Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر May 9, 2022
A A A
المقاومة تهدِّد بحربٍ كبرى: لا تجرّبونا
الكاتب: رجب المدهون - الأخبار

 

على وقع ارتفاع منسوب التوتُّر في الأراضي الفلسطينية، وتهديد العدو باغتيال قائد حركة «حماس» في غزة»، يحيى السنوار، على خلفية عملية «إلعاد» التي قُتل فيها ثلاثة مستوطنين، هدّدت فصائل المقاومة بردٍّ مزلزل، لن تقوم للاحتلال قائمة من بعده. ردٌّ لن يقتصر، بحسبها، على غزة والضفة والأراضي المحتلّة عام 48، بل ستشارك فيه أطراف إقليمية، بحيث تصبح معركة «سيف القدس» نزهة أمام ما يَنتظر العدو في الحرب الكبرى
فرضت المقاومة الفلسطينية معادلةً معقّدة أمام الاحتلال، بعدما لوّحت بحرب كبيرة، وعودة العمليات الاستشهادية في المدن المحتلّة عام 1948، وذلك في أعقاب ارتفاع منسوب التحريض على قائد حركة «حماس» في قطاع غزة، يحيى السنوار، خلال اليومين الماضيين، ودعوات أطراف إسرائيلية إلى اغتياله، على خلفية عملية «إلعاد» التي قتل فيها ثلاثة مستوطنين. وأجرت الفصائل الفلسطينية في غزة، خلال الأيام الماضية، مباحثات مع الوسطاء في شأن تطوّر الأحداث في الأراضي الفلسطينية وفي القطاع، إذ نقل الوسطاء إلى حكومة الاحتلال رسائل تدعوهم إلى ضرورة التهدئة في غزة، وإلى وقْف عمليات التحريض والتصعيد في مناطق الضفة المحتلّة والقدس، بحسب مصدر تحدث إلى «الأخبار». وكشف المصدر أن «حماس» أبلغت الوسطاء أنها ترصد التحريض الكبير التي يتعرّض له قائداها في غزة يحيى السنوار، وفي الضفة صالح العاروري، في الإعلام العبري، وحذّرت العدو، عبر هؤلاء، من الذهاب إلى خطوةٍ ستعني حرْق مدن ومراكز استراتيجية في الكيان برشقات صاروخية مكثّفة، بما لا يتخيّله جيش الاحتلال.
أما الأخطر بالنسبة إلى الاحتلال، فهو حديث الحركة عن عودتها إلى تنفيذ العمليات الفدائية الاستشهادية عبر الأحزمة الناسفة داخل المدن المحتلّة، في حال عاد هو إلى سياسة الاغتيالات في الداخل أو الخارج. ولم تكتفِ «حماس» بهذا التهديد، بل لمّحت، خلال المباحثات مع الوسطاء، إلى أن الحرب المقبلة لن تكون فيها غزة وحدها، بل ستشارك فيها أطراف إقليمية، وستكون حرباً متعدّدة الجبهات على دولة الاحتلال، بالإضافة إلى تحرّك الفلسطينيين في الضفة والداخل المحتلّ عام 1948.
حذّرت حركة «الجهاد الإسلامي» من أن «صواريخنا» ستسبق ردّ «القسام» على تل أبيب
وضمن استراتيجية «حماس» في وضع خطوط حمر أمام العدو، قال الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، أنه «في ضوء تهديدات العدو الجبان، فإنّنا نحذّر وننذر العدو وقيادته الفاشلة بأن المساس بالأخ المجاهد القائد يحيى السنوار أو أيّ من قادة المقاومة، هو إيذان بزلزال في المنطقة وبردّ غير مسبوق، وستكون معركة سيف القدس حدثاً عادياً مقارنة بما سيشاهده العدو، وسيكون من يأخذ هذا القرار قد كتب فصلاً كارثياً في تاريخ الكيان وارتكب حماقة سيدفع ثمنها غالياً بالدم والدمار».
وبعد هذه التهديدات، نقل الوسطاء إلى الحركة أن دولة الاحتلال لا ترغب في الذهاب إلى سيناريو اغتيال السنوار، إلّا أن استمرار توتُّر الأوضاع سيؤدّي إلى أن تبدأ الحرب المقبلة باستهدافه، وهو ما ردّت عليه «حماس» بالقول إن هذه ليست المرّة الأولى التي يُستهدَف فيها السنوار، إذ كانت هناك محاولات فاشلة للوصول إليه خلال معركة «سيف القدس» العام الماضي.
فلسطينياً، لاقى تحريض الاحتلال على اغتيال السنوار تفاعلاً كبيراً، إذ لم يقتصر التهديد على «حماس»، بل انسحب على كافة الفصائل، بما في ذلك «سرايا القدس» عبر إعلان القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، محمد شلح، من أن «صواريخنا» ستسبق ردّ «القسام» على تل أبيب. وخرجت مسيرات حاشدة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة التي يقطنها السنوار، دعماً له، بعد تهديدات الاحتلال باغتياله.