Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر July 5, 2018
A A A
الموارنة في بعبدا: قمحة أم شعيرة..؟
الكاتب: نون - اللواء

زيارات رؤساء الأحزاب الموارنة إلى بعبدا تمّت على طريقة «أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي أبداً»، لأنها جاءت بعد فترة انقطاع بين الرئيس ميشال عون والقيادات المسيحية، قبل وبعد الانتخابات النيابية الأخيرة.
صحيح أن رئيس الجمهورية أصبح حكماً بين الأطراف السياسية، ولم يعد في تفاصيل الحوارات السياسية بين القوى والأحزاب المختلفة، ولكن الأصح أن دور الرئيس الحكم يتطلب منه التدخل لدى الأطراف الحزبية والسياسية، كلما وصل الحوار بينها إلى حائط مسدود، ويهدد بانعكاسات سلبية على الوضع الوطني برمته.
أصبح معروفاً أن محاولات الحوار بين حزب الرئيس والأحزاب الأخرى، وخاصة المسيحية منها، فشلت في تقريب وجهات النظر بينها، ولم تستطع تشكيل جبهة عريضة مع القوى الإسلامية الأخرى، لإطلاق مسيرة العهد على دروب الإصلاح والنجاح، حتى أوراق التفاهمات والتحالفات بين الوطني الحر والأحزاب الأخرى، بما فيها تفاهم معراب مع القوات اللبنانية، لم تفلح في ردم هوّة الخلافات المتزايدة مع فريق الرئيس الذي يقوده الوزير جبران باسيل، حول الأحجام السياسية التي أسفرت عنها الانتخابات الأخيرة، والحصص الوزارية في الحكومة العتيدة.
لم تنجح حوارات الرئيس المكلف سعد الحريري في تحقيق أي خرق يُذكر على صعيد التمثيل المسيحي، الذي يُصرّ الوزير باسيل على الإمساك بتفاصيله، والتفرّد بتوزيع الحصص الحقائب، بحجة أنه الطرف المسيحي الأقوى، وكتلته الأكثر عدداً بين الكتل النيابية المسيحية!
فكان لا بد من إحالة هذا الملف، بكل تعقيداته وتشعباته إلى المرجع المسيحي الأول في الدولة اللبنانية، خاصة وأن تياره السياسي وفريقه الوزاري، هو المتهم بعرقلة تأليف الحكومة العتيدة، وهو الذي يُصرّ على توزيع الحقائب الوزارية على الأحزاب المسيحية.
مع صعود القادة المسيحيين إلى بعبدا، تنفس الرئيس المكلف الصعداء، ومضى إلى إجازة يستحقها، بانتظار ما ستسفر عنه محادثات بعبدا من نتائج، على طريقة المثل اللبناني المعروف «قمحة أم شعيرة»!