Beirut weather 26.41 ° C
تاريخ النشر June 10, 2024
A A A
الممر الشرفي
الكاتب: د. قصي الحسين

كتب د. قصي الحسين في “اللواء”:

القضية الفلسطينية، وكذلك القدس، وكذلك اليوم غزة، صارت جميعها الممر الشرفي لجميع القادة العرب، ولجميع المناضلين والمجاهدين، في بلاد العرب والمسلمين، وكذلك في أندية وأروقة البلدان العربية والإسلامية والغربية قاطبة.
تكاد لا تسمع رأيا ولا ترى موقفا، إلّا وتحضر القضية الفلسطينية، بقطاعها كلها: القدس والضفة وغزة وأراضي-1948.

لا تغيب شمس، ولا ينبلج صباح، ولا يحط ليل، ولا يطوى يوم، إلّا تستحضر فيه القضية الفلسطينية، بإعتبارها الممر الشرفي لكل القضايا الإنسانية ولكل القضايا النضالية والجهادية، بإعتبارها الممر الشرفي، لحقوق الإنسان ولكرامة الشعوب ولقضايا التحرر في العالم.
القضية الفلسطينية، برمزيتها، وبواقعيتها، بل بحقيقة ما تمثله وتجسّده، من مطلب عادل ومحق لشعب محتل ومنكوب، غدت اليوم الممر الشرفي، لها جميعا، حتى أنها باتت على ألسنة طلاب الجامعات، وعلى ألسنة طلاب المدارس، وعلى ألسنة جميع الهيئات والنقابات في العالم.
لا تستطيع إسرائيل، ولا نتنياهو، ولا سائر الجبابرة و الطغاة في الوطن المحتل، أن يخفوا الحقيقة الساطعة سطوع الشمس، أن جميع شعوب العالم، تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، وإلى جانب الشعب الفلسطيني، وإلى جانب السلطة الفلسطينية ومقاومتها، وإلى جانب الفصائل الفلسطينية، القديمة والجديدة، في موقفها المنادي برفع الظلم والإبادة، عن الشعب الفلسطيني، وتحرير أرضه ومدنه وقراه وقدس أقداسه، من رجس الإحتلال الإسرائيلي.
القضية الفلسطينية، قضية عربية، وقضية إسلامية، وقضية عالمية. وهي الممر الشرفي، لجميع الدول في العالم. هي الممر الشرفي، لجميع شعوب الأرض.
القضية الفلسطينية غدا، ستكون الممر الشرفي لجميع عمال المصانع، ولجميع عمال سكك الحديد، ولجميع عمال المطارات، ولجميع عمال الصناعات الثقيلة والخفيفة، بل حتى لجميع عمال الصناعات الحربية والبحرية والبرية والجوية.
لا نستغرب، أن يهبّ عمال النظافة والمزارعون ذات صباح، ويستنكفوا عن العمل، ويدخلوا في إضراب تحذيري، أو في إضراب مفتوح، حين يشعرون أن القضية الفلسطينية، هي الممر الشرفي والشرعي، لحقوقهم ولكرامتهم ولشرف حياتهم الوطنية والقومية والإجتماعية.
لا نستغرب ذات يوم، أن يهبّ الأطباء والممرضون وعمال المستشفيات، في جميع القطاعات الصحية، ويستنكفوا عن أعمالهم، لما يشاهدونه من جرائم تقشعر لها الأبدان داخل الوطن المحتل، وداخل الأراضي والمدن الفلسطينية التي تتعرض للإحتلال. فهم باتوا يشعرون أن القضية الفلسطينية، هي الممر الشرفي لعملهم الإنساني الذي رهنوا حياتهم وعلمهم من أجله.
لاحظوا معي، كيف بدأ يشعر الرئيس بايدن أن الهدنة في غزة، هي الممر الشرفي للإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية. فما بالكم إذا ما تعمّم هذا الشعور، على جميع أنواع الإنتخابات في العالم، من الإنتخابات البلدية والنقابية، حتى الإنتخابات الرئاسية.
يجب علينا، أن نعيد النظر فيما نكابده وفيما نحاوله وفيما نستشهد من أجله. فلماذا لا نجعل القدس ممرا شرفيا، ولا نجعل غزة الممر الشرفي، ولا نجعل وقف الإبادة الجماعية في غزة والقطاع، الممر الشرفي، لجميع هذه المسائل والقضايا التي تقوض بنياننا وبنيان العالم أجمع؟!
تعالوا لنناضل ونجاهد معا، من أجل أن تكون القضية الفلسطينية، هي الممر الشرفي والشرعي والشعبي، لجميع قضايانا، ولجميع قضايا العالم. فما مات حق ورائه مطالب.