Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر October 13, 2016
A A A
“المرديون” لعون: إلى ملعب الديموقراطية!
الكاتب: lebanon 24

 
يتصرف العونيون على قاعدة أنّ موعد 31 تشرين الأول صار “مقدساً” من شأنه أن يجترح معجزة الرئاسة ويحمل الجنرال ميشال عون الى القصر. كل المؤشرات تزيدهم ثقة بالنفس وبما ستحمله الأيام القليلة المقبلة، وذلك وفق السيناريو الآتي:
– سيعود سعد الحريري من الرياض وفي جعبته مزيد من الضمانات بأنّ استدارته تجاه الرابية محمية بمظلة ملكية، حتى لو كانت غير مرئية. وسيسهل عليه تالياً الوقوف على منبره ليعلن تبنيه ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وسيقطع الشك باليقين عندما سينزل في 31 الجاري الى البرلمان ليضع اسم الجنرال في الصندوقة الخشبية.

– عندها سيتحول التأييد “المستقلبي” لصالح رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” الى أمر واقع لا يمكن تجاوزه، لتصير الكرة في ملعب الحلفاء، أي الرئيس نبيه بري ووالنائب سليمان فرنجية اللذين ستحملهما براغماتيهما، كما يعتقد العونيون الى رفع قبعتهما للتفاهم الحاصل وركوب القطار الرئاسي الذي سينطلق من الرابية الى بعبدا.

هكذا سيسهل على الجنرال سؤال الرئيس بري عن ماهية التفاهم الذي يرضيه ليكون شريكاً في “العرس الرئاسي”، كما سيفعلها مع ابن زغرتا تحضيراً لجلسة 31 تشرين الاول، لتكون جلسة احتفالية أكثر منها انتخابية.

الى الآن، يبدو السيناريو وردياً، لا يحتاج الا لبضع لمسات ليتحول الى واقع مرئي وملموس. ولكن بنظر المتحفظين عليه، هو أكثر تعقيداً وصعوبة مما يعتقد أصحابه.

يكفي أن يخرج سليمان فرنجية من عين التينة بعد لقائه الرئيس بري ليعلن أنه متمسك بترشيحه حتى لو لم يبق الا نائب واحد مؤيد له، كي يُفهم أنّ الطريق الى بعبدا لا تزال محفوفة بالمطبات.

يقول المتحمسون لزعيم “تيار المردة” إنّ الأخير لا يتقصد زرع الألغام المفجرة للمبادرة الافتراضية لسعد الحريري، بقدر ما يريد أن يمنح الاستحقاق نفحة ديموقراطية كي لا تتحول الجلسة الانتخابية الى فولكلور شكلي يأخذ من رصيد ميشال عون ولا يعطيه، ولتكن اللعبة ديموقراطية الى أقصى الحدود طالما أنّ الهامش متاح للبنانيين كي لا يتأثروا بالعوامل الخارجية.

ويعتبرون أنّ لا شيء يحول دون نزول الجنرال الى الجلسة في هذه الظروف بالذات، حيث يغيب الاجماع عن انتخابه، طالما هو واثق من تأييد القوى التي أبلغته أنها ستقف الى جانبه، حيث يفترض أن في جيبه أغلبية نيابية فيها ما يكفي من الميثاقية التي تسمح بانتخابه رئيساً.

وبالتالي من المحتمل أن يكون فرنجية الخاسر من هذه المواجهة الديموقراطية، وهو مع ذلك مستعد لخوض هذه المنازلة، فلماذا يرفض الجنرال فعلها والاصرار على سحب ترشيح زعيم تيار “المردة”؟

يضيف هؤلاء إنّ اصرار العونيين على أخذ الاستحقاق الى مدار التسوية فيه تقليل من شأن الجنرال، كونه بنى كل مؤسسته الفكرية على مبدأ احترام الديموقراطية، فلتكن اذا جلسة انتخابية بكل معنى الكلمة وليكن النصر حليف الأقوى، إذ يفترض بالعونيين أن يتحمّسوا لهذا المسار لأنه يسمح للعهد الرئاسي أن ينطلق بقوة اذا ما كانت أسسه ديموقراطية انتخابية لا تشوبها شائبة التسويات والصفقات، أسوة بالاتهامات التي تنال من التفاهم الذي عقده الوزير جبران باسيل مع نادر الحريري، ليثبت ميشال عون أن رئاسته احترمت ارادة النواب والقوى السياسية، ولم تأت نتيجة تدخل خارجي أو فرض من جانب “حزب الله” على حلفائه. ولذا من المستغرب، كما يقول هؤلاء ان يصار الى رفض اقتراح التنافس امام الصندوقة الانتخابية.

أضف الى ذلك، يعتبر المتحمسون لفرنجية أنّه من الطبيعي ألا يتخلى الرجل عن ترشيحه طالما أنّه لم يتعرض لأي فيتو اقليمي، كما أنّ القوى المؤيدة له لم تعلن عكس ذلك ولم تتمنَ عليه الانحساب، كما أنه نجح في مراكمة الايجابيات طوال هذه الفترة للمحافظة على ترشيحه. فلماذا يرمي هذه الورقة في سلة المهملات؟

ولهذا فهو مقتنع بأنّه من الأفضل تهيئة النفوس لجلسة انتخابية حقيقية لا تعبئة النفوس والسعي إلى إقناع الرأي العام بما استحال اقناعهم به طوال سنتين ونصف.