Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر April 26, 2024
A A A
المكاري خلال مهرجان للرابطة السريانية في الذكرى الـ 109 لمجازر “سيفو”: نأمل ان تكون الصحوة المسيحية الأخيرة في الإعلام على ملف النزوح حقيقية

نظمت الرابطة السريانية مهرجانًا بعنوان “شعب بلا ذاكرة يموت” في الذكرى التاسعة بعد المئة لمجازر “سيفو”، في قاعة مطرانية مار يعقوب السروجي للسريان الارثوذكس – السبتية بمشاركة وزير الاعلام زياد المكاري الذي القى كلمة جاء فيها:

:”ما أشبهَ اليومَ بالأمسِ. نُحيي اليوم ذكرى مجازر سيفو، ونرى مسيحيي الشرق يتعرّضونَ للتهجيرِ والتنكيل، بسببِ سياساتٍ عالميّة لها رؤيتها الاستراتيجيّة لخلق شرق أوسط جديد. لكن مع الموت الذي نتعرض له، نؤمن أن الله ما زال يرسلنا في شرْقِنا، وفينا صلاح من صلاحه، وسلام من سلامه، وقوة من قوته، وأن الله سيد التاريخ يرعانا من فوق ويرعى كنيسته، وبناءً على إيمانِنا هذا نقول: نحنُ ملحُ هذه الأرض، ونحنُ خميرتُها ونورُها، “يَشتَدُّ علينا الضّيقُ من كلِّ جانِبٍ ولا نُسحَقُ، نَحَارُ ولا نَيأَسُ” (1قورنتس 8:4)، ونثِقُ بأنَّنا ننشُرُ منذ ألفي عام رسالةَ مسيحٍ غير مُتفاخِرٍ، غلبَ العالم على الرغمِ من فُقرِهِ، ومن جيشِهِ الصغير.”

اضاف: “كنا وسنبقى رسل المسيح. رسل الحرية. رسل محبة الآخر. ورسل الانفتاح على الآخر، نحن خلاصة ما بقي من المسيحيّة في الأرض. والمؤامرة علينا هي مؤامرة على هذا الشرق. ولعلّ ما كتبه الكاتب الكويتي أحمد الصرّاف تحت عنوان “أُخرجوا أيّها المسيحيون من أوطانِنا”، هو أبلغ توصيف لحقيقة مساهمات مسيحيي هذه الأرض بنهضتِها، ولمأساة المسيحيين في هذه الأرض، ولكن يبقى الأمل معقودًا على قديسينا، وما طوباوية أب التاريخ الماروني، البطريرك الإهدني اسطفان الدويهي، إلا رسالة إلهية تشد من عزيمتنا، وتؤكد أننا جذر غائر في أعماق تاريخ لبنان”.

تابع :”قد يبدو الاستنزاف الديموغرافي لمسيحيي الشرق كبيراً جداً، وقد يبدو الاستنزاف الديموغرافي لمسيحيي لبنان قوياً جداً، ولكن الاستنزاف السياسي أقوى. الأنا القاتلة أسقطت وهم الاتّفاق المسيحي ـ المسيحي، والتقاطعات المصلحيّة العابرة التي تحصل من حينٍ لآخر، تنفع للعرقلة والتعطيل أكثر ممّا تنفع للعمل والبناء، في وقت ينهار فيه البلد اقتصاديًا، وينزف بشريًا، ويَتمُّ ملء الفراغ اللبناني بنازحين سوريين حذّرنا من خطورتِهم منذ العام 2011 دون أن نجد آذاناً مصغية، ونأمل أن تكون الصحوة المسيحيّة الأخيرة، التي نراها في الإعلام ، على خطورة ملفّ النزوح السوري حقيقيّة، وتنمُّ عن إجراء مراجعات جديّة، تُبنى عليها الرهانات الحاليّة والمستقبليّة”.

وقال :”نعيش اليوم تداعيات السياسات والرهانات الخاطئة، والمصارحة الشاملة مع القوى المسيحيّة تقتضي أن نقول لها جميعاً كمسيحيين: “استيقظي”. لا أقول ذلكَ بغرضِ الانتقاد، بل أقولُ ذلك من باب الحريص والغَيور على مصلحة المسيحيين، ومن بابِ توجيهِ دعوة هادئة إلى التفكير العميق، وإلى قراءة اللحظة بشكل صحيح.”

ختم :”من هنا نحتاجُ إلى يقظَة مسيحيّة شاملة، تحمينا وتُدافع عن مشرقيتِنا المُنفتِحة، ولنبدأ بانتخاب رئيس حاضرُه لا يخجَل من ماضيه كما كان يقول غبطة البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير، رئيسٌ ينتظم معَهُ عمل المؤسسات. ويعمل على إعادة تكوين السلطة، وإعادة بناء الدولة التي تتهاوى على كلّ المستويات. والسؤال الذي لا بدّ من طرحِه ختاماً: هل من مصلحة المسيحيين أن يعيشوا في دولةٍ مقطوعة الرأس؟”.