Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر March 17, 2018
A A A
الكتائب والقوات تحالف مبتور الاطراف في بعض الدوائر
الكاتب: ابتسام شديد - الديار

يقوم النائب الكتائبي ايلي ماروني بوضع اللمسات الاخيرة على تحالف الكتائب والقوات في زحلة الذي ولد قبل اسبوعين بينهما بعدما سدت كل الابواب في وجه الكتائب من جهة وبعد التعثر الانتخابي بين القوات والمستقبل في اكثر من دائرة انتخابية، ولا يبدو انه نفذ منه الا تحالف ضيق الحدود والمفاعيل في الشوف وعاليه وتحالف ذو وجه سياسي بين المستقبل والقوات في بعلبك الهرمل موجه ضد حزب الله.
الثابت في تحالف الكتائب والقوات ان الفريقين في صدد خوض معركة معا في دوائر محددة فيما امر بعض الدوائر الاخرى يشهد مفاوضات انتخابية لا يبدو ان الفريقين استطاعا من فكفكة العقد الانتخابية بينهما، فعقدة البترون هي المشلكة الكبرى بين الحزبين الحاضرة من اليوم الاول لفتح باب التفاوض، فخوض الكتائب والقوات معركة بمرشحين هما مرشح القوات فادي سعد ومرشح الكتائب سامر سعادة يضعف حظوظ الاثنين، وعلى ما يبدو، فان القوات تبدي تصلبا في خصوص هذا المقعد برفض سحب مرشحها الذي كانت القوات افتتحت معركتها بترشيحه عن مقعد البترون القواتي بعد سحب النائب انطوان زهرا من الاستحقاق، واذ تؤكد اوساط القوات ان التراجع عن ترشيح سعد غير مطروح من قبلها ولا تقبل به نظرا لثقل القوات البتروني فيما تناور الكتائب في خصوص هذا الموضوع لربط حصوله بدوائر اخرى وتحالفات اخرى مع معراب قبل إكمال مشوار التحالف بينهما.
بيروت الأولى سبقت تحالف زحلة اذ فرضته تحالفات اللائحة التي انسحبت بين الوطني الحرّ والطاشناق والمستقبل وحيث فرضت خطورة معركة النائب نديم الجميل وهاجسه من هذا التحالف العودة الى الحضن القواتي لرفع منسوب اللائحة، فالنائب نديم الجميل كان من ضمن مجموعة كتائبية ارادت نسج هذا التحالف وقد حصلت مواجهات في المكتب السياسي ازاء تشدد رئيس الكتائب برفض التحالف مع اي ركن من اركان السلطة السياسية الراهنة، لكن النقاشات الكتائبية افضت الى العودة الى التحالف بين الكتائب والقوات في هذه الدائرة وفي زحلة ايضاً والنقاش مفتوح في شأن دوائر اخرى سيتم البت فيها في الساعات القليلة المتبقية للاستحقاق الذي دخلت فيه اللوائح المراحل النهائية لصدورها.
وعلى ما يبدو فان الجميل الذي رفض عدة عروض انتخابية من القوات لا يزال مصرا على مبدأ خوض الانتخابات بعيدا عن تحالفات السلطة الفاسدة ولكن وجهة نظر الكتائب ان التحالف مع القوات يمكن تشبيهه بالتحالفات الموضعية ولزوم المعركة وضراوتها وبعدما ثبت ان ثمة قرار بمحاصرة الكتائب وعزلها، وعن هذا يقول كتائبيون ان ثمة العديد من التناقضات الانتخابية داخل كل اللوائح التي لا تنسجم مع بعض، فالتيار الوطني الحر حليف أمل وتيار المردة المتحالف مع بطرس حرب بترونيا، وفريد هيكل الخازن متحالف مع فارس سعيد فيما هو في محور 8 آذار الذي يرفضه سعيد ويهاجمه يوميا. في هذا السياق قد تبدو الحالة الكتائبية والقواتية هي الاكثر تماسكا بالمقارنة مع هذه الحالات فالكتائب والقوات من مدرسة حزبية وسياسية واحدة وخاضا معا معارك مسيحية ووجودية في الاشرفية وزحلة.
