Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر June 19, 2023
A A A
المطران مظلوم: معركة الرئاسة معركة كل لبنان
الكاتب: زينة طباره - الأنباء الكويتية

رأى النائب العام البطريركي المطران سمير مظلوم، ان موقف البطريرك بشارة الراعي من الاستحقاق الرئاسي، غير قابل للتفسير والتأويل، خصوصا لجهة دعوته النواب الى احترام الدستور والمهل، وتقديم مصلحة لبنان على المصالح الشخصية والحزبية، خصوصا انه ما عاد باستطاعة الشعب ان يتحمل نتائج الأزمات التي وضع فيها، علما أن المسؤولية الأولى والأكبر لانتخاب رئيس للبلاد، تقع على عاتق مجلس النواب انطلاقا من كونه المؤتمن الأول على انجاز هذا الاستحقاق وفقا لما يقتضيه الدستور، ولما تقتضيه المهل والأعراف.

ولفت مظلوم في تصريح لـ«الأنباء»، الى أن كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري للمطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار خلال لقائهما معه في 9 يونيو الفائت، بأنه يفضل حوارا بين الفرقاء اللبنانيين يدعو اليه البطريرك الراعي، قد يكون موضع دراسة وبحث في بكركي بناء على الظروف والامكانيات المحيطة بالعملية الانتخابية، سيما وان بكركي تجمع ولا تفرق بين اللبنانيين، شرط ان يكون أولا حوارا وطنيا جامعا بنوايا صافية وصادقة للخروج من الأزمة، وثانيا قصير المدى لتفادي إطالة عمر الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، معتبرا من جهة ثانية ان أي حوار بين اللبنانيين وان كان مكثفا وسريعا، يجب ألا يكون فقط للاتفاق على مواصفات الرئيس العتيد، انما أيضا على برنامج الحكومة التي سترافقه خلال عهده، وعلى مدى استعداد الكتل النيابية للتعاون معه في سبيل تسديد مساره على رأس الجمهورية.

وردا على سؤال حول موقع بكركي بين مرشح المعارضة جهاد ازعور، ومرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، اكد مظلوم ان بكركي لا ولم ولن تدخل، لا في لعبة الأسماء، ولا في تفضيل مرشح على آخر، لا بل تعتبر كل ماروني كفئا وجديرا بتحمل هذه المسؤولية، وتتوافر فيه المواصفات المطلوبة التي تخوله قيادة السفينة اللبنانية، ويتفق عليه اللبنانيين، هو مرشح طبيعي، مؤكدا أن معركة الرئاسة ليست معركة بكركي، انما هي معركة كل لبنان، لاسيما الكتل النيابية المنتخبة من الشعب، والمدعوة لخوضها من منطلق صرف وطني، بعيدا عن الحسابات الحزبية والشخصية الضيقة.

وعما إذا كان الحل في ظل الانقسامات العامودية الراهنة، بانتظار كلمة السر من القوى الإقليمية والدولية، اعرب مظلوم عن أسف بكركي لكون القضايا اللبنانية على اختلاف أنواعها وتعقيداتها، أصبحت قيد التداول الدولي لمساعدة لبنان على انهائها والخروج من النفق، معتبرا بالتالي انه بناء على مشهدية الانقسام العامودي المقيت بين اللبنانيين، فان أي مساعدة لانتخاب رئيس للجمهورية، أيا يكن مصدرها الدولي، مرحب بها من قبل بكركي وكل اللبنانيين، مؤكدا من جهة ثانية ان أي مساعدة دولية على حل الازمة، لا تمس سيادة لبنان التي لم تعد موجودة أساسا نتيجة المحنة التي اوصلتنا اليها النزاعات والصراعات الداخلية.

وختم مظلوم مشيرا إلى أن التوصية الوحيدة التي تضعها بكركي في عهدة مجلس النواب رئيسا وكتل ومستقلين، هي انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن، والانطلاق لانتشال لبنان من ازماته المتعددة والمتشعبة التي اسقطوها عليه، والتي حملت اللبنانيين الى الهجرة جماعيا خوفا من مصير اسود، ولابد بالتالي من وعي ضمير المسؤولين، بانه ما عاد باستطاعة لبنان ان يتحمل المزيد من الازمات بدءا بالشغور الرئاسي، مرورا بالانهيار الاقتصادي والنقدي، وصولا الى التدهور الاجتماعي وما اكثر تشعباته.