Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 17, 2017
A A A
المولوي كاد يقع في الفخ
الكاتب: عباس الصباغ - النهار

الاوضاع في مخيم عين الحلوة ممسوكة ولا قدرة للجماعات المتشددة على التحرك او اعادة التوتر الى المخيم ومحيطه، عدا ان حركة “فتح” باتت اللاعب الاساسي فيه لا سيما بعد المصالحة الاخيرة مع حركة “حماس”. هذا ما أكده مصدر فلسطيني رفيع لـ”النهار”، كاشفاً مصير المطلوب شادي المولوي الذي غادر المخيم اواخر الشهر الفائت.

كلام المسؤول الفلسطيني تعززه مظاهر الاحتفاء بزيارة السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور الى المخيم الاحد الماضي، وطغيان اللون الاصفر (رايات “فتح”) في المخيم يشي بأن تغيّرات جوهرية طرأت، وان فتيل التفجير قد سُحب، وهو ما كشفته مصادر المجتمعين في عمان الاسبوع الفائت لـ”النهار” إذ اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان المخيمات الفلسطينية في لبنان “لن تكون جزءاً من اي صراع او مصدراً للتوتر، خصوصاً في الظروف الراهنة التي يعيشها لبنان والمنطقة”.

ولفتت تلك المصادر إلى “أن الفلسطينيين رفضوا أيضاً الانخراط في المخطط الذي كان يدبّر للبنان”، مضيفاً: “كان هناك فخ منصوب للبنان لإغراقه في الفوضى الداخلية والانقسامات على جميع الصعد”، علماً ان الرئيس عباس كان اكد الامر عينه للرئيس ميشال عون خلال زيارته لبنان في شباط الماضي والتي حاول خلالها إعادة ترتيب البيت الفلسطيني والفتحاوي خصوصاً، واعادة ترميم العلاقة مع الدولة اللبنانية، ولا سيما مع الجيش اللبناني. وبالفعل تطوّر التعاون بين الفصائل الفلسطينية والاجهزة الامنية اللبنانية من خلال تسليم عدد لا بأس به من المطلوبين الى القضاء اللبناني كان آخرهم كمال ضرار بدر، شقيق المطلوب الأبرز في مخيم عين الحلوة بلال بدر، فضلاً عن عدم توفير مكان آمن للمتوارين داخل المخيم ومنهم مطلوبون بجرائم ارهابية.

وتكشف معلومات لـ”النهار” ان “فتح” كادت ان تلقي القبض على الارهابي المولوي في المعركة الاخيرة التي شهدها المخيم في آب الفائت، وتشير الى ظهور مجموعة متشددة جديدة على الساحة هي مجموعة بلال العرقوب المتحالفة مع مجموعة بدر. وتضيف المعلومات انه “لولا اعلان وقف اطلاق النار لكانت “فتح” والقوة الامنية القتا القبض على المولوي الذي كان يبعد 10 امتار فقط عن مكان وجود عناصر “فتح”.

وفي سياق متصل، علمت “النهار” انه بخلاف ما أشيع عن فرار المولوي الى ادلب السورية، فإن هذا المطلوب للعدالة اللبنانية لا يزال في مكان مجهول بعد نجاحه مع آخرين في الفرار من المخيم الشهر الماضي وعدم تأكيد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم وصول المولوي الى ادلب. وبحسب ما كشفه المسؤول الفلسطيني ان الاخير لا يزال في منطقة الشمال، وان الاجهزة الامنية تواصل تحرياتها لتوقيفه.

أما عن الزيارة التي كان ينوي الوزير السابق أشرف ريفي القيام بها الى المخيّم، فيؤكد ان الطلب قديم وان الزيارة كانت ستتم قبل فترة ولا علاقة لها بالتطورات الاخيرة على الساحة الداخلية.

في الخلاصة، يبدو ان “فتح” ومعها الفصائل الفلسطينية باتت واثقة من ان أكبر مخيّم للاجئين الفلسطينيين في لبنان لن يتحول مجدداً صندوق بريد او ساحة لتصفية الحسابات بعد الانتصار على المجموعات الارهابية في الجرود الصيف الفائت، وان الجهود المتواصلة للفصائل بالتعاون والتنسيق مع الاجهزة الامنية ستجنب المخيم وصيدا اي خضة امنية، من دون استبعاد المحاولات الاسرائيلية لزعزعة الاستقرار وكان آخرها احباط مخطط تخريبي في صيدا عبر متعامل مع الموساد الاسرائيلي.