Beirut weather 31.32 ° C
تاريخ النشر May 30, 2018
A A A
المطران مطر: نحن وطن الشراكة المسيحية الإسلامية

رعى رئيس أساقفة بيروت ولي الحكمة المطران بولس مطر، حفل إفطار جامعة قدامى الحكمة- كليمنصو الرمضاني الرابع والعشرين، في فندق “فور سيزنس”، وشارك فيه ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب محمد خواجه، ممثل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري النائب نزيه نجم، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان المفتش العام للأوقاف الإسلامية الشيخ حسن مرعب، ووزراء ونواب حاليون وسابقون، وممثلو قيادات روحية وسياسية وقضائية ونقابية وعسكرية وأمنية وهيئات إجتماعية وبلدية.
والقى المطران مطر كلمة قال فيها: “لما كنا في الأزهر الشريف، نشارك لأربع مرات في مؤتمرات حول الإسلام وحقيقته، فرحنا جدا بهذه اللقاءات بين الأئمة وأهل العلم والتقوى، وأخذنا الشيء الكثير مما يجعلنا متفائلين في المستقبل، إن شاء الله. سمعنا كلاما أثلج صدرنا حول دستور الدولة الإسلامية الأولى في المدينة. جاء في دستورها أن المسيحيين مثل المسلمين ومعهم في السراء والضراء. هذا ورد في دستور الدولة الإسلامية الأولى. ونحن على يقين أن ذلك الزمان هو زمان ملزم لجميع المؤمنين. ونحن اليوم وبفرح كبير، نلتقي في هذا اللقاء الرمضاني الجامع الذي لا مثيل له إلا في لبنان وفي مصر، والحمد لله”.
أضاف: “لكن في لبنان أصبح قاعدة حياة، نحن وطن الشراكة المسيحية الإسلامية، شراكة العيش الواحد الكريم، شراكة المصير والمحبة. قيل عن لبنان الشيء الكثير خلال الأحداث، إنه بلد ضعيف، بلد ربما غير قابل للحياة. لكن الأحداث في نهاياتها، أظهرت أن لبنان هو حجر الزاوية في بناء المستقبل العربي الكبير. في العالم العربي، مفروض علينا جميعا، أن يبقل أحدنا الآخر. وقال مفكر يوما: هناك هواء لكل الصدور. نحن أهل شعوب يجمعها الإيمان ويجمعها المصير الواحد، مسيحيين ومسلمين من كل الطوائف. الطائفة شيء والدين شيء آخر. الدين موحد، الطائفة مذهب. ذهب مذهبا وأعطى رأيا وفكرا. لكن هذا لا يغير الإسلام ولا يغير المسيحية. نحن ملتزمون بعضنا ببعض. هذا الوطن أثبت أنه وطن متين لأن أهله مترابطون، لأن أهله متحابون، لأن أهله يحتفلون بأعيادهم معا. الأضحى والفطر السعيد والقيامة المجيدة والميلاد المجيد. نحن نعيد معا ونفرح فرحا واحدا ونغتم غما واحدا ولنا مثير واحد. هذا ما تعلمناه من أبائنا وأجدادنا، وهذا ما علمته الحكمة والمقاصد. هنأت الرئيس المقاصدي الجديد وقلت له كان لي طالب في الحكمة اسمه الدكتور أكرم سنو. فقال لي هذا قريبي. هذه هي الحكمة وهذه هي المقاصد. مدرستان عريقتان مع غيرهما من المدارس في خدمة لبنان. خدمة لبنان الواحد، بتميزه وتنوعه. وهذا التنوع غنى، إنما التنوع يدل على الوحدة أيضا. يجب أن نكون وطنا واحدا حتى نكون متنوعين، وإلا إذا سقطت الوحدة لم يعد هناك مجال لأي تنوع بل تفسخ وإنقسام. فلندرك هذا إدراكا تاما. عندئذ نشكر الله على كل نعمه التي نزلت علينا في لبنان ، بأن نكون مجتمعا متنوعا وموحدا في آن معا”.
وتابع: “نشكر مشاركتم في هذا إفطار الحكمة الرمضاني فردا فردا. نشكر حضوركم وتمثيلكم للقيادات الروحية والوطنية الكبيرة في لبنان. نشكر نواب بيروت الأحباء، نواب العاصمة والمناطق ونهنئهم ونسأل الله لهم التوفيق في جمع الكلمة حول مصلحة لبنان. طبعا لكل رأيه، وهذا أمر مطلوب ومرغوب به، لكننا لسنا معفيين أبدا من محبة بعضنا بعض، مهما كانت الظروف. الرأي المتنوع لا يعفي من محبة وود. هكذا نفهم الحرية، حرية البناء، حرية التعالي عن الصغائر، حرية أن نكون مرضيين عند الله تعالى. إذا كنت حرا والله غير راض عني، فقدت حريتي”.
وختم: “رضي الله عنكم جميعا، وأوصلنا وأوصلكم إلى العيد، نفرح به ويعطينا أملا لهذه الأمة كلها، لوحدتها وتصالحها. من صميم القلب أدعو الله عز وجل، أن يقبل صومكم وأن يقبل جهادكم في سبيل ترويض النفس. ان يقبل صلاتكم وزهدكم. أن يقبل كل ما تعانون ما تقبلون في هذا الشهر الفضيل، من أجل تجديد الإيمان والرجاء والمحبة في الأمة كلها. وصلاتي من أجل تقارب الناس بعضهم من بعض وأن نصل إلى المصالحة الكاملة الشاملة بين أبناء الدين الواحد والوطن الوحد والأمة الواحدة. هذه أدعيتي من صميم القلب. وهذه أدعيتكم، أيضا. وفقنا الله في هذا السبيل، نسلكه بنعمته تعالى، وهو سميع مجيب”.