Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر May 6, 2022
A A A
الكعكي في احتفال تكريمي لشهداء الصحافة: لا وجود للبنان من دون حريات.. القصيفي :ملتزمون الحق والحقيقة

أقيم احتفال تكريمي لشهداء الصحافة اللبنانية في عيدهم، بدعوة من نقابة محرري الصحافة اللبنانية، أمام تمثال الشهداء في ساحة البرج – وسط بيروت، في حضور وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس، نقيب الصحافة عوني الكعكي وأعضاء من مجلس النقابة، نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي واعضاء مجلس النقابة، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مدير “الوكالة الوطنية للاعلام زياد حرفوش”، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر وعدد من ممثلي الصحف والمواقع الالكترونية واعلاميون.

استهلالا النشيد الوطني، فدقيقة صمت وفاء لشهداء الصحافة اللبنانية. ثم قدم عضو مجلس نقابة المحررين واصف عواضة للحفل التكريمي بكلمة قال فيها:” شهداء 1915 – 1916 الصحافة اللبنانية، لقد تخلصنا من الاحتلال العثماني والانتداب الفرنسي، ولكن الانتداب الاكبر هو هذا النظام السياسي الطائفي، ولكن سنظل لا نفقد الامل لان مهمتنا كصحافيين تقتضي ذلك (وما اضيق العيش لولا فسحة الأمل).

الكعكي
ثم ألقى النقيب عوني الكعكي كلمة عدد فيها شهداء الصحافة على مر السنين، وقال : من نتذكر في هذا اليوم؟ نتذكر نسيب المتني صاحب جريدة الطيار والتلغراف الذي اغتيل أيضا في مكتبه عام 1958.

نتذكر الزميل الاستاذ كامل مروه صاحب جريدة “الحياة”، وصاحب جريدة “الديلي ستار” التي كانت تصدر باللغة الانكليزية، وكانت الحياة من أولى الصحف اللبنانية، وكامل مروه اغتيل في مكتبه العام 1966.

نتذكر النقيب الحبيب المتميز صديق الملوك والرؤساء رياض طه الذي اغتيل في ظروف غامضة على بعد 30 مترا من نقابة الصحافة اللبنانية في محلة الرملة البيضاء عام 1980.

نذكر أيضا صاحب المجلة الأولى في العالم العربي “الحوادث” التي كان ينتظر حكام وشعوب العالم العربي ما يكتبه سليم اللوزي عام 1980.

أخيرا وليس آخرا نذكر الزميل وصديق العمر رئيس تحرير جريدة “النهار” جبران تويني، حيث فجروه بسيارته لأنهم لم يتحملوا ما يقوله عن الذين كانوا يحتلون لبنان عام
2005.

ونذكر الزميل سمير قصير عام 2005 صاحب شعار “عسكر على مين”.قافلة شهداء الصحافة لا تنتهي طالما أن لبنان لا يزال محتلا من قوة خارجية وبأيد محلية

أضاف الكعكي:” عيد الشهداء، هذا اليوم، هو مناسبة وطنية غالية على قلوب كل اللبنانيين.الوحيدة التي لا يوجد خلاف حولها. ولا استقلال من دون شهداء. فالشهداء هم العمود الفقري لكل تحرير ولكل استقلال… كما لا يمكن أن نتجاهل في هذا العيد، كوكبة الشهداء الذين بذلوا دمهم في سبيل حرية واستقلال لبنان على مدى السنوات الماضية.
كيف لا تكون هذه الذكري حافلة بالأمجاد ولبنان بلد الحريات والأحرار، لبنان بلد الصحافة الحرة، لبنان بلد الديموقراطية، لا وجود للبنان من دون حريات، ولا وجود للبنان من دون صحافة حرة ولا وجود ولا ضرورة للبنان من دون ديموقراطية”.

وختم الكعكي:” وعندما نتحدث عن الشهداء في هذا اليوم العظيم، لا بد من أن نذكر شهداء الصحافة وحرية الرأي ورجالات الفكر.

القصيفي
وألقى نقيب المحررين جوزف القصيفي، كلمة قال فيها:
“في مثل هذا اليوم من كل عام، نستعيد ذكرى تلك الكوكبة من احرار لبنان ، التي مضت بهاماتها المرفوعة، إلى اعواد المشانق، اراجيح المجد، هاتفة :
يا مرحبا بالموت يأتي مرحبا إن يكن حب بلادي السببا
فصغرت الحياة في عيونهم، وكانوا كبارا.

نجتمع اليوم لنكرم من استشهدوا لتبقى الحرية وتستمر، علامة هذا الوطن وقدره.
إن دم شهداء الصحافة والاعلام في لبنان ، كان وما زال دعامة الاستقلال وضمانة الحرية وسياج الكرامة الوطنية. كان هذا الدم حبرهم الذي خطوا به سطورا خالدات على مر الزمن.
فإلى شهداء صحافة لبنان واعلامه في عيدهم نقول: إنا على العهد باقون.

