Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر December 5, 2020
A A A
المراوحة مُستمرّة والسباق بين الانفراج والانفجار
الكاتب: محمد علوش - الديار

بعد غياب غير مُعلن عن الساحة اللبنانية، عاد الفرنسيون إلى تنفيذ مشروعهم في لبنان من باب المؤتمر الدولي للمساعدة الذي كانت نتيجته الخطابات التي تحمل عدة رسائل وفي كل الإتجاهات، والتي تراها مصادر سياسية مطّلعة «رسائل تحمل بعض الإيجابية» قد تُترجم في وقت قريب، وتشير المصادر إلى أن هدف المؤتمر لم يكن «المساعدة» بقدر ما هو تثبيت النفوذ الفرنسي، لافتة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعاد التذكير بأن له اليد الطولى في الملف اللبناني، وأن القادم من الأيام سيثبت ذلك.

لا حلّ في لبنان قبل تشكيل الحكومة التي يريدها الفرنسيون، وإلى ذلك الحين ستبقى الأزمات تعصف بالبلد دون كسره، وستبقى الازمة المالية تُخيف اللبنانيين ولا تميتهم من الجوع، ولعل هذا الامر كان أبرز ما أكده خطاب ماكرون والمؤتمر الذي عُقد في باريس، ولكن ماذا يعني ذلك؟

بالنسبة إلى المصادر، فإن الفرنسيين الذي اقتنعوا في مرحلة ما قبل الإنتخابات الاميركيـة بأن خطتهم في لبنان تعرقلت ولن تستمر في ظل قرار أميركي صارم يمنع تحقق أبرز بنودها، وهو المتعلق بمشاركة حزب الله في الحكومة عبر وجوه «بعيدة»، فضلوا التـمهل وعدم الدخول في مواجهات لا تفيدهم، وهكذا كان، ومع وصول الرئيس سعد الحريري إلى سدة التكليف، أبلغه الفرنسي بأنه لن يتمكن من دعم جهوده بالتأليف وأن الحريري سيجد نفسه بين مرّين، أميركي عربي، وداخلي، لذلك كانت النصيحة الفرنسية له بالتمهّل أيضاً.

وتشير المصادر إلى أن مرحلة التمهل لم تشمل الفرنسيين والرئيس المكلف فقط، بل شملت الفريق الشيعي أيضاً الذي غاب لأسابيع عن «السمع» ولم يُبادر، لأن الجميع كان يعلم بأن المرحلة لم تكن مرحلة تشكيل حكومة.

اليوم اختلف الحال، فبعد الإنتخابات الأميركية لن يكون كما قبلها، ومع وصول جو بايدن إلى سدّة الحكم شعر الفرنسي ببعض الراحة، لأن كل المعطيات تشير إلى أن الاميركيين برئاسة بايدن لن يعرقلوا خطة عمل الفرنسيين، وتكشف المصادر أن ماكرون تقصّد تأجيل المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان اكثر من مرة لأن المطلوب منه تحقيق نتائج معينة وإرسال رسائل معينة ولم يكن ينفع انعقاده قبل.

وتؤكد المصادر أن الرئيس الفرنسي الذي نصح الحريري بعدم تقديم تشكيلة أمر واقع، ينوي زيارة لبنان قبل نهاية العام، وهو سيحمل خلال زيارته عناوين العمل للمرحلة المقبلة، حيث سيكون اكثر راحة بطرحه، وستكون الإدارة الاميركية إلى جانبه ضمن شروط معقولة طبعاً، وهذه الإدارة لن تتدخل في تفاصيل الملف اللبناني، خاصة بمراحل عملها الأولى، كون الملفات التي بانتظارها على مستوى المنطقة أكبر من الملف اللبناني.

إن كل هذا لا يعني، بحسب المصادر، أن الحكومة ستولد سريعاً، ولا يعني أن الحكومة ستولد قبل انتقال الإدارة الاميركية الى يد بايدن، وبخاصة أن هناك من يعمل على نشر الفوضى لا الحلول، ولبنان إحدى تلك الساحات المعرضة لتكون مكاناً للفوضى.

وتكشف المصادر أن خطر الإغتيالات والاعمـال الأمنية التي تطرق اليه اجتماع المجلس الأعلى للدفاع لم يكن وليد اليوم، بـل بدأ هذا الخطر في اليوم الثاني لـصدور نتـائـج الإنتخابات الاميركية، أي منـذ حـوالى 3 أسابيع، مشيرة إلى أن كل الإيجابيات التي يتوقعها الفرنسي قد تسقط بحال سقط الاستقرار الامني، لذلك يمكن القول أن هذا الشهر سيكون حاسماً، فإما تنفجر وإما تنفرج، والكل في سباق مع الزمن، والسؤال هو من يصل أولاً.