Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر August 27, 2019
A A A
المنطقة ومعها لبنان أمام «وليمةِ نارٍ»
الكاتب: الراي

توحي التطوراتُ اللاهبةُ في الأيام القليلة الماضية وكأن المنطقةَ ومعها لبنان أمام «وليمةِ نارٍ» يصعب التكهّن بحجمها ومَداها، كما بات جلياً أن المنطقة صارت في قلب مرحلة جديدة من «التطاحن» على عتبة «الانفجار الكبير» المؤجَّل، في ظلّ إنفلاش المواجهة كـ«بقعة الزيت» ومحاولة ضمّ لبنان إلى سورية والعراق كساحاتٍ خلْفية للمُنازَلة المتعاظمة بين الولايات المتحدة وإيران، الأمر الذي رَفَع مستوى «ربْط الأحزمة» في بيروت تحسّباً لخطواتٍ غير محسوبة قد تُفْضي إلى خروج الأوضاع عن السيطرة.
وتتقاطع تقديراتُ الخبراء الذين يتابعون مجريات اللعب على حافة الهاوية في المنطقة عند الجزم بأنه لا يمكن الفصل بين ما جرى في سورية قبيل منتصف ليل السبت – الأحد وما حدَث فجر أول من أمس في الضاحية الجنوبية. وقد عبّر نصر الله بوضوح عن هذا الربط في اطلالته عصر الأحد إذ وَصَفَ الحدَثين بأنهما تطور «خطير جداً جداً جداً»، رَسَمَ حياله معادلةً مزدوجة عنوانها بمواجهة «المُسيَّرات» في سماء لبنان: سنُسْقِطُها، وبمواجهة «النقلة النوعية» التي شكّلها الاستهداف «القاتِل» لعناصره في سورية: سنردّ عبر لبنان وليقف الجيش الإسرائيلي على الحائط على «إجر ونص» ولينتظِرنا.
وكشفت معلومات خاصة لـ«الراي» عن أن الهجوم الإسرائيلي في عقربا جرى عبر صواريخ يزِن الواحد منها نحو طن من المتفجرات وهي استهدفت مزرعة تحوّلت مركزاً للقوات الحليفة لسورية، أي للقوات الإيرانية ومقاتلي «حزب الله»، وهو الهدف الذي يحوي مركزاً للطائرات المُسَيَّرة ويقع على بعد ما بين 10 إلى 15 كيلومتراً عن مطار دمشق.
وأشارت المعلومات إلى أن المنطقة المُسْتَهْدَفة تحوي مراكز عدة أصيب أحدها، ما أدى لمصرع مقاتليْن من «حزب الله» وجرح اثنين، أما الخسائر الإيرانية فغير معروفة تماماً رغم تقارير تحدثت عن سقوط قتلى.
ولم يكن ما حصل في ضاحية بيروت الجنوبية أقلّ وطأةً، رغم الغموض الذي يحوط بـ«العملية» التي يصعب الكشف عن تفاصيلها، خصوصاً في ظلّ توقف دوائر خبيرة عند ضعف الرواية عن أن الهدف كان مبنى وحدة العلاقات الإعلامية لـ«حزب الله»، «فالأمر لا يستوي من الناحية العسكرية بعدما تأكد أن لا وجود لأي شخصية ذات وزن في المبنى المذكور».
وعلى وقع هذه التطورات الصاخبة، بدا لبنان الرسمي وكأنه مُرْبك حيال المنزلق المباغت الذي جاء من خارج أجندة الطوارئ المالية – الاقتصادية التي كان منكبّاً عليها، رغم الالتقاء الجامع على اعتبار ما حصل في الضاحية الجنوبية «عدواناً إسرائيلياً وخرقاً للقرار 1701».