Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر January 26, 2020
A A A
المخاوف الأمنيّة والإجتماعيّة تُقلق الناس.. وأجواء عـن مرحلة صعبة
الكاتب: فادي عيد - الديار

تعرب أوساط سياسية مطلعة، عن اعتقادها بأن الساحة الداخلية لم تزل حتى الآن عرضة لتلقّف كل التطورات أكان على المستوى الداخلي أو الخارجي، وبالتالي، لوحظ أن الإصطفافات السياسية باتت على قاب قوسين من العودة إلى حقبة العام 2005، يوم حصل انقسام داخلي هو الأخطر والأبرز في لبنان بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وبمعنى آخر، ثمة معلومات عن توجّه لإيجاد معارضة لمواجهة الحكومة الحالية، على الرغم من الصعوبات التي تعتريها، ولا سيما العودة إلى مرحلة 14 آذار، وهذا ما أشار إليه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، عندما استبعد هذا الخيار، ولكن من يتابع ويواكب سيد المختارة، يتبيّن له أنه يهادن الحكومات كما العهود في بداياتها، ولكنه سرعان ما ينقضّ عليها من خلال معارضة شرسة، وإن أعطى هذه الحكومة فرصة نظراً للظروف والأوضاع الإقتصادية الصعبة».
وتشير الاوساط الى ان المرحلة الراهنة يشوبها الكثير من الضبابية والقلق في آن، نظراً للتطورات الداخلية المتمثّلة بالتصعيد السياسي والأحداث الأمنية ومرشحة للتفاعل على ضوء ما حصل في بعض المناطق في العاصمة وخارجها، إلى الشأن الإقليمي المأزوم على خلفية ما يحصل في العراق من تطورات وتظاهرات وأحداث، وذلك قد يكون بطريقة أو أخرى له تداعياته وانعكاساته على الساحة اللبنانية في ظل الشبه من خلال التطورات السياسية والأمنية بين البلدين، مع فارق أن هنالك أحداث وقتلى وجرحى يسقطون في العراق. لذا، يرتقب ومن خلال الأجواء المتأتية من أكثر من طرف سياسي، أن تنشط المعالجات لضبط الساحة السياسية والتي انطلقت من خلال لقاءات أمنية لبعض الأجهزة وكبار المسؤولين اللبنانيين وبتوجهات من السلطة السياسية بغية السيطرة على الشارع وعدم تفلّته وخروجه عن السيطرة، ولكن وفي موازاة ذلك، فإن قرار المنتفضين لمواجهة السلطة لا يؤشّر إلى أي استكانة أو تراجع، بل انهم وبحسب مصادرهم يتحضرون لسلسلة خطوات وأهداف سيقوم بها الناشطون في قطاعات ومرافق للدولة، وربما أكثر من ذلك، مع استمرار حراك الشارع، خصوصاً بعد عمليات القمع والإعتداءات التي تعرضوا لها، بالمقابل هناك صعوبة بدت واضحة من أجل إحداث صدمة إيجابية من قبل هذه الحكومة في الشارع، على اعتبار أن الإنهيار المالي والإقتصادي وتدهور أوضاع الناس إجتماعياً ومعيشياً لن يُحلّ في وقت قريب، بل يحتاج إلى جهود وربما إلى مرحلة تتخطى الأشهر، وهذا ما لم يقبل به الناس المأزومون على كافة الأصعدة، وبناء عليه تتوقع المصادر نفسها، وجراء ما يحصل على الأرض، فإن البلد أمام ظروف إستثنائية بالغة الدقة على اعتبار أن كل الإحتمالات واردة في ظل هذه التراكمات الهائلة.