Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر July 7, 2017
A A A
القطط تأكل الجثث… في شوارع الرقة
الكاتب: الراي

الموت والدمار في كل مكان والناس تُدفن تحت الأنقاض
*

مع دخول معركة تحرير الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سورية، شهرها الثاني، أمس، تتصاعد الأزمة الإنسانية، جراء المعارك الطاحنة الدائرة بين المتطرفين و«قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وفي شهادة نادرة تعكس حجم مأساة المدنيين العالقين بين مطرقة «داعش» وسندان القوات المهاجمة لتحرير مدينتهم، قال أبو أحمد إنه عندما خرج من منزله في الرقة، بعد ليلة من الضربات الجوية العنيفة للتحالف الدولي على مواقع «داعش»، وجد العديد من جيرانه قتلى في الشارع. وأضاف، في سلسلة رسائل صوتية من المدينة، «خرجت في الصباح التالي لأتفقد الأمر…أقسم بالله كانت القطط تأكل الجثث… لم نستطع عمل شيء حيال الجثث… كانت متروكة وحسب، أبلغنا المستشفى».

وأكد أن الضربات الجوية والمدفعية كانت بلا هوادة، مما جعل معظم الناس محاصرين بالداخل وغير قادرين على دفن القتلى، وشلّهم الخوف من الطائرات الحربية والقصف الذي تنفذه «قسد» التي تقاتل على الأرض بدعم من الولايات المتحدة. وقال أبو أحمد «لم نجرؤ على الخروج من منازلنا… الموت كان في كل مكان… رائحة الموت والدمار، إنه لأمر مروع».

وروى أبو أحمد ما جرى في «ليلة حالكة السواد» الشهر الماضي، قائلاً إنه عندما كان عائداً إلى بيته بعد أن جلب الماء من بئر قريبة، استهدفت ضربات جوية مكثفة منطقته الواقعة حول جامع النور في الرقة، مؤكداً أن المقاتلات قصفت المباني والسيارات القريبة من مخبز الحي فقتلت أكثر من 30 شخصاً.

وتذكر ما حدث في تلك الليلة، قائلاً إن الناس كانوا يصرخون طلباً للمساعدة في الظلام وكانت المنازل تتهاوى مع سقوط القنابل. وأضاف «تخيل… لم نستطع حتى فعل أي شيء. قاذفات الصواريخ والطائرات الحربية. تركناهم يموتون تحت الأنقاض»، مشيراً إلى أن بعض الرجال خرجوا للبحث عن المصابين وإنقاذهم لكنهم لم يتمكنوا من إخراج أي من الجثث.

ورداً على سؤال عن عدم فرار المدنيين (الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم بنحو 100 ألف) قبل بدء الهجوم على الرقة، قال أبو أحمد إنه أخرج والديه وأطفاله من المدينة، و«قمنا بتخزين الطعام منذ فترة تحسباً للحصار… لكن هذا الهجوم الشرس لم نتوقع حتى واحداً في المئة منه… كنا سنغادر الرقة على الفور (لو كنا عرفنا)».

وختم مؤكداً أنه ينوي الهروب من الرقة بمساعدة مهربين والذهاب إلى الريف، مضيفاً «هذا هو (الحل)، الحياة لا تطاق… نعيش في فيلم رعب».

إلى ذلك، أشار رجل آخر (رفض الكشف عن هويته) خوفاً من بطش «داعش»، إنه لم يصادف في الآونة الأخيرة الكثير من أعضاء التنظيم أو المركبات المسلحة في منطقته الواقعة بالقرب من خط قتال أمامي في غرب المدينة، موضحاً أن الكثير ممن رآهم مجرد صبية مراهقين يحملون بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية.

%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%b7-%d8%aa%d8%a3%d9%83%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%ab%d8%ab-%d9%81%d9%8a-%d8%b4%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%82%d8%a9
سوريون فارون من مناطق داعش في الرقة ودير الزور ينتظرون في محطة حافلات الراموسة في حلب للانتقال إلى مناطق آمنة (ا ف ب)