Beirut weather 11.88 ° C
تاريخ النشر January 5, 2025
A A A
المهمة السعودية… ثوابت”الخماسية” والطائف
الكاتب: رواند بو ضرغم

كتبت رواند بو ضرغم في “لبنان الكبير”

وُضع الاستحقاق الرئاسي على سكة الجدية والنقاش المكثف، ولكن الطريق لم يبدُ ميّسراً باتجاه توافق على رئيس ما قبل التاسع من كانون الثاني.

حضر الأمير السعودي يزيد بن فرحان حاملاً معه مواصفات “الخماسية” رئاسياً وثوابت التزام الطائف. فتحدث الأمير يزيد أمام الثنائي المسيحي بالمباشر عن قائد الجيش جوزيف عون، فكان رفض رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قاطعاً، لأسباب عدّدها ومن ضمنها استحالة التعديل الدستوري، أما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع فحاول رمي المسؤولية على رفض الثنائي الشيعي، الا أنه اضطر الى الخوض في أسباب رفضه التي تدرجت من عدم إمكان التعامل معه والفريق المحيط به الذي يخوض معركته الرئاسية وصعوبة عقد تفاهمات معه بشأن المرحلة المقبلة في حال وصوله الى قصر بعبدا، بالاضافة الى تقديم جعجع للكثير من الخطوات الايجابية باتجاه عون من دون أي مقابل ايجابي.

وفي عين التينة، كان الطرح بالاشارات والرفض بتهذيب، إذ علم موقع “لبنان الكبير” من مصادر الثنائي أن الموفد السعودي لم يذكر اسم جوزيف عون خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، إنما أعطى اشارات وتلميحات عنه، استدعت رداً من الرئيس بري أن قائد الجيش بحاجة الى تعديل دستوري وغير متوافر.

وعلى المقلب السني، كان اللقاء وفق مصادر النواب السنة، من غير أسماء رئاسية، ما دفعهم الى السؤال المباشر عن أسماء مطروحة، ومنها عن المدير العام للأمن العام المكلف اللواء الياس البيسري، فكان الرد وفق المصادر أن الاسم لم يُطرح على الجانب السعودي ولم يتم تبنيه، وحتى القطري الذي طرح اسم البيسري لم يفاتح الجانب السعودي به، وكان التشديد على أن لا مشكلة بالشخصي مع البيسري ولكن الرئاسة أمر آخر، ففهم نواب السنة وفق المصادر لموقع “لبنان الكبير” أن البيسري غير مقبول سعودياً.

وبعيداً من التسميات، كان الموفد السعودي حاسماً بمواصفات الرئيس التي وضعتها “الخماسية”، وغير متساهلاً في ثابتة التزام الطائف.

وأضافت المصادر السنية وفق رأيها أن السعودية لن تدعم الدولة اللبنانية في حال كان الموقف رمادياً في الانتخاب، أي أن السعودية لن تسير في مبدأ غض النظر وعدم الممانعة.

وعن موقف النواب السنة في جلسة التاسع من كانون الثاني، قالت مصادر كتلة “الاعتدال” لموقع “لبنان الكبير” أن بوصلتهم سعودية ولن يحيدوا عن موافقتها.

هذه الزيارة السعودية خلطت الأوراق السياسية، وكثفت الحراك الرئاسي وجعلت المعركة أكثر شراسة. الا أن كل الأطراف مستمرة في معركتها حتى النهاية، ولا وضوح حتى اللحظة بالخريطة الانتخابية ومصير الرئاسة، بانتظار وصول الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الاثنين ولقائه الرئيس بري ليلاً. الا أن مصادر الثنائي الشيعي حاسمة بعدم مقاربة ملف رئاسة عون لتعذّر التعديل الدستوري، والى حين انتهاء ربع الساعة الأخير، يبقى سقف المعركة هو الوصول الى جلسة الخميس من غير انتاج رئيس.