تساءل المفتي الشيخ حسن شريفة، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الصفا في بيروت، “هل ان الدول الخارجية أدرى بصالحنا اكثر منا، وهل التزامات المسؤولين تجاه هذا الوطن وشعبه تحتاج الى دعم او ضغط خارجي، وهل نحن نعيش في ترف وبحبوحة اقتصادية واجتماعية لا تدعونا الى الاستعجال والعمل؟”.
وقال: “الخلاصة الوحيدة التي يمكن استنتاجها ان هذه الطبقة الحاكمة لا تريد العمل على حلول ولا ترى ان الواقع مأزوم”، محذرا من “انفجار اجتماعي نتيجة الكلام الجدي عن انتهاء احتياطي مصرف لبنان للدعم”.
واستغرب شريفة “الاستخفاف بالتعاطي مع الأزمة المأساوية التي نعيشها واللحظة المصيرية التي نمر بها، دون الارتقاء الى مستوى المسؤولية التاريخية التي يتطلبها واجبنا الديني والوطني والأخلاقي”.
وقال: “نحن نراهن على الخارج لمساعدتنا ومعالجة قضايانا السياسية والاقتصادية المتردية، ونلوم الغير اذا لم يلتفت الينا، لكننا لم نسأل أنفسنا يوما كمسؤولين ومؤتمنين على مصير شعبنا، كيف ساعدنا أنفسنا، وماذا قدمنا من خطوات عملية ملموسة في سبيل صيانة الوطن وحفظ رسالته وحماية إنسانه؟”.
وأضاف: “نحن لا نرى سوى مزيد من مراكمة المشكلات، حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه من الواقع البائس، حيث الصورة السياسية قاتمة والصورة الاقتصادية والمالية كارثية، لدرجة أننا بتنا ننهش بجسد الوطن واحتياطه الإلزامي وسط تعطيل كلي للدورة الاقتصادية للبلد وغياب أرصدته المادية والمعنوية فيما الامتيازات موجودة نحن امام خطر اقتصادي حقيقي. يتكلمون عن ترشيد الدعم واين الترشيد؟ واين الدعم؟ ولماذا دائما هناك استثناءات ومحسوبيات؟ لماذا بعض الامتيازات تبقى مقدسة غير قابلة للمس؟”.
وختم: “آن الأوان لوقفة تاريخية مسؤولة تضع لبنان على سكة الانقاذ الحقيقي بعيدا من شد الحبال والمكابرة وعض الأصابع”.