كتبت مارينا كولتسوفا، في “كومسومولسكايا برافدا”، حول القتل المتعمد للصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، لمنع وصول الحقيقة عن معاناة الفلسطينيين.

وجاء في المقال: في 11 أيار/ مايو، صُدم العالم بنبأ مقتل الصحفية في قناة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة، الفلسطينية الأصل، في جنين.

وتقول قيادة العدو الإسرائيلي، متبوعة بوسائل الإعلام، إن أبو عاقلة وقعت بالصدفة في منطقة تقاطع نيران جنود إسرائيليين ومسلحين فلسطينيين عندما كانت قوات الأمن الإسرائيلية تبحث عن شبان فلسطينيين متورطين في الهجمات الإرهابية الأخيرة في المدن الكبرى.

في هذه المرحلة، يحاولون إغلاق القضية. لكن المسألة بدأت تأخذ بعدا سياسيا، حيث تشير إحدى الروايات بوضوح إلى استهداف الصحفية من قبل قناص.

وبحسب ج. سايمون، المدير التنفيذي للجنة المنظمات غير الحكومية الدولية لحماية الصحفيين، فإن السلطات الإسرائيلية تعمد إلى اضطهاد بعض ممثلي وسائل الإعلام من أجل “منع ظهور المعاناة الإنسانية في غزة على الهواء مباشرة”.

ووفقا لمنظمة حقوق الإنسان بتسيلم، من بين 10178 فلسطينيا قتلوا نتيجة الأعمال العسكرية الإسرائيلية منذ بداية الانتفاضة الثانية، سقط 4888 مدنيا “لا علاقة لهم بالأعمال القتالية”. ومع ذلك، فإن مقتلهم، وفقا لمعايير السلطة الرسمية التابعة للعدو، لا يمكن اعتباره جريمة قتل. المصطلح الشائع المستخدم في وزارة دفاع العدو الإسرائيلية هو “الخسائر غير المباشرة أو الجانبية الناجمة عن عملية مكافحة الإرهاب”.

عادة ما تكون التغطية المعتادة لسقوط صاروخ قسام محلي الصنع بالقرب من مبان سكنية في سديروت بتقارير تقول إن “العديد من الإسرائيليين تعرضوا لصدمة ونجوا منها”. مثل هذه الكلمات لا يتم استخدامها أبدا عن الفلسطينيين.

ومثل هذا اللعب بالمفاهيم يساعد في تعزيز فكرة أن إسرائيل ضحية مجبرة على الدفاع عن نفسها ضد الفلسطينيين. تتوافق معادلة “التحدي والتهديد” المقلوبة هنا تماما مع النهج الدعائي الذي تتبعه تل أبيب، والذي يهدف إلى إقناع الرأي العام بأن الصراع في الشرق الأوسط ليس ناجما عن أطول احتلال في تاريخ العالم الحديث، إنما عن مواجهة حضارية من روح نظرية هنتنغتون سيئة السمعة.