Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر April 26, 2023
A A A
اللواء ابراهيم : شركة “MEA” كطائر الفينيق تنهض دوما من تحت رمادها وتحلّق شامخة

كرم رئيس مجلس ادارة شركة “طيران الشرق الاوسط” محمد الحوت اللواء عباس ابراهيم بحفل في مركز التدريب والمؤتمرات في الادارة العامة لطيران “الشرق الاوسط” في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، حضرته شخصيات عسكرية واعلامية.

وقال اللواء ابراهيم: بداية، أشكر حضوركم الاستثنائي اليوم، إذ أنني أعتبر أنَ هذا الحضور هو تكريم بحد ذاته لنا جميعا”.

أضاف: “عام 1945، كان العام الذي انطلقت فيه هذه المؤسسة الرائدة في عهد رئيس الحكومة آنذاك صائب بك سلام – رحمه الله. لهذه المؤسسة حكايات مع التحدي لا تنتهي. هذا التحدي لطالما ارتبط بالظروف التي رافقت بدايات انطلاق المؤسسة، اذ شكل عام 1948 عصرا جديدا للمنطقةِ برمتِها، حيث كانت شركة “الميدل ايست” للطيران في بداية مسيرتها”.

وتابع: “كان التحدي الأكبر عندما أجبرت الشركة على التوقف عن الطيران لفترات طويلة إبان الحرب الاهلية ما بين 1973 و1990، وتلك واحدة من إحدى إنعكاسات أزمات المنطقة على لبنان، عنيت بها فلسطين وقضيتها. لكنها أبدا كطائر الفينيق، تنهض المؤسسة دوما من تحت رمادها، فعادت شركة “طيران الشرق الأوسط” تحلّق شامخة، حاملة أرزات لبنان العتيقة على أجنحتها، حتى بتنا لا نعلم هل الارزة هي التي تمد الطائرات بالقوة أم أن الطائرات تحلق بالارزة في سماءِ العالم”.

وأردف: “لقد أثير جدل واسع حول هذه المؤسسة وطبيعتها: هل هي شركة عامة أم خاصة. وللتوصيف تبعات. وأمام هذا الجدل كان لرئيس مجلس إدارِتها الأم الاستاذ محمد الحوت، موقف أقل ما يقال فيه إنه اتسم بالجرأة وحُسن الرؤية، إذ أصرَّ أن يلبِس لباس الخاص لا العام. وسيشهد التاريخ أن هذه الجرأة هي التي حمت الشركة من شر الانهيار، ناهيكم عما كان يمكن أن يترتّب على شركة عامة من تبعات لن نغوص فيها في ظل الازمة المالية التي مرت بها”.

وقال: “ما زلت أذكر المهمة الاولى التي تمّ تكليفي بها من قبل قائد الجيش اللبناني آنذاك، العماد جان قهوجي، بهدفِ معالجة إضراب الطيارين في الشركة – وكان في ذلك الوقت نقيب الطيارين هو الكابتن محمد حوماني. وقد تمت معالجة الأزمة بنجاحٍ بعد المفاوضات وكان جليا فيها حرص الطرفين، الشركة والطيارين على الوصول الى حل يرضي الاثنين معاً، الامر الذي كان عاملا مهما في إنجاح مهمتنا”.

اضاف: “غير أن المهمة الأصعب التي واجهتها الشركة هي خلال الأزمة التي شهدتها سوريا منذ بداية العام 2012 وتحديداً عند اشتداد المعارك العسكرية فيها. وجد الاستاذ محمد الحوت نفسَه أمام خيارات بشعة جدا. فقد امتنعت شركات الطيران عن التحليق فوق سوريا لأسباب أمنية تتعلق بسلامة الطيران والمسافرين، فكانت الخيارات محدودة جداً، إما الامتناع عن الطيران فوق الأراضي السورية مِما سيرتب تداعيات عدة وإما اتخاذ القرار الصعب والاستمرار في الطيران فوق الاجواء السورية، وفي الأمر مجازفة كبيرة ومسؤولية أكبر”.

