Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر June 30, 2021
A A A
الكشف عن “فقاعة العذاب”… نهاية مؤلمة للكون بسبب “تفكك الفراغ”
الكاتب: سبوتنيك

نشر العلماء في المجلات البحثية الكثير من النظريات التي تتحدث عن السيناريوهات المتوقعة لنهاية العالم، والتي أكدت جميعها أن للكون الذي نعيش فيه “نهاية ما وهي مؤكدة”، كما أشارت جميع الدراسات.

سينتهي الكون يوما ما، لكن لا يزال العلماء يتجادلون حول كيفية حدوث ذلك، حيث تشير إحدى النظريات إلى أن العالم سينتهي بـ”الموت الحراري”، وهي حالة يصبح فيها الكون شديد البرودة بحيث يكون من الاستحالة الحياة على كواكبه.

وتتنبأ نماذج افتراضية أخرى بأن الكون سوف يمزق نفسه حرفيًا على المستوى دون الذري في عملية يطلقون عليها اسم “التمزق الكبير”، مدفوعًا بالطاقة المظلمة وتمدد الفضاء.

اكتشاف جديد عزز نظرية “مرعبة”
ومنح علماء نظرية جديدة حول نهاية العالم بعض المصداقية في السنوات الأخيرة بعد أن اكتشف الفيزيائيون جسيم “Higgs Boson” (بوزون هيغز) الأولي في مصادم “الهادرون الكبير” في عام 2012.

ومصادم “الهادرون الكبير”، أو المسارع النووي الكبير أو مصادم الهدرونات الكبير هو أضخم مُعجّل جسيمات وأعلاها طاقة وسرعة في العالم، حيث يصل قطره نحو 27 كيلومتر، وهو مبني تحت الأرض على عمق نحو 100 متر بين فرنسا و سويسرا بالقرب من جينيف.

 

“اضمحلال الفراغ” المرعب
يُعرف هذا النموذج الجديد أو النظرية الجديدة للنهاية باسم “اضمحلال الفراغ” الكوني، ويطلق عليه البعض أحيانا اسم “فقاعة الموت الكونية”.

وفقًا لهذا السيناريو الافتراضي، هناك عدم استقرار في ما يسمى “حقل هيغز” (Higgs Field)، والذي يمتد عبر الكون بأكمله.
وبحسب المقال المنشور في مجلة “إكسبريس” تحت عنوان “عالم كونيات يشرح فقاعة العذاب وتفكك الفراغ – سيناريو نهاية مرعبة للعالم”، فإنه إذا حدث خطأ ما في هذا المجال، يتوقع بعض العلماء أن النتائج ستكون كارثية تمامًا على الكون.

وصفت عالمة الكونيات، كاتي ماك، هذا السيناريو الافتراضي في لقاء على “FQXi”، من ضمن ترويجها للكتاب الذي أطلقته تحت عنوان “نهاية كل شيء” (يتحدث في الفيزياء الفلكية)، حيث يغطي الكتاب جميع الطرق المختلفة التي يعتقد العلماء اليوم أن الكون يمكن أن ينتهي بسببها.

قالت الدكتورة ماك: “انحلال الفراغ هو بطريقة ما أكثر الطرق إنسانية من الطرق التي يمكن أن يخرج بها الكون لأنك لن ترى ذلك قادمًا، لذلك لا داعي للخوف منه، فأنت لن تشعر بأنه يحدث ولن تكون هناك عواقب مأساوية، كل شيء سيتم ببساطة”.
وتتابع العالمة: “الفكرة وراء انحلال الفراغ هي أن هناك بعض الاحتمالات بأن حقل “هيغز”، هذا النوع من مجال الطاقة الذي ينتشر في كل الفضاء، ليس مستقرا، بسبب ارتباطه بـ Higgs Boson عن طريق مجموعة من قواعد فيزياء الجسيمات”.

ويعتقد العلماء أن حقل “هيغز” مع “بوزون هيغز” يتفاعلان مع جسيمات أخرى، مثل الإلكترونات أو الكواركات، لمنحهم كتلة. وإذا كان حقل “هيغز” غير مستقر، فقد تتغير قيمة الحقل في جزء ما من الكون.
وإذا حدث هذا، فإن التغيير سينتشر للخارج بسرعة الضوء، فيما وصفته الدكتورة ماك بـ”فقاعة الهلاك أو العذاب”. وهذه الفقاعة ستغير الكون تمامًا وتعيد ترتيب الكون بطريقة مختلفة لكنها تؤدي لهلاك كل أشكال الحياة.
وتتابع الخبيرة المتخصصة بالكونيات: “بينما ينتشر (التغيير في قيمة الحقل) إلى الخارج ويصطدم بالأشياء، فإنه يضع كل شيء موجود في الفضاء والكون ضمن قوانين فيزيائية مختلفة، حيث لن تكون الجسيمات متماسكة بعده، “وربما ينهار كل شيء داخل الفقاعة ويتحول إلى اللون الأسود، مثل الثقب الأسود”.

وتؤكد الخبيرة: “إنها فوضى كبيرة حقيقية وهي فكرة موجودة منذ فترة، بأن فراغ “هيغز” قد يكون غير مستقر”.

 

الفراغ الذي نعيشه “زائف” لكن ما سيحدث هو “الفراغ الكارثي”
بينت الخبيرة أن ما نشعر به اليوم هو مجرد “فراغ زائف”، وأنه عند حدوث ذلك سنشهد تحولًا إلى “الفراغ الحقيقي”، حيث “قوانين الفيزياء كلها مختلفة وكلنا نموت”.

واعتبرت الدكتورة ماك أنه “من الناحية الفنية، إذا كان هذا سيحدث، فقد يحدث في أي وقت وهذا أحد الأشياء التي تجعل التفكير فيه أمرًا مثيرًا للاهتمام”.

 

 

“فقاعة هلاك” ستضع حدا للعالم لكن فرصها ضئيلة
تشير الخبيرة إلى أن “هذا النوع من فقاعة الهلاك الذي يتشكل في مكان ما في الفضاء ويدمرنا جميعًا”، ربما لن يحدث في الوقت الحالي، وأن “فرص حدوث هذا الأمر ضئيلة جدًا لدرجة أنها غير موجودة تقريبًا”.

ويقدر بعض العلماء أن الأمر سيستغرق من 20 إلى 30 مليار سنة أخرى حتى يحدث هذا، أي حوالي ضعف عمر الكون الحالي.
وكان، البروفيسور برايان كوكس، المقدم التلفزيوني وعالم فيزياء الجسيمات، قد قال في فيلمه المكون من جزأين، عن حياة الكون: “إن المقياس الزمني لانحلال الفراغ يبلغ أضعاف عمر كوننا، لذلك لن يحدث ذلك غدًا، ولكن لا يزال من المثير للقلق الاعتقاد بأن كوننا ليس الموطن المستقر الأبدي الذي كنا نعتقد أنه هو عليه”.