مع دخول الاسبوع الثاني بعد عملية «طوفان الاقصى» التي نفذتها حركة حماس والتي ادت الى الحاق هزيمة كبيرة بجيش العدو الاسرائيلي، تبدو المنطقة على فوهة بركان في ظل التطورات الميدانية المتدحرجة واستمرار العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة ومحاولة تهجير اكثر من مليون ونصف فلسطيني من القطاع في سياق مخطط شطب القضية الفلسطينية بدعم اميركي سافر.

حزب الله يضرب 6 مواقع اسرائيلية
وفيما واصلت الة الحرب الاسرائيلية تدمير غزة الممنهج وقتل المزيد من الاطفال والنساء في غزة، شهدت المنطقة الحدودية في الجنوب اللبناني بعد ظهر امس اشتباكات عنيفة بالصواريخ والمدفعية في منطقة مزارع شبعا بين قوات العدو الاسرائيلي والمقاومة. واعلن حزب الله مهاجمة وضرب ستة مواقع اسرائيلية في المنطقة محققا فيها اصابات مباشرة.

واعترف المتحدث باسم جيش العدو بوقوع خسائر بشرية في هذه المواقع من دون ان يحدد حجمها.

وذكرت معلومات امنية ان هناك عددا من القتلى والجرحى في صفوف الجنود الاسرائيلين بالاضافة الى خسائر في الاليات والمعدات العسكرية.

وادى القصف الاسرائيلي على المنطقة الى استشهاد مواطنين اثر اصابة منزلهما في شبعا بقذيفة.

فشل سياسة الاساطيل الاميركية: تحذير ايراني والسعودية تعلق محادثات التطبيع

ووفقا للتقارير والمعلومات التي اخذت تتكشف فان الادارة الاميركية فشلت في تامين غطاء عربي لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة الى مناطق حدودية في سيناء. ولم تنجح بعد ذلك في تسويق فكرة مبادلة فتح ممر انساني مقابل الافراج عن الاسرى الاسرائيليين لاعطاء فرصة للعدو الاسرائيلي للتعويض عن الهزيمة التي لحقت به ومحاولة اجتياح جزء من غزة لفرض شروط الحل.

وحسب الوقائع التي سجلت منذ اسبوع وحتى اليوم فان سياسة الاساطيل التي اتبعتها واشنطن بالتعاون مع بعض حلفائها الغربيين لفرض مثل هذا المخطط فشلت على كل المستويات .

وبعد الجولة التي قام بها وزير الخارجية الاميركي بلينكن الى الكيان الصهيوني والضفة الغربية والاردن وقطر والسعودية بدا المشهد على الشكل الاتي:

1 – تاكد للادارة الاميركية ان المضي في العدوان على غزة ومحاولة اقتحامها لتنفيذ مخطط نكبة ثانية للشعب الفلسطيني سيواجه برد حاسم وشامل من قبل محور المقاومة الذي حذر من ان استمرار العدوان على القطاع سيؤدي الى فتح الجبهات الاخرى.

ولعل ابرز تعبير عن هذا التحذير ما جاء على لسان وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان من بيروت خلال لقائه ممثل الامم المتحدة للسلام في الشرق الاوسط ويسلاند وتاكيده «ان اليوم هناك فرصة للحل السياسي وغدا سيكون قد فات الاوان».

2 – رفض عربي لمخطط تهجير الشعب الفلسطيني من غزة برز من خلال المواقف التي صدرت مؤخرا في عدد من العواصم العربية منها السعودية ومصر.

ومع تمادي العدو الاسرائيلي في تنفيذ حصاره ومجزرته بحق الشعب الفلسطيني في غزة اكد مصدر حكومي سعودي لوكالة ا .ف .ب الفرنسية تعليق المملكة العربية السعودية محادثات التطبيع مع اسرائيل.

وذكرت مصادر دبلوماسية ان السعودية اجرت اتصالات محورية مكثفة مع مصر والاردن وماليزيا للضغط من اجل وقف اطلاق النار، وان هذه الاتصالات ايضا ليست بعيدة عنها ايران بعد الاتصال المطول الذي جرى منذ ايام قليلة بين الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

3 – ابلغت مصر، رغم الضغوط والوعود التي اتبعت معها، انها لن تسمح بتهجير او تمرير مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة لتوطينهم في سيناء.

واكدت القيادة المصرية انها ترفض بشكل قاطع مثل هذا الطرح، وانها تشدد على فتح الممرات الانسانية لاغاثة الشعب الفلسطيني وليس لاخراجه وتهجيره من القطاع.

4 – اعلنت روسيا على لسان ممثلها في الامم المتحدة رفضها لاستمرار حصار غزة، واعدت مشروعا لمجلس الامن من اجل اقرار وقف اطلاق نار انساني فوري.

