Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر April 15, 2022
A A A
المطران سويف في يوم الجمعة العظيمة: الكبرياء دمّر وطناً دُعي أن يكون رسالة للمحبّة واللّقاء والحريّة
<
>


ترأس رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية، المطران يوسف سويف “رتبة سجدة الصليب” لمناسبة يوم الجمعة العظيمة في كنيسة ما مارون في طرابلس.

الرتبة التي حضرها المؤمنون من مختلف رعايا الأبرشية، تخللها زياح لنعش المسيح في بعض شوارع مدينة طرابلس حيث طاف المؤمنون خلف الصليب وحيث ارتفعت أصوات التراتيل الخاصة لمناسبة يوم الجمعة العظيمة.

وخلال الرتبة وبعد قراءة الأناجيل الأربعة، توجه المطران سويف الى المؤمنين مؤكدا أن “ساعة الصليب توّجت أزمنة دهريّة بدأت بعد سقطة آدم الأوّل التي ولّدت حزناً عميقاً في قلب الله الخالق الآب المملوء مراحم. وبدأ على إثرِها تاريخ العهد الذي دوّن في العهد القديم وصايا وشرائع ونبوءات على حجارة وصفحات من الوحي، وفي العهد الجديد في قلوب لحميّة لمسها الحبّ الإلهي فانفتحت عليه وتاقت أن تتّحد به لأنّها آمنت بالكلمة المتجسّد الذي تضامن مع بشريّتنا المتألّمة. تألّم لأجلها وشفى جراحاتها وارتفع على الصليب ورفعها معه الى الآب وأسلم الروح فأعطاها الحياة الجديدة بالموت والقيامة.
ما أروعها ساعةً، فيها يكتشف الإنسان في تاريخه الخاص أن له ساعةً حيث يتحقّق اللّقاء وتتمّ الولادة الجديدة بالماء والروح ويصبح من قوافل مَن حملوا الصليب وشهدوا للحبّ الإلهي الذي يحرّر البشريّة من عبوديّة الموت.

وأضاف “يومُ الجمعةِ هذا، هو دعوةٌ لنقرأ حياتنا أمام حقيقة الصليب الموجِعة والمعزّيةِ في آنٍ، نفحص ضميرنا، ونرجع الى عمق أعماقنا، كأفرادٍ وكنيسة ومجتمع إنساني. فكيف نسمح بالإنقسام والتشرذم وتشويه الإنسجام الكوني من جرّاء الكبرياء والأنانيّة وحبّ الذات؟ ألم تفكّك الأنانيّة العائلة والرعية والمجتمع؟ ألم يدمّر الكبرياء وطناً دُعي أن يكون رسالة للمحبّة واللّقاء والحريّة ونشر قِيَم السلام؟

وقال سويف: “أمامك أيّها المسيح المرفوع على الصليب، نتوق للشفاء ونتطلّع للحياة الجديدة. فبنعمة الصليب نخلع ثوب آدم القديم ونتمنطق بوشاح الحياة الجديدة كأبناء الله الأحرار.
أمامك أيّها المصلوب، نتوب كلصّ اليمين ونصرخ: أن اذكرني في ملكوتك، أنت هو الحبّ اللامتناهي، وينبوع الغفران الذي لا ينضب”.