Beirut weather 21.32 ° C
تاريخ النشر November 2, 2025
A A A
القرار 1701 يرسل سلامه إلى القرار 425!
الكاتب: مرسال الترس

 

كتب مرسال الترس في موقع “الجريدة”:
من بين آلاف القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، هناك عدة قرارات تتعلق بالصراع الذي دار على الحدود الجنوبية للبنان المحاذية للأراضي المحتلة. ولكن أبرز هذه القرارات إثنان يتماثلان ويتقاربان حتى يكادان أن يصبحا متشابهين في الشكل والمضمون:

في العام 1978، وإثر عملية فدائية في الأراضي المحتلة بقيادة المناضلة دلال المغربي، اجتاح جيش العدو الإسرائيلي الجنوب اللبناني، بحجة إزالة قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، إلى أن تم اتخاذ القرار 425 في أروقة الأمم المتحدة، وظل لبنان 22 سنة يطالب بتنفيذه من دون جدوى، بعد أن أوجدت قوات الاحتلال قوات أمر واقع (ميليشا سعد حداد ولاحقاً ميليشيا أنطوان لحد)، إلى أن تمكنت المقاومة في لبنان، وعبر الضغط العسكري الذي مارسته، من إجبار قوات الاحتلال مع عملائها على الانسحاب في ربيع العام 2000، وانتهى بذلك الحديث عن القرار 425.

وفي العام 2006، وبعد حرب تموز التي امتدت لشهر ونيّف، والتي سعى فيها جيش العدو الإسرائيلي إلى تدمير قدرات “حزب الله”، إتخذ المرجع الدولي (الذي يعمل بلا أدوات تنفيذية) القرار 1701. وها هم المسؤولون ومختلف الأفرقاء في لبنان، لا يدعون موقفاً لهم يمر من دون المطالبة بتنفيذه. ولكن يبدو أننا سننتظر 19 سنة أخرى لإجبار “إسرائيل” على الالتزام ببنوده، أو الذهاب إلى “اتفاق سلام” أو إلى أي نوع من التطبيع لنسيانه، أو العودة الى ما يشابه أحداث العام 2000.

منتصف الأسبوع الفائت، كان هناك موقف لافت لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يطلب من قائد الجيش العماد رودولف هيكل التصدي لأي توغل معادٍ في الأراضي اللبنانية، إثر سلسلة من الاعتداءات الاسرائيلية بُعيد ساعات على انعقاد لجنة وقف النار “الميكانيزم” التي يرأسها ضابط أميركي، وتشارك فيها الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس بصفة مستشارة، كي لا تتحول إلى لجنة تعمل على تعداد الاعتداءات بدل البحث عن أساليب للحد منها، في وقت اعترفت فيه تلك اللجنة بالأداء المحترف الذي يقوم به الجيش اللبناني في جنوب الليطاني.

ولكن اللافت أيضاً أن اورتاغوس نفسها كانت تدعو، ومن دون مواربة، للذهاب إلى المفاوضات المباشرة وتروج لها باعتبارها “المدخل الأمثل” لمعالجة الملفات العالقة، ولكن بالتأكيد بعد العبور باتفاق 17 أيار جديد، أو ما يشابهه أو يتقدم عليه!

على أي جانب سينام هذا اللبنان الذي أنهكته الصراعات التي لا نهاية لها، من دون أن يستطيع جمع آراء أبنائه تحت سقف وطني موحد، إلاّ اذا تدخلت هذه القوة الخارجية أو تلك؟