Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر January 19, 2023
A A A
الفيروسات المنتشرة حالياً تزيد معدلات الدخول إلى المستشفى… كيف نميز بينها؟
الكاتب: كارين اليان - النهار العربي

تسيطر في هذا الموسم فيروسات تصيب الجهاز التنفسي وتتشابه بأعراضها وعلى رأسها الإنفلونزا بنوعيها H1N1 وH3N2، إضافة إلى فيروس كورونا. كما يبدو واضحاً أدى انتشار هذه الفيروسات إلى ارتفاع معدلات الدخول إلى المستشفيات. وفق ما يوضحه طبيب الطوارئ في مستشفى اوتيل ديو دو فرانس ارتفعت في فرنسا معدلات دخول طوارئ المستشفيات إلى 180 في المئة بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بهذه الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي. اما في لبنان فلا يزال الوضع تحت السيطرة، وإن كانت معدلات دخول الطوارئ قد زادت بنسبة 50 في المئة مؤخراً.

من يعتبر أكثر عرضة لمضاعفات الفيروسات المسيطرة حالياً ؟

تعتبر فيروسات كورونا والإنفلونزا بنوعيها المسيطرين حالياً H1N1 وh3N2 من العائلة نفسها من الفيروسات ولها الأعراض نفسها حتى. فتماماً كما يسبب فيروس كورونا حالياً أوجاعاً في البطن وإسهالاً إضافة إلى أعراض الرشح، كذلك بالنسبة للإنفلونزا المسيطرة في المرحلة الحالية. ووفق ما يوضحه زغبي، عندما تسيطر هذه الفيروسات مع بعضها ثمة اشخاص معينون هم الأكثر تضرراً وهم الأطفال والمسنين ومن يعانون مشكلات في المناعة أو أمراضاً مزمنة كالربو مثلاً، يكونون أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة. أما بالنسبة إلى باقي الأشخاص فتكون أقل خطورة عليهم وإن كانوا قد يواجهون اعراضاً كارتفاع الحرارة وأوجاع الجسم والرأس وغيرها من الأعراض التي ترافق هذا النوع من الفيروسات عادةً. بشكل عام تدوم أعراض الإنفلونزا حوالى 5 أيام أو 7 لكنها قد تدوم وقتاً أطول أحياناً في حال التعرض لمضاعفات.

 

كيف يتم التمييز بين هذه الفيروسات المتشابهة الأعراض؟

في الواقع تتشابه أعراض هذه الفيروسات إلى حد كبير ويصعب التمييز بينها. فكلّها تسبب أعراضاً كالسعال وأوجاع الرأس وصعوبة في التنفس وأوجاعاً حادة يصعب تحملها في مختلف مواضع الجسم والعضلات وسيلان أنف وألم بطن. قد يكون السبب فيروس كورونا في حال مواجهة هذه الأعراض كما يمكن أن تكون الإنفلونزا هي السبب، خصوصاً في ظل ظهور متحورات وتغيير الأعراض. ففي فترة سابقة كان ألم الحنجرة يميز أعراض كورونا، إنما لا يمكن التمييز على هذا الأساس لأن الإنفلونزا تسببه أيضاً. وما يقلق الهيئات الصحية الدولية انه عندما تسيطر هذه الفيروسات في الوقت نفسه، يصعب التمييز بينها وقد تزيد صعوبة السيطرة على الوضع.

 

 

لماذا تبدو مضاعفات هذه الفيروسات أكثر خطورة حالياً؟

تعتبر هذه الفيروسات أكثر خطورة على أشخاص معينين هم أكثر عرضة لها وليس على الكل. ومما لا شك فيه أن مستويات المناعة في مواجهة الفيروسات قد تراجعت بسبب عدم التعرض لها في المرحلة السابقة، خصوصاً بالنسبة للإنفلونزا، بسبب الإجراءات المشددة للوقاية من كورونا. بشكل عام هذه الحالات لا تتطلب أدوية معينة وعلاجات خاصة، إنما بالنسبة للبنان، بسبب الأزمة لم يعد اللبنانيون يتناولون أدويتهم بانتظام، إذا كانوا يعانون أمراضاً مزمنة ولم يعودوا يلتزمون بالزيارات الطبية الروتينية، بسبب إهمال حالاتهم، من الطبيعي أن يزيد خطر تعرضهم لمضاعفات في حال الإصابة بأي من هذه الفيروسات. هذه العوامل جعلتهم أكثر عرضة للخطر ولمواجهة مشكلات في الجهاز التنفسي ما يتطلب إدخالهم إلى المستشفى، ومن الطبيعي عندها أن تكون الفيروسات أكثر حدة. إنما في كل الحالات، يؤكد زغبي أن الوضع يعتبر تحت السيطرة في لبنان، وعلى الرغم من ارتفاع معدلات الدخول إلى المستشفى واللجوء إلى أجهزة التنفس بسبب ارتفاع أعداد المرضى الذين يصلون إلى الطوارئ وهم يعانون مضاعفات خطيرة في الجهاز التنفسي، يعتبر الوضع في البلاد أفضل من دول أخرى حيث ترتفع المعدلات أكثر بعد. مع الإشارة إلى أن معظم الحالات حالياً هي من الإنفلونزا وليس من كورونا. فالإصابات بكورونا ارتفعت في الأسابيع الأخيرة لكن تبقى أقل من تلك الناتجة من الإنفلونزا الأكثر انتشاراً وهي أقل خطورة من الإنفلونزا حالياً ايضاً. أما بالنسبة للوفيات فهي لم تزد والأمور تعتبر تحت السيطرة.