ووفاء لهذا العهد سنبقى في معترك النضال ندافع عن الحرية والعدالة ، ونعمل على اقرار قانون عصري للاعلام يستظله العاملون في جميع القطاعات الاعلامية، يكون مركوزا إلى شرعة وطنية ناظمة ، تأكيدا لوحدة اسرتها، ونسعى لتوفير دعم لها يعزز استقلاليتها، ويقيها عثرات الارتهان، ويجنبها الإرهاب المعنوي والمادي الذي يحرفها عن رسالتها الوطنية والإنسانية.

إننا نلاحظ اليوم تراجعا في مستوى المهنة، في ضوء الدعاوى القضائية غير المبررة ، ومحاولة التذاكي لارغام الصحافيين والاعلاميين على المثول أمام محاكم الجزاء لا أمام محكمة المطبوعات، أو احالتهم على مكتب جرائم المعلوماتية.

إن التضييق على الحريات لا يقتصر على التهديد الجسدي ، إنما يتبدى في الضغط المادي والمعنوي المتمادي الذي يهدد بزعزعة قواعد الاستقلالية والموضوعية لدى العاملين في هذا القطاع، من خلال تخييرهم بين الاملاءات الموجهة ولقمة العيش. ونصر على إزالة كل العوائق التي تحول دون إفادة الصحافيين والاعلاميين من قانون الحق في الوصول إلى المعلومات، لأن هذا الحق هو الركيزة الأساس الذي يمكنهم من أداء رسالتهم على أفضل وجه.

نستلهم سير الشهداء الذي سقطوا مضرجين بحبر اقلامهم لكي نؤكد التزامنا بالحق والحقيقة وتحرير لبنان من التبعية والفساد والمفسدين وبرفض استباحته والانتقاص من سيادته الوطنية، فنكون سيوف الحق المسلولة، وحبر الحقيقة المراق على طروس الحرية، والعين الساهرة والدرع الواقية لوطن الارز الذي تتربص به الاخطار، مرددين مع الشاعر:
عذر لمن مات لا عذر لمن سلما
اذا تهدم مجد واستبيح حمى
سيان عند ابتناء المجد في وطن
من يحمل السيف
او من يحمل القلما”.
فلحة
وكانت كلمة للمدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة قال فيها :
“في مثل هذا المكان في 21 آب العام 1915 طلب أحد الاخوين محمد المحمصاني وكان معه اخوه محمود المحمصاني، ألا يعدم أحدهما أمام الآخر، بل أن يعدما معا حتى لا يشاهد احدهما الآخر، وقال:أنا لست نادما على ما كتبت ولا ما فعلت ولكني مصر ان تحيا الامة العربية،” وأعدما مع من اعدموا من كوكبة الصحافيين. ونحن اليوم، جيد ان يكون ماضينا افضل من حاضرنا، ولكن المشكلة الكبيرة ان يكون حاضرنا أفضل من مستقبلنا، وعليه، نحن كاعلاميين واعلاميات، نسعى الى قانون وأنظمة ترعى العاملين في الحقل الاعلامي، بعدما تغيرت وظيفة الاعلام التي أصبحت كبيرة وليست محصورة في مجال أو اخر، ومشكور من سعى من نقابتي الصحافة والمحررين واراد ان يخضع العاملين في مجال الاعلام لشرعة الضمان الاجتماعي والتقاعد”.

أضاف:” نحن لدينا حرية اعلامية، لكن يجب ان نرتقي الى الاعلام الحر غير المرتهن لا في الداخل ولا في الخارج ولا للطوائف ولا للمذاهب . يجب ان يكون انتماؤنا وطنيا للداخل أكثر من اانتماء الى أي أحد في الخارج. ونحن لسنا في وطننا الثاني لبنان، نحن في وطننا الاول والاخير لبنان ، الوطن النهائي لكل اللبنانيين”. ونحن اساس وضمان استقرار هذا البلد”.

وعن الانتخابات المقبلة، قال الدكتور فلحة :” لدينا مسؤولية وطنية تجاه مستقبل اولادنا، ليس تجاه اي طرف من الاطراف، يجب ان نقف الى جانب الحق والوطن، قبل الطائفة ولا الحزب، قبل اي انتماء، الوطن يعلى ولا يعلى عليه، والذين اعدموا في ساحة الشهداء من جميع الطوائف والمذاهب، في سبيل لبنان، السيد الحر والمستقل، وليس الذي تتنازعه بعض الجمعيات الاهلية، وان نكون دوما احرارا في ما نكتب. يجب ان نفكر بالمستقبل بعيدا عن اي ارتهان، وهذه المناسبة يجب الانطلاق منها الى غد أفضل”.