وتابع: “بعد زياراتنا المتكررة الى سوريا والحصول على ضمانات أكيدة بإمكانية التحليق ضمن أجوائها، هنا كلمة حق تقال، أخذ الاستاذ محمد الحوت على عاتقه هذه المسؤولية مقررا استمرار طيران “الشرق الاوسط” بالتحليق فوق الاراضي السورية. وهنا أريد أن أذكر أن أحدا من المسؤولين لم يجرُؤ على تبني هذا القرار. ولا بد من التنويه هنا، بأن هذا القرار الذي اتسم بالجرأة والمخاطرة، كان من ضمن الاسباب الرئيسية في نجاح الشركة واستمرارها ووصولها الى ما وصلت اليه اليوم”.

واردف: “لست هنا لأعدد انجازات الشركة، ولكن وبكل فخر أقول ان القاعة التي تستضيفنا اليوم ومركز التدريب التابع للشركة هما ضمن لائحة القاعات الاهم في المنطقة وفي العالم إذ يستوفيان الشروط العالمية لسلامة الطيران، وهذا أمر نفتخر به. إضافةً الى ذلك، وليست ضمن آخر الانجازات، يتم تشييد على بعدِ أمتار، مبانٍ جديدة ضمن خطة عزم وتصميم ورؤية ليست بِبعيدةٍ عن هذه المؤسسة”.

وختم: “أشكر الصديق الاستاذ محمد الحوت على كل ما قُمتم وتقومون به لحماية هذه الشركة الوطنية العظيمة في ظل كل الظروف الصعبة التي تحيط بنا، وكل ذلك بفضل الحكمةِ والحرصِ والايمان، هذه الصفات التي لطالما افتقدناها في الكثير من مؤسساتنا”.

الحوت

بدوره، قال الحوت: “يسرني الترحيب بكم اليوم في شركة طيران الشرق الاوسط، وأنا ألاحظ هذا التنوع في الحشد الكبير الذي لبى الدعوة لتكريم اللواء عباس ابراهيم، التنوع في التوجهات السياسية من اقصى الشرق الى اقصى الغرب، الكل أجمعوا على محبة اللواء ابراهيم”.

اضاف: “نطرح السؤال: لما نقيم حفل تكريم على شرف شخصية محددة؟ لاحظنا بأن اللواء عباس ابراهيم يحظى بتكريم تلو الآخر، لأنه زرع المحبة في قلوب الناس، ويحاول الناس أن يردوا له بعض الوفاء وشكره على كل الخدمات التي قدمها. لكن أولا نحن نكرم الشخص، أبو محمد، وهو انسان يخاف الله، تقي، لا “يركّب” ملفات لأحد ولا يتهم احدا، بالعكس يحاول مساعدة كل الناس من دون استثناء. نحن نعرف القضايا التي ساعد فيها وهي المعلنة، لكن ثمة الكثير من القضايا الشخصية والفردية عالجها دون اضواء، ووفقه الله بحلها مع دول متعددة سواء الدول العربية او الخليجية أو سوريا او العراق ودول أخرى كل ذلك بصمت ومن دون منّة”.

وتابع: “نحن اليوم، نكرّم ايضا مؤسسة الجيش التي انطلق منها اللواء عباس ابراهيم، الجيش هو حامي حمى لبنان، قدّمت هذه المؤسسة تضحيات بأصعب الظروف، وما زال الجيش يقدم هذه التضحيات. قاد اللواء عباس ابراهيم الامن العام اللبناني لما يزيد عن 12 عاما، والعلاقة التي بيننا وبين الامن العام اصبحت في احسن مستوى خلال ولاية اللواء عباس ابراهيم لأنه لم يكن لديه هدف سوى المصلحة العامة والعمل من اجل تسهيل امور المواطنين في المطار. إن هذه المؤسسات هي التي اسهمت في الابقاء على المطار مفتوحا وعاملا، لم يكن هذا المطار ليبقى مفتوحا لولا الجيش والامن العام اللبناني وقوى الامن الداخلي ، وهي مؤسسات تعمل في اصعب الظروف ومن دون امكانات مادية وتقدم التضحيات وايضا الجمارك اللبنانية، ولا ننسى موظفي الطيران المدني. نحن تعاونا مع قادة الاجهزة الامنية في هذا العمل كلّه من اجل تأمين عمل المطار”.

