أعلنت شركة “دويتشه بان”، المشغّلة للقطارات في المانيا، اليوم، أنّها توصّلت إلى اتفاق مع نقابة سائقي القطارات الألمانية GDL لتقليص أسبوع العمل بالنسبة للسائقين، لتسدل الستار على خلاف بدأ قبل شهور وأدى إلى إضرابات في أنحاء البلاد.

وقال مدير الموارد البشرية لدى “دويتشه بان” مارتن سيلر، في مؤتمر صحافي: “كان طريقاً صعباً… لكن في النهاية، تمكّنا من التوصّل إلى تسوية ذكية”.

واعتبارا من العام 2026، سيتم خفض أسبوع العمل العادي تدريجيّاً من 38 ساعة ليصل إلى 35 ساعة بحلول العام 2029 وبرواتب كاملة.

لكن سيكون لدى سائقي القطارات خيار العمل لساعات أكثر تصل إلى 40 ساعة أسبوعيّاً إذا رغبوا بذلك، بزيادة بنسبة 2,7 في المئة تضاف إلى رواتبهم عن كل ساعة إضافية.

وقال سيلر: “يمكن لزملائنا اتّخاذ القرار بأنفسهم بشأن ساعات العمل الأسبوعية التي تناسبهم وتناسب أسلوب حياتهم أكثر”.

ووصف الحل بأنّه “عصري” وسيدخل “المرونة” في المهنة في وقت تعاني ألمانيا من نقص في العمالة الماهرة.

وفي إطار الاتفاق، سيحصل العمال أيضاً على زيادة في أجورهم قدرها 420 يورو (455 دولارا) شهريا على مرحلتين، ودفعة واحدة قدرها 2850 يورو للمساعدة في تعويض التضخم.

يطوي الاتفاق صفحة النزاع بين الشركة المشغلة للقطارات ونقابة GDL والذي أدى إلى ست جولات إضرابات منذ تشرين الثاني 2023 وتسبب باضطرابات في السفر بالنسبة لآلاف الركاب واضطراب حركة الشحن.

وقال رئيس GDL كلاوس فيسلسكي في مؤتمر صحافي: “نجحنا… نأسف لتأثر الركاب إلى هذا الحد بإضراباتنا”. وأضاف: “ما كان ينبغي على هذا النزاع أن يكون طويلاً وصعباً هكذا”.

ويسري الاتفاق حتى نهاية العام 2025 واستبعد الطرفان تنفيذ أي إضرابات إضافية لنحو عامين.

شهدت ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، إضرابات في مختلف القطاعات في الأشهر الأخيرة، شملت الطيران والنقل العام والخدمة المدنية ومتاجر السوبرماركت.

ويطالب العمال بزيادة أجورهم للتعامل مع تراجع القدرة الشرائية بعد التضخم الذي أعقب الغزو الروسي لأوكرانيا ووباء كوفيد.

وفاقمت الإضرابات قتامة المشهد الاقتصادي في ألمانيا حيث سجّل الاقتصاد انكماشاً نسبته 0,3 في المئة في 2023.

ويتوقّع أن يُحقّق انتعاشاً متواضعاً هذا العام.

وأعلنت “دويتشه بان” التي بلغ صافي خسائرها 2,35 مليار يورو في 2023 أن إضرابات العام الماضي وحده كلّفت حوالي 200 مليون يورو.