ومع انطلاق الجولة الاخيرة من المفاوضات بين بكفيا ومعراب، فان هذا التفاهم يتعرض لاطلاق نار من الداخل احيانا ومن الخارج، فحصول التحالف يعني ان المسيحيين او الاحزاب المسيحية الاولى تتطاحن فيما بينها على المقاعد في الدوائر المسيحية الاساسية اي في المتن وبعبدا وكسروان وزحلة ، كما يتعرض هذا التحالف بين الكتائب والقوات لانتقادات من داخل الحزبين، فالكتائب سئلت عن عودتها الى التحالف مع السلطة، فيما يعتقد كتائبيون ايضا ان الفريقين يأكلان من الصحن المسيحي نفسه وقواعدهما مشتركة، وبالتالي لا جدوى من هذا التحالف الذي يعتبر مبتور الاطراف ولا مقومات له، وبعدما كان الجميل أوصد الباب امام عروض قواتية سابقة وصلت الى الصيفي، فان الجميل عاد ليفتح الباب للتفاوض بسبب الضغوط التي تعرض لها رئيس الكتائب من نواب الحزب وبعض المرشحين والمكتب السياسي افضت الى النقاش مع القوات والتحالف في دوائر استثنائية وحيث تقتضي ظروف الانتخابات وتتداخل قواعدهما مع بعض ويتشاركان الجمهور نفسه، وعليه تم تشكيل لائحة تضم القوات والكتائب في الاشرفية واخرى في زحلة مشتركة وكان كل من الطرفين استبقا اقفال باب الترشيحات بتقديم عدة ترشيحات تحسباً لعملية تبديل تطال المقاعد عندما يحين الوقت.
بدون شك فان تعثر المفاوضات بين المستقبل والاشتراكي في عدد من الدوائر دفع باتجاه تسريع التفاوض القواتي والكتائبي، ولكن اذا كان واضحا في حسابات الكتائبيين والقواتيين بان معركة نديم الجميل والقواتي عماد واكيم تصبح افضل في الاشرفية وبان تحالف زحلة بين ماروني وسيزار معلوف وجورج عقيص يخوض معركة مرتاحة اكثر من قبل ، فان دوائر اخرى لا تزال على لائحة الانتظار القواتية والكتائبية رغم تقدم الوقت، في بعبدا تردد ان الكتائب والقوات انجزا تفاهماً انتخابياً لكن هذا التفاهم تراجع الى الخطوط الخلفية بين بيار ابو عاصي ومرشح الكتائب ، وفي البترون العقدة تزيد عقدا بسبب تمسك الطرفين بمرشحيهما.
ثمة من يعتبر ان رئيس الكتائب يخشى من التحالف الكامل مع القوات وانه يترك هامشا لمعركة يخوضها بشعار نبض التغيير ورفض التحالف مع السلطة، وان الجميل قرر ترييح معركة بعض مرشحيه بعدما ارتفعت الاصوات الكتائبية المنتقدة لخيار الذهاب وحدهم بدون حلفاء لوائح الى المعركة مما يجعله يفوز وحيدا بانتخابات 2018 بدون كتائبيين، وهذا ما جعل الكتائب تعيد حساباتها مع القوات. من ناحية معراب فان تعرض التفاهم مع المستقبل لهزات عنيفة مؤخرا وشعور القوات بان ثمة ما يطبخ بين التيار البرتقالي والتيار الأزرق في بعض الدوائر سيأتي على حسابها مما استدعى تصويب بعض التحالفات التي لا تضرب القوات مع المحافظة على نقاط قوتها كما يفعل الكتائب والجميع في هذه المعركة التي لا تشبه اي معركة انتخابية اخرى الا معركة المصالح وتقاسم النفوذ والمواقع.