Beirut weather 27.99 ° C 3 Jul 2025 - 18:24:38
تاريخ النشر June 3, 2025
A A A
القيادة العراقية لعون: جاهزون لدعم لبنان
الكاتب: رضوان عقيل - النهار

أظهرت زيارة رئيس الجمهورية جوزف عون لبغداد حرص القيادتين في لبنان والعراق على تطوير العلاقات والنهوض بها ومواصلة مد لبنان بالمساعدات والوقوف إلى جانب شعبه في مختلف القطاعات، ولا سيما في ملف إعمار الجنوب الذي لم تنضج آلياته بعد لجملة من الأسباب.
لم تنفع كل محاولات التشويش على رئيس الجمهورية قبل الزيارة، إذ لا مكان لها عند السلطات العراقية.
وكان موقفا ذكيا من عون استشهاده في خطابه بكلام للمرجع السيد علي السيستاني الذي تلقفته بغداد بموجة ترحيب في الصحافة العراقية، ولا سيما من خلال التركيز على بناء دولة المؤسسات. وجرى تأكيد اتصال عون بنجل السيستاني محمد رضا، نظرا إلى أهمية مرجعيته واتخاذه القرارات الحكيمة والكبرى في مواجهة الأزمات لحفظ الأوطان. وقد تم الاتصال بالتنسيق مع ممثل الجانبين في بيروت حامد الخفاف.
وتوقف كثيرون عند كلام عون من قلب بغداد وإشارته إلى رفض السيستاني التدخلات الخارجية وحصر السلاح في يد الدولة وتحكيم سلطة القانون ومكافحة الفساد على مختلف المستويات. ولا تغيب كل هذه النقاط عن يوميات اللبنانيين ونقاشاتهم المفتوحة حيال بناء مؤسسات الدولة والنهوض بها. وانتهت الزيارة إلى خلاصات من المسؤولين العراقيين أكدت تصميمهم على دعم لبنان، وهذا ما شدد عليه رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد الذي اختصر موقف بلاده لعون بعبارة “تتدلل”، أي اطلب ما تشاء، وإن بغداد على استعداد لتقديم ما يحتاج إليه لبنان في مختلف القطاعات الاقتصادية والأمنية وتبادل المنتجات بين البلدين وتفعيل خط الترانزيت. ولم يتم الإتيان على ذكر الديون العراقية المستحقة على لبنان، حيث يتم تلمس “تفهم عراقي كامل” لواقع لبنان والعمل على تقديم سلسلة من الخدمات السياحة الاستشفائية والعلاجية والاستفادة من مطابع الجيش، مع الإشارة إلى أن زيارة وزيري المال ياسين جابر والطاقة جو صدي تركت انطباعات إيجابية عند العراقيين.
ويبقى الموضوع الأهم، إعادة تشغيل خط النفط واستجرار الغاز من العراق إلى لبنان مرورا بسوريا، مع إشارة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إلى تنفيذ الاتفاقات بين البلدين وتفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين. ويواكب السفير في بغداد علي حبحاب كل هذه الملفات بعناية شديدة من خلال تواصله المفتوح مع المسؤولين العراقيين الذين يبدون جهوزيتهم للتعاون مع لبنان في جملة من القضايا المشتركة.

ولم يخف السوداني استعداد العراق للمساهمة في إعمار الجنوب وتطبيق ما تم التوصل إليه في القمة العربية الأخيرة، والمساهمة في صندوق دعم لبنان، وكانت البداية العراقية بتأمين مبلغ 20 مليون دولار.
وتركت زيارة عون لبطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق روفائيل الأول ساكو أجواء إيجابية عند المسيحيين العراقيين، لناحية التشديد على استمرار تجذرهم في بلدهم، مع الإشارة إلى أن عددهم عند دخول الأميركيين إلى بغداد كان نحو مليون، وبقي منهم 300 ألف شخص.
في خلاصة زيارة عون، يؤكد المسؤولون في العراق الوقوف إلى جانب لبنان وعدم ترك الفلسطينيين، وضرورة الاستقرار في سوريا حيث لا مفر أمام دول الإقليم وسلطاتها من التنسيق والتعاون، مع بروز رياح وتبدلات سياسية تغيّر وجه المنطقة.