Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر September 12, 2017
A A A
القوات للكتائب: من ينتخبكم بغل!
الكاتب: رلى إبراهيم - الأخبار

القوات ــ التيار: ورقة جديدة تسقط من تفاهم معراب!
*

عند كل مفترق، تسقط ورقة جديدة من «شجرة التفاهم» بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، من دون أن يجرؤ أحدهما على نعي «إعلان النوايا» وتحمّل تداعيات انتكاسة «المصالحة المسيحية».

يقول رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في معرض حديثه يوم أول من أمس عن العلاقة مع التيار الوطني الحر إن «التفاهم بين القوات اللبنانية والتيار وُجد ليبقى وسيبقى»، من دون أن يوضح ماذا بقي من هذا التفاهم ليعيش. ففعلياً، أفرغ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، خلال حفل توزيع البطاقات على المنتسبين الجدد، الذي تزامن مع حديث جعجع، جوهر هذه العلاقة والأسس التي قامت عليها: انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون.

التفاهم وجد ليبقى يقول جعجع، وهذا التفاهم «قلب المعادلات وأدّى في ما أدّى إليه بعد سنوات عجاف من الفراغ إلى انتخاب رئيسٍ ذي صفة تمثيلية حقيقية إلى سدة الرئاسة الأولى». إلا أن لباسيل رأياً آخر في هذا السياق أبرزه لـ«الحكيم» في «ساعة الساعة»: «تفاهَمنا مع القوات على الرغم من أن مسار الأمور كان سيصل إلى انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية»، أي لا منّة للقوات في وصول عون، فقد كان سيصل برضاهم أو بمعارضتهم؛ والتيار رغم ذلك قبِل بعقد تفاهم مع معراب. من جديد، يقول جعجع: «قانون الانتخاب الجديد لم يكن ليبصر النور لولا تفاهم معراب»، فيسارع باسيل الى نقض فضل القوات في ما سبق: «نحن التيار الذي عمل لكي يتساوى ابن عكار مع البقاع الشمالي ومع كل المناطق بالحقوق والمشاركة في قانون الانتخاب». لا بأس، يردد جعجع: «يخطئ من يعتقد أنّ تفاهم معراب كان تفاهماً على رئاسة الجمهوريّة فحسب، وسينتهي مفعوله مع انتخابات الرّئاسة أو عند مواجهة أوّل عقبة». ولكن، ماذا عن مئات العقبات من ملف التعيينات الإدارية والدبلوماسية، إلى ملف الكهرباء وترشيح قواتي في وجه باسيل في البترون، مروراً بتنافس القوات والتيار علانية في زحلة وجزين، وصولاً الى افتتاح باسيل مكتباً عونياً في قلب بشري يوم أول من أمس، بالتزامن مع «ذكرى شهداء القوات» وإحراق صورة له في المدينة قبيل يوم على هذه المناسبة؟ لا همّ، «التفاهم وجد ليبقى» رغم تكاثر العقبات و«الاختلافات» لا الخلافات، كما يطيب لمسؤولي الحزبين التعريف عنها. صبّ باسيل على ما يسمى «تفاهم» زيتاً إضافياً، غامزاً من قناة القوات بالقول: «الفكر الأحادي داعشي ولا مكان له في لبنان، وعندما أقررنا القانون النسبي كان هدفنا كل لبنان، حيث هناك أقليات مقموعة من أكثريات»، لينتهي بالتوضيح أن التيار «دفع الثمن في المتن وكسروان وجبيل وفق قانون الانتخاب الجديد حتى تربحوا في بشري وغيرها والباقي عليكم (…) لا أحد يلغي أحداً، لكن وفق حجم كل طرف».

* أفرغ باسيل جوهر التفاهم الذي تأسس على انتخاب عون رئيساً.

