Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر January 29, 2022
A A A
المشاركة في الإنتخابات: إستعادة المبادرة السنّية
الكاتب: نون - اللواء

كما توقعنا قبل يومين، فقد خرج الشارع السنّي من واقع إنعدام الوزن والإرباك الذي ساد إثر إعلان الرئيس سعد الحريري إنسحابه من الساحة السياسية، وتعليق نشاط تيار المستقبل، ودعوته مناصريه والسياسيين المتعاونين معه تجميد نشاطهم السياسي، وعدم خوض الانتخابات المقبلة.

أولى خطوات إستعادة المبادرة اللقاء الذي تم بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في السراي أمس، وما أعقبه من لقاء ثلاثي ضمهما مع الرئيس فؤاد السنيورة بعد صلاة الجمعة في الجامع العمري الكبير، والذي يمكن إعتباره بداية لسلسلة من المشاورات والإجتماعات لقيادات الطائفة وفعاليتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية، تحت مظلة دار الفتوى، وبرعاية مباشرة من مفتي الجمهورية وبحضور رؤساء الحكومات السابقين .

لا أحد يقلل من دقة المرحلة، وتعقيدات الأوضاع الداخلية في البلد، فضلاً عن تداعيات حالة الإحباط السائدة في الشارع السنّي منذ فترة، والمضاعفات الإجتماعية والمعيشية التي تحيط بالبيئة السنية نتيجةً الإنهيارات المتتالية في البلد.

ولكن مسارعة المرجعتين الروحية والسياسية إلى الإعلان أمس عن المشاركة في الإنتخابات، وضعت حداً للتكهنات والإشاعات المغرضة التي روّجت لمقاطعة سنّية مزعومة للإنتخابات على خلفية ما ورد في كلمة سعد الحريري الوداعية، حول دعوة تيار المستقبل ومناصريه الحذو حذوه في تعليق النشاط السياسي، وعدم الترشح أو المشاركة في الإنتخابات.

دروس المقاطعة المسيحية للإنتخابات في عام ١٩٩٢، حاضرة دائماً في ذاكرة الفعاليات الإسلامية السنّية، التي أجمعت على ضرورة الحضور الإنتخابي المكثف، ترشيحاً وإقتراعاً، حفاظاً على موقع وعلى دور هذا المكوِّن الأساسي في المعادلة الوطنية، القائمة على التوازنات الطائفية.

وجاء إعلان بهاء الحريري، في كلمته المتلفزة أمس، التزامه بمتابعة نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والحرص على المشاركة في جهود دعم الدولة وإسترداد سيادتها، ليكمل مشهد إستعادة المبادرة السنّية بأسرع مما توقع الطامعون بتقاسم الكعكة الإنتخابية السنّية.