Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر December 7, 2020
A A A
اللبنانيون و”الرفاهية”… الى الطلاق دُر
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

ها هو جنون الأسعار يحكم قبضته على يوميات اللبنانيين وعاداتهم وتقاليد حياتهم محاولين التأقلم بكثير من التذمر مع الواقع السوداوي الجديد الذي فُرض عليهم.
تقف “مايا”، مع نسوة رافقتهنّ الى السوبرماركت لشراء حاجيات منازلهنّ وكأنهنّ مصدومات حائرات ومترددات يحسبنها جيداً فلا يخترنَ سوى الضروري جداً ويردّدن بهمس على قاعدة “على قد بساطك مدّ اجريك” ويستغنين بذلك عن امور كثيرة في ظل الغلاء الفاحش.
من جهته “فيليب” شاب ثلاثيني يقول في دردشة مع موقع “المرده” : “وضع البلد المأساوي كفيل وحده بحرق الاعصاب والدهون معاً، موضحاً انه تخلى عن أغلب عاداته الغذائية اثر غلاء الاسعار كبعض المواد المستوردة التي كان يستهلكها في الحمية الغذائية التي طلب منه طبيب التغذية أن يتّبعها اثر زيادة وزنه، لافتا بالوقت نفسه انه تخلى عن العديد من العادات والتقاليد التي يتبعها واولها الاحتفالات وزينة العيد.
“يلي بغيّر عادتو بتقلّ سعادتو” هكذا تختصر “نوال” تغيير عادتها والاستغناء عن مواد التجميل والعطور وقالت انه مع تغيير هذه العادة تشعر بأن سعادتها ناقصة، كما انها استبدلت الشامبو والجيل دوش بماركات محلية.
وتستطرد صديقتها “ماريا” قائلةً: “العطر الذي كنتُ أضعه منذ سنوات بات سعره يساوي قيمة الراتب الكامل الذي أتقاضاه”.
“حتى في ايام الحرب كان الوضع أفضل مما هو عليه اليوم”، عبارة يردّدها بأسى العمّ “خليل” الذي عايش تلك المرحلة بمرارتها، ويقول إنه وعلى الرغم من اهوال تلك الحقبة فإن الاوضاع الاقتصادية كانت أفضل بأشواط.
أمّا “لمى” وهي أمّ لأربعة اولاد وموظفة في أحد المصارف فهي تبحث عن امكانية توفير “المصروف” في ظل الأزمة المستفحلة، خرجت ذات يوم برفقة ابنتها للتسوق قاصدةً أحد المولات الذي كانت تتردد اليه باستمرار لتطّلع على الـcollection الجديدة الخاصة بالشتاء لكنها عادت أدراجها خالية الوفاض والصدمة تعتريها مردّدة: “ما بصدق معقول هالأسعار”؟.
مثل “مايا”، “فيليب”، “نوال”، “ماريا”، “العمّ خليل و”لمى” كثيرون اضطروا بفعل الوضع الاقتصادي المهترئ الى تغيير عاداتهم واستبدال مواد بأخرى فالكماليات في حياة اللبنانيين صارت في خبر كان فكأنه بوشرت عمليات الطلاق بين اللبنانيين والرفاهية او البحبوحة”!.
في الأيام القليلة المتبقية من عام 2020 كل شيء تغير وبات من الصعب على اللبناني رمي ما كان يعتبره “عتيقاً” بل يلجأ الى الاحتفاظ به لأن سعره يمكن ان يكون ثلاثة اضعاف راتب.
للأسف، انه زمن القحط بامتياز فهل يتغير هذا الواقع المخزي بحلول العام الجديد ويشرق النور بعد هذه العتمة الحالكة؟.