وقال: “في العام 2010، قام نقيب الطيارين (حوماني) ومعه رئيس العمليات الجوية (الكابتن منصور) بإضراب على ابواب الصيف. وطبعا بقينا عائلة واحدة بالرغم من الخلاف آنذاك. وقتها قال لي العماد قهوجي (جان قهوجي قائد الجيش السابق) سأرسل اليك العميد عباس ابراهيم نائب مدير المخابرات ليساعد في هذا الأمر، فتشاورت بالامر مع الوزير غازي العريضي الذي لم يمانع. وجاء اللواء ابراهيم وحل الموضوع فعليا، وكنت استقدمت على ابواب الصيف 60 طيارا اجنبيا من شركات عالمية، كان اللواء ابراهيم يقول لي “ما تعذب حالك ما رح تستعملهم”، وبالفعل لم نستخدمهم، وان شاء الله لا نطير الا بطيارين لبنانيين نفتخر بهم”.

وتحدث الحوت عن حادثة الطيران فوق سوريا ابان اندلاع الحرب السورية، فقال: “كنا نشاهد شهبا نارية عند التحليق فوق سوريا، ووردتنا تقارير عن السلامة أخذناها على محمل الجدية، ثم بدأت الشركات العربية توقف رحلاتها فوق سوريا الواحدة تلو الاخرى، وصودف انهم كانوا اصحابي، وقيل لي إنه قرار سياسي او للحفاظ على سلامة الطائرات وطواقمها والمسافرين. وبدأت الامور تصعب، وبدا القرار سياسيا. وكانت لدينا رحلات تطير فوق سوريا، والتوقف يعني خسارة مالية كبرى، فلجأنا الى الوزير العريضي والعماد قهوجي وهما بيننا اليوم، وطمأننا العماد قهوجي بأن الصواريخ لا تصل الى مسارات الطائرات، أما الوزير العريضي فقال نحن بوضع سياسي صعب مع سوريا لكن الطيران ومصلحة الشركة والناس فوق أي اعتبار”.

اضاف: “أجمع قهوجي والعريضي وأنا، على ان من يحلها هو عباس ابراهيم. وهكذا كان، اللواء عباس ابراهيم هو من تابع الاتصالات، وتأكد من نوعية الاسلحة الموجودة على طول الخط الجوي مع سوريا، هو من قال لنا ما يجب أن نعمله، وحكى مع القيادة السورية وغيرنا بموجب اتصالاته بعض مسارات الطائرات. وأحب أن اقول لك يا حضرة اللواء إن ما قمت به مع الميدل ايست وفّر لغاية اليوم أكثر من 500 مليون دولار”.

وختم: “كنا بحاجة الى رجل مهمة، رجل يلعب على التناقضات الاقليمية، رجل يتواصل مع السوريين ورجل يتحدث مع القيادة السياسية في لبنان وكل ذلك قام به اللواء عباس ابراهيم، لذا نحن نكرّمك اليوم ونقول لك شدّ الله أزرك وان شاء الله نراك في الافضل، ولا يمكننا إلا شكرك على كل ما قمت به للميدل ايست وللبنان”.

هدية

وتخلل الحفل تقديم الحوت هدية تذكارية الى ابراهيم عبارة عن مجسم لطائرة “الميدل ايست”.