هي معركة أحجام إذاً، معركة إعادة تحديد لحجم القوات إن كان في المعقل الذي تتغنى فيه بشري أو في غيرها من المناطق. وهذه المعركة انطلقت منذ نحو شهرين، لا اليوم، لكن مع سقوط الأوراق من الروزنامة الانتخابية، يصبح التنافس جلياً أكثر ويتسع هامش التمايز وتسجيل النقاط كلّ على الآخر. وبات واضحاً، على ما تؤكده مصادر القوات والتيار، أن «التحالف بين الحزبين أصبح شبه مستحيل. فقرار الافتراق انتخابياً اتخذ من الجانبين، لذلك بدأنا مرحلة التنافس الانتخابي على الأحجام، من دون كسر العلاقة مجدداً والعودة الى الخصومة اللدودة». وبنظر العونيين، فإن تزامن مناسبتَي التيار والقوات في الوقت عينه ليس إلا «صدفة جميلة». من جهتها، تشير مصادر القوات رداً على ما جاء على لسان باسيل إلى أن «وزير الخارجية يُدرك أنه لولا تفاهم معراب والاتفاق مع تيار المستقبل لما كانت هناك إمكانية لانتخاب ميشال عون. فلا يقدر أن يأتي وهو بمواجهة مع بيئته. هذا الأمر ثابتة ولا أحد يُمكنه التنكر لها، وأكبر دليل المدّة التي عشنا فيها بفراغ». وتضيف المصادر أن عون، بعدما فهم أهمية هذا الموضوع، «أعاد دراسة خطواته وقام بتفاهمات وطنية جديدة، إضافة إلى تفاهمه مع حزب الله، وانتُخب رئيساً باتفاق واضح مع الطرف الدرزي المُمثل بوليد جنبلاط». إلا أن مصادر معراب، رغم كيلها لباسيل الكلمة بعشر، تقول إنها «لم تنظر إلى كلامه بطريقة سلبية، فخطابه يأتي في خانة الخطابات السياسية ويُعبر عن موقف سياسي. هناك قراءة مشتركة لأهمية التفاهم ولم يتراجع أحد عنها».

إذاً، تفاهم معراب مهم في عيون القوات وعرّابي الاتفاق من الحزبين، ووجد ليبقى. ولكن لا يجد جعجع ضارة في التلويح بالوقوف على جثامين الموتى وتوزيع أعلام القوات عندما يدق الخطر، وهو ما اعتاد الحزب فعله في مناطق عدة: «ثقُوا الآن أنّ السّاحة ما زالت موجودة، وجماهير 14 آذار، بخلاف ما يُشيعه البعض، ما زالت حاضرة، فلا يُحاولنّ أحدٌ من جديد». وهنا أيضاً لم يوضح جعجع عمن يتكلم عند ذكره جماهير 14 آذار، في ظل ابتعاد الكتائب اللبنانية وحلف تيار المستقبل الوثيق اليوم مع التيار الوطني الحر. ربما بالغ في تجرع الدعم الافتراضي لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، وربما يفترض أن السعودية قادرة على تحقيق ما عجزت عن إنجازه في عام 2009، رغم كل الضخ المالي والمعنوي والسياسي والدولي آنذاك، متناسياً أن النسبية اليوم ستكون محرقة المتحاذقين.

القوات للكتائب: من ينتخبكم بغل!
لم تكد تستثني معراب، يوم أول من أمس، قيادة الكتائب من قداس «شهداء المقاومة اللبنانية»، حتى اشتعلت الأزمة بين الكتائب والقوات، ووصلت الى حدّ شتم أحدهما للآخر.
بدأت القصة من خلال تغريدة أطلقها نائب عاليه الكتائبي فادي الهبر، نبّه فيها من استعمال «ذكرى الشهداء لضرب ومحاربة أهل الشهداء، فللجبل خصوصية». وما هي إلا ساعات حتى أتاه ردّ شرس من المسؤول الاعلامي في معراب شارل جبور يشير فيه الى أن «القيّمين على ذكرى الشهداء هم أهل الشهداء»، منبّهاً «أحد نواب الصدفة في الجبل»، أي الهبر، «من الحرتقة والتطاول».
هكذا بدأ الأخذ والرد بين الرجلين، فكتب الهبر بدوره رداً على الرد القاسي قائلاً إن «الاستيعاب واجب في الشأن العام، والسفاهة عند أحد الإعلاميين لها حسابها، ولأن رأس البغل (أي جبور) له رسنه». وقد تمكن الهبر من الإيقاع بجبور، ودفعه الى شتم ناخب الجبل ووصفه بـ«البغل»: «نقول لأحد نواب الصدفة في الجبل حسابك آت في صناديق الاقتراع، فأهل الجبل يريدون من يمثلهم وليس من يمثل عليهم. والبغل هوي يلي بينتخبك»، لينتهي السجال عند تغريدة إضافية من النائب الكتائبي يأسف فيها لكلام جبور، فالجبل «هو موطن الشرفاء وجميع الذين انتخبونا من أهلنا في الجبل قوات وكتائب واشتراكيين والمستقبل وغيرهم هم أشرف الناس وأكرمهم».