Beirut weather 20.77 ° C
تاريخ النشر March 18, 2024
A A A
المرتضى من طرابلس: المدينة تقاوم بحيوية ابنائها وتسعى لتغيير واقعها

رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، ضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية، احتفالية علمية لتطوير محيط معرض رشيد كرامي الدولي واحياء مطار القليعات، وذلك في جامعة بيروت العربية فرع طرابلس في الميناء، بحضور رئيس بلدية طرابلس رياض يمق والقائم بأعمال بلديتي الميناء والقلمون ايمان الرافعي ومدير جامعة بيروت العربية فرع طرابلس هاني شعراني وحشد من الاساتذة واهالي الطلاب المشاركين.

وقال: “طرابلس، يدعوني عنوان هذا المؤتمر إلى التفكر معكم بصوت عال، في الدور الحقيقي الذي ينبغي للجامعات أن تلعبه، بعيدا من التلقين الأكاديمي البحت الذي يتزود من خلاله الطلاب بالمعارف النظرية والتطبيقية في اختصاصاتهم، تمهيدا لدخولهم معتركات العمل”.

اضاف: “إني كثيرا ما أرى أن اقتصار النشاط الجامعي على هذا المنحى التعليمي فقط يجعل الجامعة مدرسة أخرى، وإن أعلى رتبة من مدارس المرحلة الثانوية. ولم أتردد في القطع جازما بأن على الجامعات كلها، لكي تستحق اسمها هذا، أن تصير مراكز بحوث معمقة في المجالات كافة، ومختبرات للتجارب، ومساحات لأسئلة لا تنتهي، مبنية على الشك في السائد المتعارف عليه، أو حتى الثابت يقينيا، توصلا إلى الإبداع في العلوم والفنون، في الطبيعيات والإنسانيات على السواء”.

وتابع: “ان المعضلة الأولى التي تمليها الحضارة على الأجيال كافة تدور حول نقطة التغيير: كيف نغير. وما من سبيل إلى ذلك إلا بالابتكار الذي هو حصيلة السؤال، في أجوبة تأتي على وفق قوانين العلوم وأخلاقيات القيم. ونحمد الله على وجود جامعات في لبنان، في طليعتها جامعة بيروت العربية، التي كان لي شرف التدريس فيها، تدرب طلابها على المنطق البحثي، وعلى محاولات تغيير السائد في مختلف ميادين حياتهم، وتحديثه لبنيان غد أفضل، لهم وللوطن”.

وقال: “لعل المبادرة “التنافسية” التي نحتفي بها اليوم، واحدة من صلب مناهج المنطق البحثي، لأنها انطلقت من معاينة الطلاب واقعا مؤلما يكتنف منشآت اقتصادية هامة في منطقتهم، فتباروا إلى ابتكار رؤى ومشاريع كفيلة بتحديثها”.

اضاف: “أعرف أن هذا الأمر يستدعي إلى ألسنة كثيرة أسئلة مريرة عن الدولة ودورها في إهمال مرافقها أو في حمايتها وتشغيلها. والجواب عندي أن المجتمع المدني الذي تسهم الجامعات في بنائه، فردا فردا وجماعة جماعة، هو الذي تعول عليه السلطة أصلا لبناء نفسها ودورها ومنشآتها. فأصحاب الاختصاص، أكانوا في السلطة أم خارجها، مسؤولون عن تقديم الخطط كما لو أنهم أصحاب المرفق شخصيا. فالمرفأ بيت كل طرابلسي بل لبناني، ومعرض رشيد كرامي الدولي كذلك، ومطار رينيه معوض في القليعات أيضا. أو هكذا يجب علينا، دولة ومجتمعا مدنيا سليما غير مرتبط بأجندات خارجية، أن ننظر إلى واقع حياتنا”.

وتابع: “لا أكتمكم أن واحدا من أهم العوامل التي دفعتني، كوزير للثقافة، إلى الثقة بنجاح فعالية “طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024″، هو هذه الحيوية التي يتمتع بها مجتمعها المدني، والتي تعوض كثيرا من الإهمال الرسمي المزمن بحق المدينة ومقدراتها الإنسانية والثقافية والاقتصادية. ففي الوقت الذي يمعن العدو الصهيوني فيه قتلا وتدميرا في غزة والجنوب، ها هي طرابلس تقاومه بالمبادرات العلمية التطويرية، وبالأمل والعمل، المزروعين في نفوس أبنائها ثقافة حياة، قوامها رفض الواقع والسعي إلى تغييره مع التشبث بالقيم والعيش الواحد وإرادة الصمود حتى تجاوز المصاعب والمصائب، مهما كان مصدرها”.

وختم: “يبقى أن نرجو لهذا الصرح الجامعي العريق، الثابت في أساسات العروبة منذ أوائل عهدها الجميل، أن يظل على الدوام قائما بفعل التطوير والتغيير، بجهود ادارته وعلى رأسها الأخ العزيز الدكتور هاني شعراني ونخبة الأساتذة العاملين فيه والطلاب المنتسبين إليه”.

وأكد عضو مجلس بلدية زغرتا اهدن المهندس غسان طيون “اهمية المواءمة بين التعليم الاكاديمي والمبادرات المهنية او العملانية”، مثمنا “خطوة الوزير مرتضى في مدينة طرابلس وما يقوم به من مواءمة فعليه”، املا “تحقيق كل الاهداف التي املها ويأملها الوزير المرتضى”.

أما رئيس بلدية طرابلس فأشار الى “الحاجة الملحة للعمل في المدينة التي تعاني من الاهمال”، مشيرا الى “مساوئ ما نفذ في منطقه نهر ابو علي”، مشددا على “ضرورة ازالة السقف الباطوني وتلافي التجاوزات والمخالفات والعمل بمثابرة واصرار على اعادة احياء وسط المدينة وما يعرف بحوض نهر ابو علي”.