Beirut weather 22.99 ° C
تاريخ النشر November 2, 2023
A A A
الكنيست ينهار أمام حجم الخسائر.. إسرائيل تغرق في مستنقع غزة!
الكاتب: غسان ريفي - سفير الشمال

كان كافيا مشهد إنهيار وبكاء أعضاء الكنيست الاسرائيلي في الجلسة التي عقدت لتقييم العدوان على غزة، للتأكيد على أن جيش العدو الصهيوني يواجه فشلا كبيرا يكبده ثمنا باهظا في جنوده وآلياته ومعنوياته، حيث ما تم إعلانه عن مقتل 16 جنديا خلال الساعات الـ24 الماضية في المعارك البرية على تخوم غزة، هو أقل بكثير من الخسائر الحقيقية التي جعلت كل المسؤولين الاسرائيليين يبلعون ألسنتهم ويمتنعون عن التصريح، وأوصلت أعضاء الكنيست الى الانهيار.

هذا الفشل المعطوف على الخسائر الكبيرة وعلى العجز الاسرائيلي عن تقديم أي إنجاز عسكري لأميركا والغرب لمساعدتها على الانتقال الى المفاوضات على الأسرى، دفعت قيادة أركان العدو الى التفكير في تبديل خطة إقتحام غزة بشكل جذري، معترفة بأن الوضع صعب جدا.

هذا الاعتراف، يؤكد أن إسرائيل سقطت في وحول غزة ومستنقعاتها، وباتت تحتاج الى خطط جديدة ليس للاستمرار بالغزو بل للتخفيف من حجم خسائرها، خصوصا أن معطيات المعركة تشير الى أن مجاهدي المقاومة الفلسطينية يسيطرون على الأرض وما تحتها، ويعملون على تطويق قوات العدو بحنكة وحرفية قتالية عالية، وإستهداف دبابات الميركافا 4 المتطورة بقذائف الياسين المعدّلة التي بدأت تفعل فعلها فيها وفي سائر الآليات.

اللافت، أن إسرائيل تعتمد في إجتياح غزة على قوات النخبة لديها، بعدما نجحت حماس في تفكيك “قوات غزة” وأسر قائدها مع بداية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، وبالتالي فإذا كان الفشل حليف هذه القوات، فكيف سيكون الوضع عند الاستعانة بقوات الاحتياط والتي يفر عناصرها من الخدمة العسكرية بفعل الرعب الذي تسببه لهم جبهتا غزة وجنوب لبنان.

ويبدو واضحا في غزة كما في الجنوب اللبناني، أن العدو الاسرائيلي لديه نوع من العمى الاستخباراتي فهو يجهل تماما واقع الأرض في غزة وأماكن الأنفاق والفتحات التي يخرج منها المجاهدون، كما لم يعد قادرا على الرصد والمراقبة على طول الحدود مع لبنان بعد قيام المقاومة الاسلامية بإستهداف كل الكاميرات والصحون اللاقطة وأجهزة الاستشعار والتجسس، وهذا ما يجعله يقع في كمائن عدة ويتعرض لخسائر موجعة.

وكما هي العادة، فإن الفشل العسكري الاسرائيلي في تحقيق تقدم على طريق غزة، دفع رئيس الحكومة نتنياهو الى إرتكاب مجزرة ثانية في مخيم جباليا بهدف التغطية، لكن ذلك لم يعد يجدي نفعا، فالقصف عن بعد ومن الجو وتدمير الأبنية وقتل المدنيين بات من الماضي والمطلوب اليوم هو تحقيق إنجاز فعلي على الأرض لا يزال بعيد المنال.

في ظل هذا الضغط الذي يبدأ من الداخل الاسرائيلي الغاضب على الحكومة والجيش والمؤسسة الأمنية، وصولا الى الميدان الملتهب والصعب في غزة، لم يعد أمام إسرائيل إلا أن تقدم بعض التنازلات سواء بوقف إطلاق النار، أو بإرضاء شعبها بتقديم إستقالة نتنياهو بعد فشله في حماية الكيان ومحاكمته، أو على الأقل إستقالة وزير الحرب والجنرالات المسؤولة عن هذا الفشل، أو إعتماد خطة جديدة تستطيع من خلالها تحسين صورتها ميدانيا وهذا أمر يبقى مستبعدا في ظل جهوزية المقاومة الفلسطينية وقدرتها على الصمود، أو الاستعانة بالأميركي الذي يدرك تماما مخاطر هذه الحروب بعدما وقع في مستنقعاتها في أماكن عدة، وهو أكد عبر أكثر من مصدر أنه لم يأت الى الشرق الأوسط ليشارك في الحرب، أو أن يستمر في القصف الهمجي التدميري الذي بدأ ينقلب عليه على الصعيد العالمي، ويقرّب نتنياهو أكثر فأكثر من التحوّل الى جثة سياسية..