Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر July 25, 2023
A A A
المفتي دريان ليس غاضبا.. وهذا ما يريده من النواب السنة!
الكاتب: غسان ريفي - سفير الشمال

تختلف النظرة حول المشهد السني في مجلس النواب، بين من يعتبره إنقساما يعكس تشرذما يُضعف موقف الطائفة في الاستحقاقات الأساسية، وبين من يراه تنوعا يشكل مصدر غنى، خصوصا أن الطائفة السنية وبعد إنكفاء قياداتها الأساسية عن الترشح للانتخابات النيابية، مارست قناعاتها في صناديق الاقتراع التي أفضت الى تغيير أكثرية النواب السنة الذين لم يعد لديهم كتلة كبيرة تجمعهم على غرار كتلة المستقبل في المجالس الماضية، بل كتل صغيرة أو نواب منفردين مستقلين.
هناك 15 نائبا سنيا ينضوون ضمن تكتلات نيابية هي:
ـ تكتل الاعتدال الوطني، ويضم النواب: أحمد الخير، وليد البعريني، محمد سليمان، عبدالعزيز الصمد، ويشارك معهم النائبان نبيل بدر وعماد الحوت.
ـ تكتل التوافق الوطني، ويضم النواب: فيصل كرامي، طه ناجي، عدنان طرابلسي، حسن مراد ومحمد يحيى.
ـ كتلة التجدد، وتضم النائبان: أشرف ريفي وفؤاد مخزومي.
وكتلة تحالف النائبين أسامة سعد وعبدالرحمن البزري.
أما النواب الـ 12 الباقين، فهم إما ينضوون ضمن كتل نيابية كبيرة أمثال: قاسم هاشم (كتلة التنمية والتحرير) ينال الصلح ومحمد الحجيري (كتلة الوفاء للمقاومة) بلال عبدالله (اللقاء الديمقراطي)، أو يعتبرون أنفسهم في عداد التغييريين وهم النواب: إبراهيم منيمنة، ياسين ياسين، وضاح الصادق وحليمة قعقور، أو منفردين لديهم خياراتهم السياسية المستقلة أمثال النواب: جهاد الصمد، كريم كبارة إيهاب مطر وبلال الحشيمي.
مع كل جلسة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية كانت الأنظار تتجه نحو تصويت النواب السنة الذين ينقسمون الى إتجاهات مختلفة، سواء بالالتزام السياسي الكامل، لا سيما أولئك المنضويين ضمن تكتلات نيابية وهم يمثلون الأكثرية، أو لجهة خيارات النواب الآخرين من تغييريين ومستقلين وعددهم 8 نواب.
في 24 أيلول من العام 2022، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان النواب السنة الى إجتماع عام حضره 24 نائبا، وغاب عنه النواب منيمنة وسعد وقعقور، وصدر توصيات عن الاجتماع تضمنت مواصفات رئيس الجمهورية وذلك قبل الدخول في الشغور الرئاسي الذي بدأ إعتبارا من 31 تشرين الأول 2022.
ومنذ ذلك الحين، والمفتي دريان يعتمد الآية الكريمة “وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين” خصوصا أن دريان يدرك أن ليس باستطاعة دار الفتوى أن تشكل سلطة على النواب السنة، وهو لا يريد للدار أن تلعب هذا الدور إنطلاقا من إيمانه بأهمية التنوع القائم، لكن ذلك لا يمنع أن يكون هناك نوعا من التفاهم حول قواسم مشتركة يعزز من الحضور السني في مجلس النواب.
في رسالة العام الهجري الجديد أعاد المفتي دريان تذكير النواب بالتوصيات، الأمر الذي قرأته وسائل إعلام عدة بأنه غضب أو إمتعاض من قبل المفتي تجاه النواب السنة، وبنت على هذه القراءة الكثير من التحليلات التي دحضت مصادر في دار الفتوى مضمونها لـ”سفير الشمال”، حيث أكدت أن “المفتي دريان ليس غاضبا وليس ممتعضا من أحد إنما يسعى الى تذكير النواب بما قد سلف، خصوصا أن كل منهم ينفذ هذه التوصيات من منظاره السياسي، فيما المطلوب محاولة لتوحيد الرؤية وتبسيط الأمور”.
تحتفظ دار الفتوى بحياديتها، فهي على مسافة واحدة من المرشحين لرئاسة الجمهورية، ولا تقبل أن تكون مع هذا المرشح أو ذاك، لكن ما يعنيها هو أن يكون هناك حدا أدنى من توحيد الرؤية لدى النواب السنة خصوصا في الاستحقاقات الكبرى ومن بينها رئاسة الجمهورية، وإذا كان المفتي دريان يدرك أن هناك نوابا يلتزمون بالتصويت حسب توجهات تكتلاتهم النيابية، فإن هناك ثمانية نواب قد يشكلون “بيضة القبان” في أي جلسة إنتخابية مقبلة في حال بلغوا الحد الأدنى من توحيد الرؤية.
وفي هذا الاطار، علمت “سفير الشمال” أن لا دعوة سريعة للنواب السنة للاجتماع في دار الفتوى، كما لا نية لدى النواب بتجميع بعضهم البعض لعقد إجتماع مع المفتي دريان، لكن ذلك لا يمنع من توجيهه الدعوة للنواب السنة في وقت لاحق للاجتماع تحت مظلة دار الفتوى، ربما عندما تبدأ الطبخة الرئاسية بالنضوج.