدوانه على الرغم من أنّه لم يحقق أي هدف من أهداف حربه المعلنة، ولعلمه بأن الأسرى الصهاينة لن يعودوا إلا بوقف العدوان والانسحاب من غزة وعملية تبادل بشروط المقاومة، وكذلك مستوطنو الشمال. وسبب الرفض رهان حكومة العدو على الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة ترامب لاستكمال مشروع الإبادة وضمّ الضفة الغربية وعدم الانسحاب من شمال غزة. غير أن هذا الرهان مجرد سراب، خصوصاً في ظل الانقسامات الحادّة وتفاقم الأزمة السياسية والبنيوية داخل كيان العدو، والتي من مظاهرها إقالة وزير الحرب، والتباينات حول مسارها. عدا عن تصاعد المقاومة وثباتها بالميدان وطبيعة الرد الإيراني.
رهان الحكومة الصهيونية على ترامب، لا يأخذ بعين الاعتبار توازنات العالم، فالإدارة الأميركية الجديدة أمامها العديد من القضايا: الصراع في غرب آسيا، والحرب الروسية – الأوكرانية التي ستحدّد مصير أوروبا، والقطيعة بين الولايات المتحدة وروسيا، والعلاقة مع الصين، وكل هذه العوامل ستكون أمام إدارة ترامب. ولكن الفترة الانتقالية بين رحيل بايدن وتسلّم ترامب هي التي تحمل المخاطر الكبيرة حيث تسعى إدارة بايدن قبل رحيلها لتحقيق إنجاز، ولكن تعنت حكومة العدو بعدم الاستجابة لوقف العدوان ومحاولات إيجاد وقائع جديدة دون الاهتمام إذا أدّت إلى حرب إقليمية تجرّ من خلالها الولايات المتحدة الأميركية إلى الصدام المباشر مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يصبح إنجاز بايدن تمكين الكيان من ضربات استباقية أو ارتدادية على إيران.
مما تقدّم إن الحديث عن وقف إطلاق النار أو إيجاد تسويات غير متوفرة في المدى المنظور لأن المقاومة في غزة ولبنان لن تعطي للعدو بالسياسة ما عجز عن تحقيقه بالميدان. والميدان سيُجبر العدو على الاستجابة لشروطه.
أسمى تحيات النضال للحزب السوري القومي الاجتماعي بمناسبة العيد الثاني والتسعين لتأسيسه، وهو الحزب الذي تأسّس على فكرة الصراع الوجودي مع العدو الصهيوني، دفاعاً عن فلسطين والأمة.