Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 14, 2023
A A A
المحامي جبور لمناسبة يوم القدس العالمي: سنقاوم بالسيفِ والحَرفِ وبكُلِّ ما أوتِينَا من قُوّة، ليَعُودَ لأرضِ فلسطين الطّاهِرَةِ حَقُّها مَنَ الغاصِبين


اكد منسق لجنة المحامين في “المرده” الأستاذ جميل جبور اننا أخذنا من قادتنا شعلة النّور والإيمان، الإيمان بأنّ وطننا دائمًا على حق والحقّ يعلو ولا يُعلى عليه، وأنّ كلّ كيانٍ غاشِم نهايتُهُ الزوال والتّاريخ خير الشّاهدين.
كلام جبور جاء خلال مشاركته في “المنبر النقابي العمالي المقاوم” الذي أقامه في بنهران – الكورة قسم النقابات والعمال في حزب الله في طرابلس وشمال لبنان لمناسبة يوم القدس العالمي.
وقد جاء في كلمة المحامي جبور:
عيونُنا إليكِ ترحلُ كُلّ يوم،
ومن غيرُكِ يا زهرةَ المدائنِ قادرٌ على أن يأسُرَ أبصارَنا، أشعارَنا، ويَجعلُها في باحاتِ مساجدكِ راكعةً تُصَلّي على أنغامِ أجراسِ كنائسكِ، إليكِ يا مدينةَ المدائن، إليكِ أيّتها الطّاهرة نكتب ونعبّر ونصرخ بأعلى أصواتِنا لنقولَ للعالمَ أجمع أنّكِ حُرّةٌ رُغم كُلُّ القيود، حُرّةٌ رُغم أنفِ الصّهيونيّ الحَقود.
وُلِدنا على هذه الأرض لنكون أحرارًا أبدَ الدّهر، تَجَرّعنا الحريّة مع حليبِ أمّهاتنا فثُرنا على كلّ غاصِب ومحتلّ، لم نشأ أن تنحَني جباهُنا يومًا سوى للخالقِ، هكذا كنّا وهكذا سنبقى، متمرّدون ثائرون على نهجِ المقاومة.
أخذنا من قادتنا شعلة النّور والإيمان، الإيمان بأنّ وطننا دائمًا على حق والحقّ يعلو ولا يُعلى عليه، وأنّ كلّ كيانٍ غاشِم نهايتُهُ الزوال والتّاريخ خير الشّاهدين.
يُشرفني أن استذكرَ اليوم، مِن هذا المنبرِ الشريف، تاريخًا مشرّفًا مِنَ النّضالِ بالسّيفِ والرصاص، بالروحِ والكلمةِ الحقّ، بوجهِ الطُغيانِ أَنّى كان، المُقاوِمُ البطل “حميد فرنجية”، الذي أفنى عُمرَهُ في الدّعوةِ للوحدةِ العربيّةِ في وجهِ الكيانِ الغاصب، واعتَلى مِنبَرَ الأُمَمِ المتحدةِ دفاعًا عن القضيّةِ الفلسطينيةِ مشددًا بعدم وجودِ أحدٍ جَدّيٍ في لُبنانَ لا يُفكرُ في اسرائيلَ بِوَصْفِها عدوٌ متآمر.
إسرائيل، هذا السرطانُ الخبيثُ الذي يَنخُرُ في عظامِ الأمّةِ على مهل، والسّرطان مُنتَهٍ لا مَحالة له.
بِمُقاوَمَتِنا نُداوي كُلَّ جِراحِ الأمة، بالمُقاومةِ نَحيا، ونَستعِيدُ كُلَّ شبرٍ سُلِبَ من أَراضِينا، بالمُقَاوَمَةِ نَستَعِيدُ أَمجادَنا وأَمجادَ قَادَتِنا ونُعَبّدُ الطّرِيقَ لأولادِنا وأَحفادِنا، كي يَصرُخَ الجَمِيعُ بصوتٍ واحدٍ صادِحّ إلى أبَدِ الآبدينَ: فِلسطينُ عَربيّةٌ وستبقى.
في اليومِ العالميِّ للقدس، نَؤكِدُ أمامَ العالَمِ أَجمع، أنهُ لا سلامَ مع مَن احِتَلَ أرضَنا ودنس أماكِنَنا المُقَدَسَة ، لَن نَعترِفَ بِهم لو اِعتَرَفَ الجميعُ ولَن يَبقَى في أرضِنَا الطاهرةِ دَنَسٌ من بَنِي صُهيون.
فلسطينُ يا أرضَ الأطهار، يا مَنشَأ المسيحِ يا مَنبَعَ المَحبَّةِ والتَسامُح، يا أرضَ كُلِّ الأنبياء، نُقسِمُ لكِ أننا باقُونَ على الوَعدِ والعَهدِ، مُقاوِمُونَ، بالسيفِ والحَرفِ وبكُلِّ ما أوتِينَا من قُوّة، ليَعُودَ لأرضِكِ الطّاهِرَةِ حَقُّها مَنَ الغاصِبين.
إنَّنا هُنا، اليومَ نَقابيونَ ومَحامون، مواطِنونَ أحرار، لِنقولَ لكِ يا قُدسُ أنكِ مَحفورَةٌ في القلبِ والوجدان، نَحنُ أبناءُ لبنان، أبناءُ المَرَدَةِ المُتَمَرِدَةِ على الظُلمِ والطُغيان، أبناءُ أولئك الذينَ أبَوا الانصياعَ للاحتلالِ بِكُلِّ أشكالِهِ، حُلَفاءُ المُقاوَمَةِ الذينَ زَرَعوا بينَنا بُذورَ الحُريَّةِ والإرادَةِ الصَّلبة، الذينَ حَرَروا جَنوبَنا بدماءِ أبطالِهم ورَفَعوا راياتِ النصرِ في كُلِ مَعارِكهم مع العَدو، الذينَ لنا مَعَهُم في التاريخِ حِكايات.
ختامًا، مُقاوَمَتُنا لا تَعرِفُ الاستسلام ، والعَدوُّ سيندحِر، هذا وَعدُ اللهِ ووَعدُ اللهِ حَقّ، باقونَ على العَهدِ يَدًا بيدً بِوجهِ كُلِ الكيانات الغاصبة ، نَحوَ إعلاءِ كَلِمَةِ الحَقّ، نَحوَ إعادَةِ الأرضِ لأصحابِها، وسَنَبذُلُ في سَبيلِ ذلكَ الروحَ والجَسد، سَنُحارِبُ معًا ايمانًا وعَقيدَة ، لأنَنا لَسنا دُعاةَ مَناصِب، فَكُلُّ المَناصِبِ أمامَ القَضيةِ الكُبرى واهِنَة، كُلُّ الأمورِ أمامَ القُدسِ وقُدسِيَّتِها واهِنة، هكذا كُنا وهكذا سَنَبقى مَعَكُم لأننا ما عَهِدناكُم إلا أوفياءَ وما كانَ وَعدُكُم الا الوَعدُ الصَادِقُ فنَحنُ واياكُم نَقابيونَ، مُقاوِمُون نَحوَ القُدسِ سائرون.
عِشتُم، عاشَت فِلَسطِينُ حُرَةً عَرَبيّةً لا تَعرَفُ الهَوان، وعاشَ لُبنانُنا بِمُقاوَمَتِهِ بأمان.