5 – طلبت الادارة الاميركية في ظل هذه الاجواء في اليومين الاخيرين من إسرائيل تاخير هجومها البري المزمع على غزة لتامين ممر انساني، غير ان هذا الطلب يندرج في اطار المناورة لحفظ ماء العدو الاسرائيلي الذي عجز بعد اسبوع عن التقدم شبرا واحدا باتجاه حدود غزة رغم الحملة التدميرية بالقصف الجوي والبري والبحري والحصار الكامل للقطاع.

مصدر لبناني لـ«الديار»: كل الاحتمالات مفتوحة
وفي قراءة للمشهد الحالي قال مصدر سياسي لبناني مطلع لـ «الديار» امس ان الوضع مفتوح على كل الاحتمالات خصوصا اذا ما استمر العدوان الاسرائيلي ومحاولة القيام بهجوم بري على غزة. واضاف ان الادارة الاميركية فشلت في اخذ اي موقف لبناني وغير لبناني بشان ما اعلنه البيت الابيض عن محاولة فصل ما يجري في غزة عن باقي المحاور والجبهات.

وكشف المصدر ان السفيرة الاميركية في لبنان في لقاءاتها مع المسؤولين اللبنانيين حاولت بلغة دبلوماسية نقل هذا الطلب الاميركي لكن الجواب اللبناني كان واضحا بان من يسأل عن هذا الوضع هو اسرائيل التي تتمادى في عدوانها واعتداءاتها واحتلالها لاراض لبنانية. ولم تتمكن السفيرة شيا من اخذ اي جواب حول ما يمكن ان يحصل لا سيما في ظل التطورات الميدانية.

عبد اللهيان: رد المقاومة سيغير خارطة الاراضي المحتلة
وفي ختام زيارته للبنان اكد وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي في السفارة الايرانية ان الاعلان عن ساعة الصفر في حال استمرار العدوان الاسرائيلي هو في يد المقاومة، وهي بامكانها القيام لوحدها باي اجراء تراه مناسبا.

وقال « ان امن لبنان مهم للجميع ولايران، ومن الممكن تصور اي احتمال بشان فتح جبهة جديدة بما يتناسب مع الظروف».

واضاف « ان قادة المقاومة متماسكون وهناك تنسيق عال بينهم، وقد حددوا جميع السيناريوهات ومستعدون لها ويدهم على الزناد».

وحذر الذي يدعمون اثارة الحروب الاسرائيلية انهم « سيلقون الرد الذي تريده المقاومة في المكان المناسب، وهذا الرد سيجعل الكيان الصهيوني والجميع يندمون وسيغير خارطة الاراضي المحتلة».

وقال اطلعت من السيد نصرالله على التطورات الميدانية للمقاومة في فلسطين ولبنان، واي خطوة سيقدم عليها حزب الله سينتج عنها زلزال كبير ضد اسرائيل.

وامس قال عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق « اننا لا نستغرب ولا نتفاجأ من حشد الاساطيل وحاملات الطائرات الاميركية لان اميركا ام الارهاب في العالم».

واضاف: « اننا في حزب الله لسنا من يخشى الاساطيل ولسنا من يهدد بحاملات الطائرات، وحزب الله سيكون حيث يجب ان يكون وسيفعل ما يجب ان يفعل وان حشدوا الاساطيل والمدمرات وسيكون الرد على اي عدوان اسرائيلي على لبنان سريعا وقاسيا».

التطورات الميدانية وضربات حزب الله
وعلى الصعيد الميداني شهدت المناطق الحدودية في القطاع الشرق بعد ظهر امس اشتباكات عنيفة، ونفذ حزب الله ضربات موجعة على خمس مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا في الوقت نفسه.

واعلن في بيان له ان المقاومة الاسلامية هاجمت مواقع الرادار، رويسات العلم، السماقة، زبدين، ورمثا بالصواريخ وقذائف الهاون واصابتها اصابات دقيقة ومباشرة.

واعلن لاحقا عن مهاجمة مركز إسرائيلي للمراقبة والرصد في بركة نقار في المزارع ايضا وتمت اصابته وتدمير جزء كبير منه.

ورد العدو بقصف عشوائي طاول منزلا في شبعا وادى الى استشهاد مواطنين باصابة منزلهما بقذيفة مباشرة.

وفي غزة واصل العدو قصفها المجنون والتدميري للمناطق والابنية المدنية ما ادى الى استشهاد العشرات وجرح المئات بينهم ٢٥ شهيدا ومئة جريح في مبنى عند شاطىء غزة.

وردت المقاومة بصليات من الصواريخ طالت العمق الاسرائيلي واستهدفت مطار بن غوريون وسيدروت وعسقلان.

من جهة اخرى جرى امس تشييع الصحافي الشهيد عصام العبدالله الذي استشهد باستهداف مباشر ومتعمد من العدو الاسرائيلي في علما الشعب بصاروخين ادى انفجارهما الى جرح عدد من الاعلاميين.

واوعزت وزارة الخارجية الى بعثة لبنان في الامم المتحدة لتقديم شكوى ضد اسرائيل، واصفة الاعتداء الاسرائيلي بانه جريمة موصوفة ضد حرية الرأي والاعلام وحقوق الانسان.