Beirut weather 16.88 ° C
تاريخ النشر March 8, 2023
A A A
المقاطعة المطلقة قد تزيد من قساوة الشغور
الكاتب: جو لحود - لبنان24

على وقع المزيد من الانهيارات في مختلف القطاعات المالية، التربوية، الصحية وغيرها من المجالات التي تشكل مصدراً لتأمين أبسط متطلبات العيش للمواطنين، تدخل البلاد في مرحلة جديدة من الشغور الرئاسي الذي تحوّل بحدّ ذاته الى معطّل ومانع أساسي لأي حراك ممكن على صعيد تحسين امور اللبنانيين والتخفيف من حدة الأزمة التي يعانون منها.

والمرحلة الجديدة المشار اليها، انطلقت مع اعلان قوى “الثامن من آذار” وتحديدا “حزب الله” وحركة أمل”، تبنيها لترشيح رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه، وذلك على الرغم من ان رئيس “المرده” ما زال حتى الساعة ينتظر اللحظة المناسبة لاظهار ترشحه بشكل رسميّ، اذ انه لن يرضى ان يدخل في لعبة سباقٍ تجريبية وهو الذي خاض تجربته السياسية منذ توقيع “اتفاق الطائف” الذي يرى فيه وفق ما عبّر في أكثر من مناسبة حاجة ملحّة للحفاظ على الاستقرار في لبنان، كما يرى ان الحاجة الملحّة ايضا تتمثل في ضرورة تطبيق هذا الاتفاق كاملاً قبل اي حديث عن تطويره او تبديله او الذهاب الى اي عقد جديد بين اللبنانيين من اي نوع كان.
اذاً، وعلى عكس ما يحاول ان يصوّر البعض، يلعب فرنجيه دوراً محوريا بطريقته واسلوبه الخاصين خلال هذه المرحلة الجديدة من الشغور الرئاسي، وذلك من خلال خلقه شبكة تواصل داخلية وخارجة في الوقت نفسه تهدف الى طمأنة الجميع دون اي استثناء بعيداً عن اي محاولات الغائية لم يرضاها لنفسه يوماً ولن يرضى ان يمارسها هو مع اي طرف كان.

وانطلاقا من هنا وحتى هذه الساعة لا تبدو معالم المرحلة الجديدة من الشغور الرئاسي واضحة بما يكفي، اذ ان مواقف قوى “الرابع عشر من أذار” بالاضافة الى مواقف التغييريين والمستقلين و”رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي” لم تتبلور بشكل جديّ ولم يعرف ما اذا كانت هذه الاطراف ستستمر في تجربة ترشيح رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض او غيره من الشخصيات او انها ستتعمد انتهاج مفهوم المعارضة المطلقة التي قد تزيد من قساوة الشغور على جميع اللبنانيين.

والأهم انه خلال هذه المرحلة الجديدة من الشغور الرئاسي، تحرص البطريركية المارونية على ان تكون آراؤها واضحة لا يمكن تأويلها كما لا يمكن اتخاذها درعاً من اي طرف لمحاولة محاربة او الغاء بعض الاطراف التي قد لا تعجبه.
وفي هذا الاطار، يؤكد مصدر مطلع لـ” لبنان 24″ ان ” بكركي مستمرة في محاولاتها الدائمة من أجل العمل على انهاء الشغور في سدة الرئاسة الاولى، والبطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الراعي يبذل جهدا كبيرا لمحاولة تجنيب البلاد المزيد من الصعوبات والانهيارات عبر وضع حدّ للمراوحة الحاصلة في الملف الرئاسي.وما يقوم به مطران ابرشية انطلياس أنطوان بو نجم يمكن اعتباره خطوة اساسية في هذا المجال بغض النظر عن النتيجة التي قد يصل اليها”.
ويضيف المرجع” منذ ما قبل بداية الشغور الرئاسي، اعلن البطريرك الراعي انه لن يدخل مطلقاً في لعبة التسيمات وهذه نقطة ايجابية تحتسب له، لكنه في الوقت نفسه عبّر في أكثر من مناسبة عن رضاه او عدم رضاه بشكل مباشر اوغير مباشر على بعض الأسماء التي طرحت امامه.
وفي هذا السياق، لا بد من التذكير انه خلال احدى المقابلات التلفزيونية سئل البطريرك الراعي عن رأيه بامكانية وصول الوزير سليمان فرنجيه الى سدة الرئاسة الأولى، فلم يبد اي اعتراض او ممانعة.
لذلك، وامام الكم الهائل من التهويل الاعلامي ومن محاولة نزع صفة الميثاقية عن فرنجيه، قد يكون من المفيد ان تصارح بكركي اللبنانيين بشكل واضح ومعلّل لا يحمل اي التباس، فتخبرهم ان كانت توافق او تعترض على انتخاب رئيس “المرده” رئيساً للجمهورية اللبنانية.